زيارة ميدانية للبرهان إلى بارا والأبيض ويؤكد حسم التمرد العسكري
متابعة:الرؤية نيوز
في تحرك عسكري لافت، قام الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، بزيارة ميدانية إلى الخطوط الأمامية للقوات النظامية والمساندة في محور العمليات بكردفان، حيث اطلع على سير المعارك الجارية ضد قوات الدعم السريع. الزيارة التي جرت يوم السبت شملت مدينة بارا بولاية شمال كردفان، والتي تمكن الجيش من استعادتها مؤخراً بعد مواجهات عنيفة، وسط إشادة من البرهان بما وصفه بـ”بسالة وتضحيات القوات النظامية”، مؤكداً التزام القيادة العسكرية بمواصلة العمليات حتى تحرير كافة المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
لقاءات الأبيض
البرهان واصل جولته بزيارة مدينة الأبيض، حيث عقد سلسلة اجتماعات مع القيادات العسكرية والأمنية، تلقى خلالها تنويراً مفصلاً حول الوضع الميداني في شمال كردفان. كما التقى بحكومة الولاية وممثلي المجتمع المحلي، الذين استقبلوه بحفاوة واسعة، في مشهد وصفته وسائل الإعلام الرسمية بـ”الزيارة التاريخية”. اللقاءات تناولت تطورات العمليات العسكرية في الإقليم، والتحديات الأمنية والإنسانية التي تواجه السكان في ظل استمرار القتال.
أهمية استراتيجية
تشهد ولايات كردفان الكبرى منذ عدة أشهر تصعيداً عسكرياً متواصلاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، نظراً لأهمية المنطقة الاستراتيجية التي تربط العاصمة الخرطوم بولايات دارفور. مدن مثل الأبيض وبارا وأم روابة تحولت إلى محاور قتال رئيسية، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى التمدد والسيطرة على طرق الإمداد الحيوية، بينما يركز الجيش جهوده على استعادة هذه المواقع لتعزيز خطوطه الدفاعية وقطع مسارات التحرك العسكري لقوات الدعم السريع نحو وسط وغرب البلاد.
الاشتباكات المتواصلة في كردفان أدت إلى تدهور حاد في الوضع الإنساني، مع تسجيل موجات نزوح واسعة لعشرات الآلاف من المدنيين الذين فروا من مناطق القتال بحثاً عن الأمان. المنظمات الإنسانية حذرت من تفاقم الأزمة في ظل محدودية الوصول إلى المناطق المتأثرة، بينما تعتبر القيادة العسكرية أن السيطرة على هذه الجبهة تمثل عنصراً محورياً في كبح تقدم قوات الدعم السريع، وفتح الطريق أمام استعادة الاستقرار في الإقليم. المواجهات في كردفان باتت تشكل اختباراً حقيقياً لقدرة الجيش على استعادة زمام المبادرة في واحدة من أكثر الجبهات تعقيداً في النزاع السوداني المستمر.