السودان يدفع ثمن خطأ إثيوبيا في إدارة سد النهضة
متابعة:الرؤية نيوز
حذر الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، من خطورة الفيضانات التي يشهدها السودان حاليًا، مؤكدًا أنها جاءت في توقيت غير طبيعي، ما يعكس أنها “من صنع البشر” نتيجة سياسات إدارة سد النهضة الإثيوبي، وليست فيضانات طبيعية يمكن استيعابها تدريجيًا.
وفي منشور عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، أوضح نور الدين أن بدء الفيضان في السودان خلال شهري سبتمبر وأكتوبر يكشف زيف الادعاءات الإثيوبية التي زعمت أن السد سيمنع الفيضانات عن السودان، معتبرًا أن ما يحدث الآن يُظهر العكس تمامًا، ويؤكد أن هذه الفيضانات أكثر خطورة من تلك التي تحدث بشكل طبيعي وعلى فترات طويلة.
وأشار إلى أن إثيوبيا ارتكبت خطأ فادحًا بملء بحيرة السد بكامل سعتها البالغة 75 مليار متر مكعب، رغم أن ما تم تركيبه فعليًا من التوربينات لا يتجاوز ثمانية، يعمل منها خمسة فقط وبشكل غير منتظم، في حين لم تكتمل بعد محطة الكهرباء وأعمدة الضغط العالي لنقل الطاقة.
وأضاف أن التخزين المناسب كان يجب أن يتراوح بين 50 إلى 55 مليار متر مكعب، بما يتناسب مع القدرة الفعلية للتوربينات العاملة، وهو ما كان سيجنب السودان التدفقات غير الطبيعية الحالية.
وفيما يتعلق بتأثير السد على مصر، أوضح نور الدين أن بحيرة السد العالي ممتلئة بالكامل نتيجة للفيضان العالي خلال سنوات التخزين، مشيرًا إلى أن المياه المحجوزة في بحيرة سد النهضة تمثل مخزونًا مفيدًا لمصر حاليًا، وسيتم ضخها لاحقًا عبر التوربينات إلى مصر والسودان عند تشغيل السد بكامل طاقته.
كما شدد على أن التحدي الأكبر لا يكمن في أوقات الفيضان، بل في سنوات الجفاف، محذرًا من أن استمرار إثيوبيا في التخزين خلال تلك الفترات قد يؤثر على إمدادات المياه لدولتي المصب.