تحذير من فيضانات خطيرة في الخرطوم مع ارتفاع غير مسبوق في منسوب النيل الأبيض
متابعة:الرؤية نيوز
أصدرت غرفة الطوارئ المحلية في منطقة جبل أولياء تحذيراً عاجلاً موجهاً إلى وزارة الري والموارد المائية والسلطات المحلية ومنظمات الإغاثة الوطنية والدولية، مشيرة إلى أن ارتفاع منسوب مياه النيل الأبيض بلغ مستويات غير مسبوقة تهدد حياة آلاف السكان المقيمين على ضفافه. وأكدت الغرفة أن الوضع الميداني يتطور بسرعة نحو مرحلة حرجة، حيث أصبحت مناطق واسعة عرضة لخطر الغرق الكامل إذا استمر منسوب المياه في الارتفاع خلال الأيام المقبلة. ويأتي هذا النداء في وقت تتزايد فيه المخاوف من انهيار البنية التحتية الهشة في القرى والأحياء المحاذية للنهر.
انهيار حواجز
وأوضحت الغرفة في بيان صدر يوم الاثنين أن مياه النيل الأبيض اجتاحت جميع الحواجز الترابية التي كانت قائمة في مناطق العسال وطيبة الحسناب والشقيلاب والكلاكلات، ما أدى إلى تسرب المياه نحو الأحياء السكنية وغمر منازل المواطنين. وأشارت إلى أن هذه التطورات جعلت العديد من المباني عرضة لخطر الانهيار، في ظل غياب وسائل حماية فعالة. وتؤكد الصور الميدانية أن المياه اخترقت خطوط الدفاع الترابية بسرعة، ما كشف عن ضعف البنية الوقائية أمام قوة الفيضان. ويشير السكان إلى أن محاولاتهم الفردية لم تفلح في منع المياه من التمدد داخل الأحياء، الأمر الذي يضاعف من حجم الخسائر المحتملة.
جهود محدودة
أكدت غرفة الطوارئ أن الجهود المبذولة حالياً تتم بإمكانات محدودة للغاية، حيث يعتمد السكان والمتطوعون على وسائل بدائية للحد من انتشار المياه. وأوضحت أن استمرار ارتفاع منسوب النيل جعل كثيراً من المناطق مهددة بالغرق التام، في وقت تفتقر فيه المجتمعات المحلية إلى المعدات الثقيلة والموارد اللازمة لمواجهة الكارثة. ويشير متطوعون إلى أن عمليات الردم بالتراب تتم بشكل يدوي وبأدوات بسيطة، ما يجعلها غير كافية أمام قوة تدفق المياه. كما أن نقص المواد الأساسية مثل الجوالات الفارغة والمتاريس يزيد من صعوبة السيطرة على الوضع.
مطالب عاجلة
وطالبت الغرفة السلطات المختصة بتوفير احتياجات عاجلة لمواجهة الأزمة، تشمل جوالات فارغة لإنشاء متاريس إضافية، محافير ومغارف ترابية، إلى جانب آليات ثقيلة مثل اللودرات وقلابات التراب. كما شددت على ضرورة تجهيز خيام لإيواء المتضررين في حال حدوث فيضانات مدمرة، فضلاً عن توفير مساعدات طبية عاجلة لمواجهة أي طارئ صحي. وأكدت أن الاستجابة السريعة لهذه المطالب تمثل خط الدفاع الأخير أمام كارثة إنسانية محتملة. ويشير مراقبون إلى أن بطء الاستجابة قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل يصعب احتواؤه لاحقاً.
تحذيرات عامة
ودعت غرفة الطوارئ جميع القاطنين على ضفاف النيلين الأبيض والأزرق في ولاية الخرطوم إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، تحسباً لأي طارئ خلال الأيام المقبلة. وأكدت أن الوضع يتطلب استعداداً مجتمعياً شاملاً، بما في ذلك إخلاء المناطق المنخفضة وتجنب الطرق التي قد تغمرها المياه. كما شددت على أهمية التنسيق بين السكان والسلطات المحلية لتقليل المخاطر. وتأتي هذه الدعوة في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تتوسع رقعة الفيضان لتشمل مناطق جديدة لم تكن ضمن نطاق الخطر المباشر.
إنذار أحمر
وكانت وزارة الزراعة والري قد أصدرت إنذاراً أحمر شمل ست ولايات على امتداد الشريط النيلي، محذرة من فيضانات متوقعة نتيجة زيادة الوارد من النيلين الأزرق والأبيض. وأوضحت وحدة الإنذار المبكر التابعة لإدارة شؤون مياه النيل أن مستوى الخطورة مرتفع للغاية، داعية السلطات المحلية إلى اتخاذ التدابير القصوى في ولايات النيل الأزرق وسنار والجزيرة والخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض. وأكدت أن فترة الإنذار تمتد من صباح الاثنين وحتى مساء الأربعاء الأول من أكتوبر، مشددة على ضرورة تجنب الأماكن المنخفضة والوديان والطرق المعرضة للغمر. وتعتبر هذه التحذيرات مؤشراً على أن السودان يواجه واحدة من أخطر موجات الفيضانات خلال السنوات الأخيرة.