الرؤية نيوز

باريس سان جيرمان يقلب الطاولة على برشلونة ويحقق فوزه الثاني في دوري الأبطال

0 0

متابعة:الرؤية نيوز
في مواجهة أوروبية حافلة بالإثارة، نجح باريس سان جيرمان في قلب تأخره إلى فوز ثمين على برشلونة بنتيجة 2-1، في اللقاء الذي جمع الفريقين مساء الأربعاء على ملعب مونتجويك ضمن الجولة الثانية من مرحلة الدوري في دوري أبطال أوروبا لموسم 2025-2026. المباراة التي حضرها أكثر من خمسين ألف مشجع، شهدت أداءً متقلبًا من كلا الطرفين، حيث افتتح برشلونة التسجيل عبر فيران توريس في الدقيقة التاسعة عشرة، قبل أن يعادل باريس النتيجة بواسطة سيني مايولو في الدقيقة الثامنة والثلاثين، ويخطف غونسالو راموس هدف الانتصار في الدقيقة التسعين. هذا الفوز منح باريس سان جيرمان العلامة الكاملة بعد انتصاره في الجولة الأولى على أتالانتا الإيطالي برباعية نظيفة، ليواصل بذلك سلسلة انتصاراته في الملاعب الإسبانية للمرة الثالثة تواليًا.

غيابات مؤثرة
رغم الغيابات العديدة في صفوف الفريقين، قدمت المواجهة مستوى فنيًا مرتفعًا، حيث غاب عن باريس سان جيرمان عدد من نجومه الأساسيين، فيما اعتمد برشلونة على تشكيلة شابة ضمت أكثر من خمسة لاعبين دون سن العشرين، في سابقة هي السابعة من نوعها في تاريخ البطولة. ومع ذلك، لم تؤثر هذه الغيابات على جودة الأداء، بل أظهرت قدرة المدربين على توظيف العناصر المتاحة بفعالية. باريس سان جيرمان سيواجه في الجولة المقبلة نادي باير ليفركوزن، بينما يستعد برشلونة لاستضافة أولمبياكوس في لقاء مهم يسبق أول كلاسيكو في الموسم.

تكتيك إنريكي
أظهر لويس إنريكي، المدير الفني لباريس سان جيرمان، براعة تكتيكية واضحة في مواجهة فريقه السابق، حيث نجح في قراءة المباراة تدريجيًا بعد بداية قوية من برشلونة. رغم غياب خط الهجوم الأساسي، استغل إنريكي المساحات التي تركها دفاع برشلونة المتقدم، ونجح في توجيه فريقه للرد السريع بعد التأخر. هدف التعادل جاء نتيجة تقدم نونو مينديز بالكرة لمسافة طويلة دون ضغط، مما خلق موقفًا هجوميًا بثلاثة لاعبين ضد ثلاثة في الثلث الدفاعي للبارسا، وهو ما كشف عن ثغرات في خطة الضغط العالي التي اعتمدها المدرب هانز فليك.

ضغط مرتد
أهداف المباراة كشفت عن مزايا وعيوب الضغط المتقدم، حيث استفاد برشلونة من هذا الأسلوب في تسجيل هدفه الأول بعد أن استغل يامال تمريرة خاطئة من فيتينيا. لكن هذا الضغط ذاته خنق إيقاع باريس سان جيرمان في الشوط الأول، حيث بلغت نسبة استحواذه على الكرة 43% فقط، وهي الأدنى له في البطولة منذ خسارته أمام أرسنال الموسم الماضي. ومع ذلك، فإن السرعات العالية التي يتمتع بها لاعبو باريس جعلت الدفاع المتقدم لبرشلونة عرضة للخطر، وهو ما استغله الفريق الفرنسي بفعالية في الشوط الثاني.

كفاءة تدريبية
خلال المباراة، تمكن لاعبو باريس من كسر ضغط برشلونة في سبع حالات واضحة، من بينها الهدف الأول، وهو ما يعكس جودة التدريب تحت قيادة إنريكي. هذه الأنماط التكتيكية قد تشكل درسًا مهمًا لريال مدريد قبل الكلاسيكو، حيث يكمن الحل في التدرج السريع بالكرة وتوقيت التحركات بدقة لتفادي التسلل، إلى جانب دعم الظهيرين كما فعل مينديز وحكيمي، الذي سجل ثاني أعلى عدد من اللمسات داخل منطقة جزاء الخصم في آخر موسمين من دوري الأبطال.

مناورة دفاعية
أحد أبرز القرارات التكتيكية التي اتخذها إنريكي خلال اللقاء كان التعامل الذكي مع البطاقة الصفراء التي حصل عليها نونو مينديز. بدلاً من استبداله بين الشوطين كما هو معتاد، قام إنريكي بإشراك لوكاس هيرنانديز في مركز الظهير الأيسر، ودفع بمينديز إلى مركز الجناح في الربع الأخير من المباراة، ليبتعد عن مواجهة مباشرة مع لامين يامال، الذي حاول مرارًا الضغط على الحكم لطرد مينديز. هذه المناورة التكتيكية جنّبت الفريق خسارة لاعب مهم، وأظهرت مرونة إنريكي في إدارة المباراة.

سيطرة وسط
رغم خسارة جواو نيفيس في مرحلة الإحماء، تمكن باريس سان جيرمان من فرض سيطرته على وسط الملعب، حيث خاطر إنريكي بإشراك غونسالو راموس كمهاجم صريح، في حين انتقل مايولو إلى خط الوسط بعد أداء مميز في دور المهاجم الوهمي، وهو الدور الذي كان يشغله عثمان ديمبيلي قبل إصابته. هذا التعديل أثمر عن هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة، ليؤكد نجاح الرؤية التكتيكية لإنريكي في ظل الظروف الصعبة.

رقم قياسي
على الجانب الآخر، سجل برشلونة رقمًا تاريخيًا جديدًا بعد هدف توريس في الشوط الأول، حيث أصبح الفريق أول من يسجل في 45 مباراة متتالية في جميع المسابقات، منذ خسارته أمام ليغانيس في ديسمبر 2024. هذا الإنجاز يعكس القوة الهجومية للفريق تحت قيادة فليك، الذي أظهر مرونة في توظيف عناصره رغم غياب رافينيا وجلوس ليفاندوفسكي على دكة البدلاء. ورغم إهدار ثلاث فرص محققة، حافظ الفريق على سجله التهديفي، ما يعكس جودة العمل الهجومي في منظومة برشلونة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.