الرؤية نيوز

الجيش السوداني يتحرك سياسيًا… لجنة جديدة تفتح قنوات مع صمود وتأسيس

0 0

متابعة:الرؤية نيوز
في تطور سياسي لافت، أفادت مصادر مطلعة بأن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني، شكّل لجنة سياسية شرعت فعليًا في عقد سلسلة من الاجتماعات مع القوى السياسية التي تساند مواقف المؤسسة العسكرية. هذه الخطوة تأتي في إطار تحضيرات لإطلاق عملية سياسية جديدة تهدف إلى إعادة هيكلة المشهد الوطني على أسس توافقية، وسط تصاعد الدعوات الداخلية والخارجية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أبريل 2023. اللجنة، بحسب المصادر، بدأت اتصالاتها بالقوى القريبة من الجيش، في مسار تصاعدي يُتوقع أن يشمل لاحقًا تحالف “صمود” بوصفه طرفًا مدنيًا محايدًا، ثم يمتد إلى القوى المرتبطة بالدعم السريع، وعلى رأسها تحالف “تأسيس”.

في سياق متصل، تداولت تقارير إعلامية معلومات عن لقاء جمع الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة، بعدد من ممثلي القوى المدنية في مدينة بورتسودان، حيث ناقش معهم تطورات الأوضاع السياسية والإنسانية، وسبل الدفع نحو إنهاء الحرب واستعادة المسار السلمي. غير أن صحيفة “الكرامة” نقلت عن مصدر مطلع نفيًا قاطعًا لصحة هذه المعلومات، مؤكدًا أن كباشي لم يبلغ أي جهة مدنية بعزم الجيش الدخول في عملية تفاوضية جديدة. المصدر ذاته شدد على أن ما تم تداوله لا يستند إلى وقائع موثقة أو مصادر موثوقة، وأن الفريق كباشي لم يناقش أي مبادرة سياسية مع القوى المدنية خلال اللقاء المذكور.
تقديم الجواز الإلكتروني السودان
بحسب ما نقلته منصة “أفق جديد”، فإن تشكيل اللجنة السياسية من قبل الفريق البرهان يأتي ضمن خطة أوسع تتبنى نهجًا تدريجيًا في الحوار، يبدأ بالقوى الموالية للجيش، ثم يتحرك نحو الأطراف المدنية المحايدة، وصولًا إلى القوى المرتبطة بالدعم السريع. وتُجرى حاليًا نقاشات حول إجراءات تمهيدية تهدف إلى تهيئة المناخ السياسي، من بينها شطب البلاغات المفتوحة ضد عدد من القيادات السياسية، ورفع القيود المفروضة على استخراج الأوراق الثبوتية. هذه الخطوات يُراد بها بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة، وتوفير بيئة مناسبة لانطلاق عملية سياسية شاملة برعاية الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، مصر، والإمارات.

في إطار التحركات الإقليمية، كشفت مصادر مطلعة أن الفريق البرهان عرض خلال لقائه الأخير في القاهرة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومستشار الرئيس الأميركي مسعد بولس، رؤية الحكومة السودانية بشأن المراحل الأولى للعملية السياسية. وتتضمن هذه الرؤية بدء عملية تفاوضية تؤدي إلى وقف إطلاق النار، ثم بحث الترتيبات الأمنية، بما في ذلك دمج القوات المسلحة والدعم السريع في جيش وطني موحد، قبل الانتقال إلى حوار سياسي شامل مع جميع القوى دون استثناء. ووفقًا للمصادر، فإن هذه الرؤية تحظى بدعم من مصر والسعودية وتركيا وقطر، بينما تعارضها الإمارات، التي تتحفظ على بعض بنودها المتعلقة بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية.
من جانبه، طرح تحالف “صمود” بقيادة عبدالله حمدوك، خلال لقاء مع فريق الوساطة الرباعية المكوّن من الاتحاد الأفريقي، الإيقاد، الأمم المتحدة، والجامعة العربية، رؤية متكاملة لمعالجة الأزمة السودانية. وتتضمن هذه الرؤية ثلاثة مسارات رئيسية: المسار الإنساني، وقف إطلاق النار، والحوار السياسي لمعالجة جذور النزاع. التحالف شدد على ضرورة إقرار هدنة إنسانية شاملة في جميع أنحاء البلاد، وتسهيل وصول المساعدات للمتضررين، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وإلغاء القوانين والمراسيم التي تنتهك حقوق الإنسان. هذه المبادرة تأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية والمحلية لإنهاء الحرب، وسط تحذيرات من استمرار الانهيار المؤسسي والاجتماعي في السودان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.