ريال مدريد يستعد للكلاسيكو وسط تألق مبابي وغموض مستقبل إندريك
متابعة:الرؤية نيوز
وسط أجواء تتسم بالهدوء والثقة داخل أروقة ريال مدريد، يستعد الفريق الملكي لخوض أسبوع حاسم في مسار موسمه، تتصدره مواجهة الكلاسيكو المرتقبة أمام برشلونة يوم الأحد المقبل. هذا الترقب يأتي بعد فوز صعب حققه الفريق على خيتافي بهدف نظيف حمل توقيع كيليان مبابي، الذي واصل تألقه اللافت منذ بداية الموسم. الانتصار الأخير عزز من حالة التركيز داخل النادي، حيث تتجه الأنظار إلى اختبار برشلونة باعتباره محطة مفصلية في تحديد ملامح المنافسة المحلية، في وقت يواصل فيه المدرب تشابي ألونسو اعتماد سياسة التدوير الواسع دون تكرار تشكيل واحد منذ انطلاق الموسم.
تدوير مستمر
في مواجهة خيتافي، واصل ألونسو نهجه الفني القائم على تدوير اللاعبين، حيث دفع بأردا غولر وفينيسيوس جونيور من مقاعد البدلاء، وتمكنا من إحداث تأثير فوري على مجريات اللقاء. غولر قدّم تمريرة حاسمة لمبابي الذي سجل هدفه الخامس عشر في 11 مباراة فقط هذا الموسم، في مؤشر واضح على جاهزيته الكاملة وقدرته على الحسم في اللحظات الحرجة. هذا التنوع في الخيارات الهجومية يعكس عمق التشكيلة التي يمتلكها ريال مدريد، ويمنح الجهاز الفني مرونة تكتيكية في التعامل مع ضغط المباريات، خاصة في ظل اقتراب موعد الكلاسيكو الذي يتطلب أعلى درجات الجاهزية الذهنية والبدنية.
جدل داخلي
بعيداً عن المستطيل الأخضر، تشهد إدارة ريال مدريد نقاشاً متزايداً حول إمكانية تعديل نموذج الملكية المعتمد داخل النادي، في ظل متغيرات اقتصادية ورياضية متسارعة. وفي الوقت ذاته، يبرز ملف المهاجم البرازيلي الشاب إندريك كأحد أكثر القضايا حساسية داخل الفريق، بعد أن جلس على مقاعد البدلاء في ست مباريات متتالية دون أن يشارك ولو لدقيقة واحدة. هذا التراجع في فرص اللعب دفع عدة أندية إلى بدء اتصالات أولية مع إدارة ريال مدريد لبحث إمكانية استعارة اللاعب، خاصة في ظل المنافسة الشرسة في الخط الأمامي التي تضم أسماء بارزة مثل مبابي، فينيسيوس، رودريغو، وماستانتونو، ما يجعل من الصعب منح إندريك دقائق منتظمة في التشكيلة الأساسية.
إصابات مؤثرة
على صعيد الحالة الطبية، يواجه ريال مدريد مجموعة من الإصابات التي قد تؤثر على خياراته في المباريات المقبلة. الحارس تيبو كورتوا تعرض لكدمة في الركبة اليمنى التي سبق أن خضع فيها لجراحة، لكن الفحص المبدئي جاء مطمئناً، ومن المتوقع أن يكون جاهزاً لمواجهة يوفنتوس. أما المدافع دافيد ألابا، فقد شعر بانزعاج عضلي في ربلة الساق اليمنى خلال الشوط الأول أمام خيتافي، وسيخضع لفحوصات إضافية لتحديد مدى جاهزيته. في المقابل، يواصل داني سيبايوس التعافي من كدمة في الفخذ تسببت في ورم قريب من العصب الوركي، ما يجعل مشاركته أمام يوفنتوس محل شك كبير، في ظل تعامل طبي حذر مع حالته.
جاهزية متباينة
المدافع دين هويسن يعاني من شدّ في العضلة الخلفية، لكن مصادر مقربة منه أبدت تفاؤلها بإمكانية عودته قبل مواجهة برشلونة. في الوقت ذاته، يقترب الثنائي أرنولد وكارفاخال من استعادة جاهزيتهما الكاملة بعد تعافيهم من إصابات عضلية، إلا أن ألونسو لن يغامر بإشراكهما إلا بعد التأكد التام من جاهزيتهما البدنية. لاعب الوسط فالفيردي، الذي صرّح سابقاً بعدم تفضيله اللعب في مركز الظهير، قدم أداءً مميزاً في هذا الموقع خلال آخر مباراتين في الليغا، ما يعزز من خيارات المدرب في ظل الغيابات. أما فيرلان ميندي، فقد عاد إلى التدريبات الجماعية بعد غياب دام ستة أشهر، لكنه لا يزال بعيداً عن الجاهزية الكاملة للبدء أساسياً، فيما تأكد غياب المدافع أنطونيو روديغر حتى فترة التوقف الدولي المقبلة في نوفمبر.
توازن حاسم
ريال مدريد يدخل هذا الأسبوع الحاسم بحالة من التوازن المثالي بين الحذر والتفاؤل، مدعوماً بجاهزية هجومية عالية تضم مبابي، بيلينغهام، وفينيسيوس، الذين يشكلون ثلاثياً قادراً على صناعة الفارق في المباريات الكبرى. ومع ذلك، يبقى ملف إندريك مفتوحاً على احتمالات متعددة، وسط ترقب داخلي لمستقبل اللاعب الذي لم يحصل بعد على فرصته الكاملة. هذا التوازن بين الاستقرار الفني والجدل الإداري يعكس طبيعة المرحلة التي يمر بها النادي، حيث تتداخل الحسابات الرياضية مع الرهانات الاستراتيجية في موسم يُتوقع أن يكون من أكثر المواسم تنافسية في تاريخ ريال مدريد الحديث