الرؤية نيوز

الأمم المتحدة تصدر أخطر بيان بشأن الفاشر

0 0

متابعة:الرؤية نيوز
عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ إزاء تصاعد الصراع في السودان وتدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مطالبًا برفع الحصار المفروض عليها وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين العالقين داخلها، وفق ما نقلته وكالة “رويترز” عن المتحدث الرسمي باسمه مساء الاثنين.

قلق أممي من الانتهاكات وتصاعد العنف
وقال المتحدث باسم غوتيريش إن الأمين العام يندد بشدة بالتقارير الميدانية الواردة بشأن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في الفاشر، مشيرًا إلى أن التقارير تتحدث عن هجمات عشوائية واستهداف مباشر للمدنيين والبنية التحتية المدنية، إلى جانب تصاعد أعمال العنف القائم على النوع الاجتماعي، والهجمات ذات الطابع العرقي، وسوء المعاملة بحق السكان. وأضاف البيان أن ما يحدث في المدينة يشكل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها القانونية والإنسانية فورًا.

تحذير من التدخلات الخارجية
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحافيين مؤكداً أن التدخلات الخارجية في الشأن السوداني تُضعف فرص تحقيق السلام وتعرقل أي جهود جادة لوقف إطلاق النار، مطالبًا الدول الإقليمية والداعمين الدوليين بالتوقف عن تغذية النزاع بالسلاح أو المال، والتركيز على الدفع نحو حل سياسي شامل يحافظ على وحدة السودان واستقراره.
موقف القيادة السودانية من معركة الفاشر
من جانبه، علّق رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان على التطورات الأخيرة في الفاشر قائلاً إن الانسحاب من المدينة كان خطوة ضرورية ضمن خطط إعادة التموضع العسكري، مؤكدًا أن القوات المسلحة السودانية ستقتص لأهالي الفاشر وتستعيد السيطرة عليها في الوقت المناسب. وأضاف البرهان في كلمة له أن الشعب السوداني لن يتسامح مع الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين، وأن القوات المسلحة قادرة على قلب موازين المعركة وهزيمة ما وصفها بـ”ميليشيات التمرد”، قائلاً: “الخزي والعار والهزيمة لكل من يصطف مع ميليشيات التمرد، وسنستعيد كل أراضي السودان عاجلاً أم آجلاً”.
هجوم جديد على المستشفى الوحيد في الفاشر
وفي تطور خطير آخر، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر منصة “إكس”، أن المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل جزئياً في مدينة الفاشر تعرّض لهجوم جديد، مشيراً إلى أن قسم الأطفال بالمستشفى أصيب بأضرار جسيمة نتيجة القصف، ما أدى إلى مقتل ممرضة وإصابة ثلاثة ممرضين آخرين. ودعا غيبريسوس إلى وقف فوري للعمليات العسكرية داخل المدينة، مؤكداً أن استمرار استهداف المرافق الطبية يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى الذين لا يجدون مأوى آمناً للعلاج.

تحذيرات من مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
بدوره، أصدر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك بياناً حذّر فيه من أن الوضع في مدينة الفاشر أصبح “حرجاً للغاية”، وأن خطر ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق وجرائم فظيعة بدوافع إثنية يتزايد يومًا بعد يوم عقب إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة. ودعا تورك إلى تحرك عاجل وفعلي لحماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة للراغبين في الفرار نحو مناطق أكثر أمناً، محذراً من أن الصمت الدولي قد يؤدي إلى تكرار مآسي دارفور السابقة.
تقارير عن إعدامات ميدانية ودوافع إثنية
وأكد تورك أن مكتبه تلقى تقارير موثقة عن تنفيذ إعدامات ميدانية بحق مدنيين حاولوا الفرار من المدينة، مع وجود مؤشرات قوية على أن بعض هذه الانتهاكات ارتُكبت بدوافع إثنية. كما أشار إلى محتوى عدة مقاطع فيديو تُظهر عشرات الرجال العزّل مقتولين بالرصاص أو ممددين على الأرض، بينما يظهر عناصر من قوات الدعم السريع حولهم وهم يتهمونهم بالانتماء إلى الجيش السوداني.

اعتقالات وملاحقات تستهدف المدنيين
وأوضح مفوض حقوق الإنسان أن من بين الضحايا مئات المعتقلين الذين تم توقيفهم أثناء محاولتهم مغادرة الفاشر، بينهم صحافي واحد على الأقل، إلى جانب تقارير عن اعتقال متطوعين إنسانيين ومواطنين مدنيين بتهم غير واضحة. وأكد أن هذه الاعتقالات العشوائية تزيد من تفاقم الوضع الإنساني الذي بات على حافة الانهيار الكامل.

تحذيرات من العنف الجنسي ضد النساء والفتيات
كما نبّه فولكر تورك إلى أن “الحقائق الماضية” في شمال دارفور تُظهر أن خطر العنف الجنسي المرتكب ضد النساء والفتيات في أوقات النزاع مرتفع جداً، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة لحمايتهن وضمان محاسبة مرتكبي تلك الجرائم.

خسائر بشرية متزايدة نتيجة القصف
وأشار المفوض الأممي في ختام بيانه إلى أن القصف المدفعي الكثيف الذي شهدته المدينة بين 22 و26 أكتوبر (تشرين الأول) تسبب في مقتل عدد كبير من المدنيين، بينهم متطوعون وعاملون في المجال الإنساني، مضيفاً أن استمرار العمليات العسكرية بهذه الوتيرة سيؤدي إلى كارثة إنسانية يصعب احتواؤها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.