الرؤية نيوز

عثمان ميرغني يكشف حقيقة موقف الجيش السوداني وازدواجية المعلن

0 10

القاهرة: لقاء عثمان ميرغني مع مستشار ترامب يكشف تناقضات الحكومة السودانية بشأن مفاوضات الهدنة

في لحظة سياسية تتسم بالغموض والتضارب في الخطاب الرسمي، كشف الكاتب السوداني عثمان ميرغني في مقال تحليلي عن تفاصيل لقاء جمعه بكبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس، في مقر السفارة الأميركية بالقاهرة، حيث ناقش الطرفان تطورات ملف الهدنة الإنسانية في السودان، وسط إنكار حكومي متواصل لأي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع قوات الدعم السريع.

لقاء بولس

أوضح ميرغني أن اللقاء الذي جمعه بمسعد بولس أعاد إلى الأذهان حوارات سابقة أجراها مع المبعوث الأميركي السابق تيم بريلو في ذات المكان العام الماضي، حين كان الأخير يتولى مهمة دفع الأطراف السودانية نحو تسوية سلمية. وأشار إلى أن بولس، الذي يتحدث العربية بطلاقة، اتسم بالحوار الهادئ والصريح، متجنباً الأسئلة المحرجة بأسلوب دبلوماسي وابتسامة دائمة. وخلال اللقاء، طرح ميرغني سؤالاً محورياً حول موقف وفد الجيش السوداني من مقترح الهدنة الذي قدمته الآلية الرباعية، في محاولة لفهم حقيقة الموقف الرسمي بعيداً عن التصريحات المتضاربة التي سادت في الأيام الأخيرة.

اكتشاف المزيد

اخبار الخرطوم

إمساكية رمضان

الصحف

فيضانات السودان

سونا

خدمات ترجمة

الخرطوم

خدمات استضافة مواقع

خدمات تصوير فوتوغرافي

خدمات كتابة محتوى

إنكار رسمي

أشار ميرغني إلى أن الحكومة السودانية أرسلت وفداً رسمياً إلى واشنطن برئاسة وزير الخارجية محيي الدين سالم، يضم طاقماً تفاوضياً عسكرياً، إلا أن الخطاب الإعلامي الرسمي روّج لفكرة أن اللقاءات في واشنطن لا علاقة لها بملف الحرب، بل تندرج ضمن حوار ثنائي مع الولايات المتحدة. هذا الموقف، الذي وصفه الكاتب بأنه حالة من العناد السياسي، لم يصمد أمام ظهور فيديوهات لوفد الدعم السريع المفاوض وهو يتجول في العاصمة الأميركية ويقيم في أحد الفنادق الفخمة، إلى جانب تقارير متطابقة من مصادر في الخارجية الأميركية تؤكد وجود مفاوضات غير مباشرة بين الوفدين عبر الوسيط الأميركي.

موقف البرهان

في ظل هذا التناقض، أشار ميرغني إلى خطاب داخلي صادر عن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يؤكد فيه أن لا مفاوضات تجري مع الطرف الآخر، وأن الحل العسكري هو الخيار الوحيد المطروح حتى النهاية. هذا التصريح يتناقض مع ما كشفه بولس خلال اللقاء، حيث أكد أن الموافقة المبدئية على الهدنة الإنسانية قد اكتملت، وأن الأطراف دخلت مرحلة مناقشة التفاصيل الإجرائية المتعلقة بآليات الرقابة والرصد والتنفيذ، إلى جانب المتطلبات المدنية والأمنية واللوجستية. وأوضح بولس أن الوساطة الأميركية قدمت ورقة تفاهم أعدتها الآلية الرباعية وفق بيانها الصادر في 12 سبتمبر، وتتم مناقشتها مع كل وفد على حدة، على أن يتم التوقيع النهائي بعد التوافق على الصيغة المفصلة.

دبلوماسية الإنكار

رغم تأكيد بولس على عدم وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، أشار ميرغني إلى أن هذه العبارة تعكس ما تطلبه الحكومة السودانية من الوساطة الأميركية، أي إنكار المفاوضات في الشكل مع استمرارها في المضمون. هذا التناقض دفع الكاتب إلى طرح تساؤلات حول دوافع الحكومة في تجنب استخدام مصطلح “مفاوضات”، رغم أنها سبق أن شاركت في منابر تفاوضية في جدة والمنامة. وتساءل عن الجهة التي تخشى الحكومة أن تُحرج أمامها باستخدام هذا المصطلح، وعن الخسائر السياسية أو الرمزية التي قد تترتب على الاعتراف الرسمي بالمفاوضات، في وقت تخوض فيه الحكومة معارك ميدانية شرسة وتدّعي أنها ترفض أي تسوية لا تستند إلى الحسم العسكري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.