الرؤية نيوز

دبلوماسي غربي يكشف تفاصيل عرض أمريكي للبرهان مقابل وقف حرب السودان

0 0

متابعة:الرؤية نيوز
في ظل استمرار النزاع المسلح في السودان وتزايد الضغوط الدولية لإيجاد مخرج سياسي، كشف دبلوماسي غربي رفيع المستوى عن عرض أمريكي لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يتضمن رفع العقوبات المفروضة مقابل التوصل إلى اتفاق سلام شامل، في وقت تتعثر فيه جهود الوساطة الإقليمية وتتصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.
أفاد دبلوماسي غربي رفيع المستوى في تصريحات خاصة وفق مانقله “سودان تربيون” أن قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تلقى عرضًا من الإدارة الأمريكية يتضمن رفع العقوبات المفروضة على السودان ومنح فرص استثمارية واسعة في قطاع التعدين، وذلك مقابل التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب الدائرة في البلاد. وأكد الدبلوماسي، الذي حضر اجتماعًا سابقًا بين البرهان ومستشار للرئيس الأمريكي، أن العرض لا يزال مطروحًا على الطاولة، رغم تعثر التقدم في المفاوضات السياسية حتى الآن.
أوضح الدبلوماسي أن غياب التوافق بين بعض الدول العربية الفاعلة في جهود الوساطة، إلى جانب الخلافات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، يُعد من أبرز الأسباب التي حالت دون التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة إنسانية. ورفض المسؤول الغربي الإفصاح عن أسماء تلك الدول، لكنه أشار إلى أن الإدارة الأمريكية أجرت مشاورات مكثفة معها، وتم التوصل إلى نقاط محددة يمكن أن تُشكل أساسًا لإنهاء الأزمة، دون أن يقدم تفاصيل إضافية حول مضمون تلك النقاط أو آليات تنفيذها.
في سياق متصل، صرّح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس أن الولايات المتحدة تواصل انخراطها المباشر مع كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بهدف تسهيل التوصل إلى هدنة إنسانية. وأكد المتحدث في بيان رسمي أن واشنطن تحث الطرفين على المضي قدمًا في الاستجابة للجهود التي تقودها الولايات المتحدة، نظرًا للحاجة الملحة إلى تهدئة العنف وإنهاء معاناة الشعب السوداني. كما شدد على التزام بلاده بالعمل مع شركائها الدوليين، بما في ذلك مجموعة “الرباعية” التي تضم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات ومصر، لدفع مسار الحل السياسي في السودان.
رغم اعترافه بتزايد صعوبة إنهاء الحرب في ظل دعوات الجيش السوداني الحالية للتعبئة والتجنيد، أعرب الدبلوماسي الغربي عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تسوية سياسية شاملة. وأوضح أن إخراج السودان من أزمته الراهنة يتطلب حوارًا جادًا بين جميع الأطراف المعنية، بهدف وقف الحرب بشكل فوري. وكشف أن هناك مجموعة مسلحة، لم يسمّها، أبدت استعدادها للتوقيع على اتفاق هدنة، ما قد يشكل خطوة أولى نحو تهدئة ميدانية تمهد الطريق أمام مفاوضات أوسع.
في المقابل، تعهد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يوم الخميس، بتأمين كامل حدود البلاد و”القضاء على قوات الدعم السريع”. وجاء ذلك في خطاب ألقاه أمام القيادة الجوالة للمعارك في مدينة أم درمان، حيث جدد اتهاماته لدول لم يسمّها بتقديم الدعم والإسناد لقوات الدعم السريع، دون أن يورد تفاصيل إضافية حول طبيعة هذا الدعم أو الجهات المتورطة فيه.
على الصعيد الإنساني، حذر الدبلوماسي الغربي من تفشي المجاعة في السودان، مشيرًا إلى أن تقارير دولية موثوقة تؤكد انتشارها بالفعل في مناطق غرب البلاد. وأضاف أن هناك مشاورات جارية حاليًا تهدف إلى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور وأجزاء من ولايات كردفان، في محاولة لتخفيف معاناة المدنيين المتأثرين بالنزاع. ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه المخاوف من انهيار كامل للمنظومة الإنسانية في البلاد، وسط استمرار القتال ونزوح ملايين المدنيين داخليًا وخارجيًا منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.