عبد الوهاب وردي يغني للحرب ويشعل عاصفة غضب في السودان
فيديو يثير جدلاً واسعاً حول عبدالوهاب وردي وموقفه من الهدنة في السودان
في مشهد يعكس التوترات السياسية والاجتماعية المتصاعدة في السودان، واجه الفنان والموسيقار عبدالوهاب وردي موجة انتقادات حادة عقب نشره مقطعاً موسيقياً قصيراً على صفحته الشخصية في فيسبوك، عبّر فيه عن رفضه للهدنة بعد أحداث الفاشر، مستخدماً آلة العود في أداء عبارة مقتضبة أثارت جدلاً واسعاً.
رفض الهدنة
أثار عبدالوهاب وردي، نجل الموسيقار الراحل محمد وردي، جدلاً واسعاً بعد نشره مقطعاً موسيقياً قصيراً عبر حسابه على فيسبوك، تضمّن عبارة “هدنة بتاع فنيلتك” التي رددها باستخدام آلة العود، في تعبير مباشر عن رفضه للهدنة التي طُرحت عقب المجازر التي شهدتها مدينة الفاشر. وانتشر المقطع بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحوّل إلى مادة رائجة بين المستخدمين، وحظي بتأييد من بعض المتابعين، في حين قوبل برفض وانتقاد من آخرين. ورغم تصاعد الانتقادات، واصل عبدالوهاب وردي إعلان مواقفه الداعمة للجيش السوداني دون أن يتراجع أمام الحملات التي طالته.
موجة سخرية
تعرض عبد الوهاب وردي لسخرية وتنمر واسع على خلفية ظهوره في الفيديو الذي لم يتجاوز ثلاث كلمات، اعتبرها كثيرون دعوة ضمنية لاستمرار الحرب ورفض الهدنة. وانتقد مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مضمون المقطع، مشيرين إلى أن الفنان الذي يحمل اسم “وردي” لم يرث من والده سوى اللقب، بينما تخلى عن الرسالة الفنية التي ارتبطت باسم والده الراحل. واعتبر البعض أن عبدالوهاب بدأ مشواره الفني بما وصفوه بـ”نهاية الفن”، في تناقض صارخ مع الإرث الموسيقي الذي تركه والده.
مقارنة مؤلمة
أعاد المقطع إلى الأذهان المقارنة بين الأب والابن، حيث غنّى محمد وردي “اليوم نرفع راية استقلالنا”، وألهم أجيالاً كاملة نحو الأمل والحرية، بينما اختار نجله أن يفتتح مشواره الفني المحدود بعبارة “هدنة بتاع فنيلتك”، ما دفع البعض إلى القول إن الدولة الوحيدة التي ماضيها أفضل من حاضرها هي السودان، وإن “كبري الحرية يوصلنا لحي السجانة”. وتنوعت ردود الفعل بين النقد اللاذع والسخرية الحادة، حيث كتب أحدهم: “من المغصة ما قتل.. هدنة بتاع فنيلتك. والله النار بتلد الرماد”، بينما علّق آخر ساخرًا: “يا خازوق، لو أبوك كان حي كان غنى فيك ملحمة وسماها مأساة البنوّة”.
انحدار فني
اعتبر عدد من المعلقين أن الفيديو يعكس حالة من الانحدار الثقافي والفني، مشيرين إلى أن الأب غنّى للثورة والسلام والحياة، بينما الابن يتأرجح بين الحرب والعدمية. وكتب أحدهم متحسرًا: “تخيل أن يغني الأب: كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل… ليأتي الابن ويغني: هدنة بتاع فنيلتك!”، في إشارة إلى التباين الحاد بين الرسالتين. وفي لقاء تلفزيوني سابق، أقر عبدالوهاب بأنه لم يلقَ تفاعلاً من الجمهور سوى النقد، وكشف أن والده نفسه تساءل في التلفزيون القومي: “من الذي أجاز صوت عبدالوهاب؟”، بل حذّره من الغناء خشية أن يُقابل بالطوب إذا صعد إلى المسرح.
دعوة صريحة
زاد من حدة الانتقادات أن المقطع احتوى على دعوة مباشرة إلى الحرب والقتل، ولم يكن الأمر مجرد تفسير أو اجتهاد من الجمهور، بل بدا الصوت واضحًا في تشجيع استمرار القتال. وأثارت هذه الدعوة صدمة أكبر لكون صاحبها فناناً بالاسم، خرج بخطاب يتناقض تمامًا مع ما مثّله والده من قيم فنية ووطنية. وبينما غنّى محمد وردي للوطن والسلام، وكانت كلماته ترفرف كأجنحة تحمي الناس من الألم والحنين، ظهر عبدالوهاب في الفيديو يلوّح بخطاب يدعو إلى استمرار القتل والصراع.
صدام قيم
اعتبر المنتقدون أن الخلاف بين الأب والابن لا يقتصر على الذائقة الفنية، بل يعكس صدامًا عميقًا في القيم. فالأب غنّى للسلم، وكانت أسلحته الكلمة والوطن، بينما تبنّى الابن خطابًا يدعو للحرب والعنف. وتحول نجل فنان أفريقيا الأول إلى مادة تتداولها الصفحات بمرارة وسخرية، في وقت يبقى فيه إرث والده محفورًا في وجدان الشعب، بأغانيه الخالدة التي ما زالت تبعث الأمل وسط الخراب.
