الرؤية نيوز

في اجتماع حاسم..البرهان ينسف مقترحات «بولس» ويهاجم الإمارات

0 2

متابعة:الرؤية نيوز
في تصعيد لافت للموقف الرسمي السوداني تجاه التحركات الدولية، رسم رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ملامح المرحلة المقبلة عبر سلسلة من الرسائل النارية وجهها للداخل والخارج. ففي حين شن هجوماً لاذعاً على المقترحات الأمريكية التي حملها المستشار مسعد بولس، واضعاً “فيتو” صريحاً على الدور الإماراتي، أعلن انحيازه الكامل للمبادرة السعودية، واصفاً إياها بـ”صوت الحق” وطوق النجاة للمنطقة.
جاء ذلك خلال اجتماع عاصف ومفصلي عقده البرهان اليوم في الخرطوم مع كبار قادة الجيش برتبة لواء فما فوق، بحضور مساعديه في القيادة العامة وقادة الأجهزة الأمنية والشرطية.
رفض قاطع لـ «أسوأ ورقة» أمريكية
وفي سابقة دبلوماسية، وجه البرهان انتقادات غير مسبوقة للورقة التي قدمتها “الرباعية” عبر مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا. ووصف البرهان هذه الورقة بأنها “أسوأ ورقة يتم تقديمها“، معللاً ذلك بأنها تتبنى منهجاً خطيراً يهدف إلى “إلغاء وجود القوات المسلحة وحل الأجهزة الأمنية، مقابل الإبقاء على المليشيا المتمردة في مناطقها“.
واتهم البرهان الوسيط الأمريكي بعدم الحياد، مشيراً إلى أن بولس “يتحدث بلسان الإمارات” ويحاول فرض إملاءات وتهديدات تتهم الحكومة بإعاقة المساعدات واستخدام أسلحة محرمة، وهو ما نفاه البرهان جملة وتفصيلاً. وحذر من أن يكون بولس نفسه “عقبة في طريق السلام“، مؤكداً رفض السودان القاطع لهذه السردية التي اعتبرها “فزاعة” تستخدم لتخويف الولايات المتحدة والسعودية ومصر تحت ذريعة سيطرة “الإخوان” على الجيش.

«لا» للوساطة الإماراتية
وجدد قائد الجيش السوداني موقفه المتشدد تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، جازماً بأن أي رباعية تضم الإمارات “ليست مبرئة للذمة“. واستند البرهان في موقفه إلى ما وصفه بشهادة العالم أجمع على الدعم الإماراتي للمتمردين. وأكد أن الجيش السوداني مؤسسة قادرة على إصلاح نفسها، رافضاً أي محاولات خارجية للهيكلة أو التدخل في الشأن الداخلي تحت غطاء محاربة تيارات سياسية معينة.
الرهان على «الرياض» وتوضيح الصورة لـ «ترامب»
في المقابل، أظهر البرهان مرونة وتفاؤلاً كبيرين تجاه التحركات السعودية. وحيا جهود ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، كاشفاً عن دور محوري لعبه الأخير في “توضيح الصورة الحقيقية لما يدور في السودان للرئيس الأمريكي دونالد ترامب“.
واعتبر البرهان أن المبادرة السعودية تمثل “صوت المنطقة” وتراعي أمن البحر الأحمر الذي يهم الجميع، مؤكداً استعداد الخرطوم للتعاطي معها لإنهاء الحرب بالطريقة التي ترضي السودانيين.

خارطة طريق واضحة: لا مكان لـ «حمدوك» أو «دقلو»
ووضع البرهان شروطاً صارمة لأي عملية سلام مستقبلية، مستنداً إلى خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة، والتي تتلخص في الآتي:

الانسحاب الكامل: انسحاب المليشيا من جميع المدن التي دخلتها بعد اتفاق جدة (بما في ذلك نيالا، الجنينة، زالنجي، والفاشر).

تجميع القوات: تجميع المتمردين في مناطق محددة وتسليم أسلحتهم.

الفصل السياسي: رفض قاطع لعودة عبد الله حمدوك أو محمد حمدان دقلو (حميدتي) للمشهد السياسي، قائلاً: “لا أحد يستطيع أن يفرض علينا حمدوك وحميدتي.. والحالمين بحكم السودان لن يحكموه مجدداً”.

معركة وجود
واختتم البرهان حديثه بنبرة حازمة، مؤكداً أن السودان يواجه “استهدافاً وجودياً” ومخططات للتقسيم عبر حلول وصفها بـ”أنصاف الحلول“. وشدد على عزم القوات المسلحة استعادة كافة الأراضي في كردفان ودارفور، داعياً نظار القبائل إلى سحب أبنائهم من صفوف التمرد، ومؤكداً أن “معركة الكرامة” مستمرة حتى النصر أو تحقيق سلام يحفظ سيادة الدولة وكرامة جيشها.

الخرطوم: أخبار وادي النيل
الأحد، – ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.