الرؤية نيوز

عسكريون مصريون يحددون آلية إنهاء حرب السودان

0 142

متابعة:الرؤية نيوز
كشف اللواء أركان حرب أسامة محمود، كبير المحاضرين بكلية القادة والأركان في الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية المصرية، في تصريحات لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، أن المقترح الأميركي الذي حمله مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسعد بولس، إلى مجلس السيادة السوداني وقائد مليشيا الدعم السريع، لم يلقَ قبولاً من أي من الطرفين.
وأوضح أن المجلس السيادي أبدى تحفظات تتعلق بطبيعة اللجنة الدولية المزمع إرسالها لمراقبة وقف إطلاق النار، من حيث تشكيلها وجنسيتها وحجمها، معتبراً أن مثل هذا التحرك قد يُفهم كتدخل عسكري دولي بغطاء إنساني، قد يتطور تدريجياً إلى فرض وصاية على القرار السوداني.
وأشار إلى أن هذه المخاوف تتزايد في ظل بنود المقترح التي تنص على تسليم السلطة لحكومة مدنية خالصة، لا تضم أي عناصر عسكرية حالية أو سابقة، وهو ما يتعارض مع توجهات السلطة القائمة.
وفيما يخص قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أكد اللواء محمود أنه يسعى لاستثمار المقترح لتحقيق مكاسب سياسية أمام المجتمع الدولي، لا سيما الولايات المتحدة، رغم رفضه المبدئي للمبادرة. وقد عاد في نوفمبر الماضي ليعلن من طرفه فقط هدنة لمدة ثلاثة أشهر، واصفاً إياها بـ”الهدنة أحادية الجانب”، في محاولة لتحسين صورة قواته المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة في دارفور وغرب كردفان، كما حدث في بحري وود مدني.
وأضاف أن الطرفين يعانيان من ضعف في التنظيم والقدرات القتالية، ما يحول دون تحقيق نصر حاسم، في ظل تقديرات موقف تعاني من قصور واضح، ما قد يفتح الباب أمام تدخل أميركي مباشر في المستقبل.
من جانبه، أكد اللواء الدكتور أحمد النحاس، المتخصص في سياسات الأمن القومي والشؤون الاستراتيجية، لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، أن وقف إطلاق النار بات مطلباً محلياً ودولياً، نظراً لما يشكله استمرار الحرب من تهديد للأمن الإقليمي.
وأشار إلى أن انخراط الولايات المتحدة بشكل أكثر جدية في الأزمة يمثل تطوراً إيجابياً، وقد يسهم في فرض هدنة، وإن كانت مؤقتة، ما لم تُستكمل بمسار سياسي شامل.
وتطرق النحاس إلى تعقيدات إعادة هيكلة القوات المسلحة، لا سيما في ما يتعلق بإبعاد عناصر جماعة الإخوان، مشيراً إلى صعوبة التمييز بين المتدينين بطبيعتهم وبين المنتمين تنظيمياً، وهو ما يجعل أي تدخل خارجي في هذا الملف محفوفاً بالمخاطر.
كما لفت إلى فشل محاولات سابقة لدمج مليشيا الدعم السريع في الجيش، بسبب مطالبها المتعلقة بالهيكلية والمدة الزمنية، مشيراً إلى أن طموحات حميدتي تعاظمت بعد سيطرته على الفاشر واستمرار تدفق السلاح إليه، في وقت يرفض فيه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان هذه الطروحات.
وحذر النحاس من أن حصر العملية السياسية في القوى المدنية فقط سيعيد إنتاج إخفاقات سابقة، خاصة أن شريحة واسعة من السودانيين تعتبر هذه القوى امتداداً لأجندات خارجية. كما شدد على ضرورة صياغة دقيقة لدور البعثات الدولية، التي يُنظر إليها في السودان بعين الريبة، تفادياً لأي انطباع بالوصاية أو الانحياز.
وختم اللواء النحاس بالإشارة إلى أن نجاح المقترح الأميركي مرهون بعاملين أساسيين: وجود إرادة أميركية حقيقية، وتدخل مباشر من الرئيس الأميركي نفسه

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.