الرؤية نيوز

إسحق أحمد فضل الله يكتب..كسلا والحرب شرقًا

0 0

متابعة:الرؤية نيوز
والعربات الفخمة عادةً ما تجذب الشحاذين.
والشحاذ العجوز، في ثوب كسلاوي، يقترب من العربة اللامعة المتوقفة ويمد يده، لكن العربة (الشريحة) الفخمة تندفع مبتعدة كأنها تهرب.
والشحاذ يُحدّث شخصًا في الهاتف عن العربة.
كان الشحاذ العجوز هو أخطر ضباط مكافحة التهريب في كسلا.
والانطلاق المفاجئ للعربة، وهسهسة شيء من داخل العربة المغلقة، أشياء كانت تؤكد للأذن الخبيرة أنها صوت سلاسل، وأن هناك أشخاصًا مقيّدين في الداخل.
قبلها بيوم كانت عربة معطلة في تقاطع طرق شرق كسلا، تجد عرباتٍ ثلاثة تمر بها مندفعة شرقًا، وأصحاب العربة المعطلة يُحدّثون جهةً في الناحية الأخرى من كسلا، والحديث ينتهي إلى أن العربات المندفعة هي جزء من سيل من عربات تهريب المخدرات… الموجة الأخيرة من سلسلة تنطلق الآن وتلتقي في الساسريب.
وغرفة تحليل الأخبار في رئاسة الجهاز تجد أن فوران المخدرات في البحر الأحمر، وعطبرة، وعامة الشرق، يعني أن الأمر حرب مدعومة من دولة معروفة، وأن المخدرات تغطي نفقات كثيرة، وتخدم الدولة تلك في تدمير شباب الشرق وجنوب مصر.
وغرفة التحليل تجد أن اختطاف الشباب المقيّدين في السلاسل يعني أن سيل المرتزقة القادم من دول أمريكا الجنوبية، والحزام حول السودان، يجف، وأن الدعم في أشد الحاجة لمقاتلين.
وغرفة المتابعة تجد أن الحرب الجديدة هذه… حرب تهريب المخدرات، والدولار المزيّف، والشباب المختطف، هي حرب لا يمكن إيقافها بعشر، أو عشرين عربة، أو بمائة أو مئتي ضابط وجندي، وأن الأمر يحتاج جيشًا من المجنّدين، وشبكات من المتابعة.
وأن المطاولات المكتبية لا تناسب الهجوم المتسارع الآن.
والحرب تندفع الآن من الشرق إلى الداخل.
هذه مقدمة للحديث عما يجري، نتجنب فيها الأسماء والرتب لأسباب مفهومة.
إسحق أحمد فضل الله

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.