إسحق أحمد فضل الله يكتب: (أنس…)
متابعة:الرؤية نيوز
(أنس…)
أستاذ هشام،
الحرب الإعلامية الآن هي:
أحدهم يأتيك بقول أو خبر، وألف شاهد معه،
ثم خبر مناقض، وألف شاهد معه،
وأنت عاجز عن الفرز.
عندها تصبح بلا إرادة،
عندها يقودك من شاء.
…. أما بعد الذكاء الاصطناعي، فعجزك لا يوصف.
(٢)
مؤسسة راند تطلق هذا في حملتها الجديدة ضد الإسلام،
والسعودية تطلق حملة الترفيه،
وتقول إن اللغة الجديدة للحديث مع الشباب تجعل هذا ضرورة،
وتقول إن لغة الشيوخ تطردها الآن آذان الشباب،
وتقول إن التلحين والرقص والألوان هي البهارات،
وتأتي بألف شاهد.
ومن يرفضون القول هذا يرفضونه ويأتون بألف شاهد،
وهؤلاء يأتون بمراكز ثقافية ومحطات تلفزيون، ويأتون بسيول الفيس والمواقع الألف، ويأتون بما فيها مما ينخر ويبقر، ويقولون إن الكنيسة تغني منذ ألفي عام دون أن تجذب أحدًا.
وألف حجة هنا،
وألف حجة هناك،
وأنت حائر تعجز عن الفرز،
وحين تعجز يقودك من شاء….
……..
وموجة حذف وإضافة لكل الكتب الأمهات تنطلق منذ فترة (يعيدون طباعة أشهر التفاسير، ويحذفون ويضيفون… والقارئ يعجز عن معرفة ما حُذف وما أُضيف،
ويسقط في الشرك).
وتفسير (عصري) للقرآن يغمر السوق،
وتشكيك في الحديث النبوي،
و….
ومؤتمرات وجوائز لمن يقومون بالمهمة هذه الآن،
وموجة تشكيك وتشويه هائلة تنطلق الآن ضد الإسلام تحت غطاء محاربة الجماعات الإسلامية…
هذا يا أستاذ هشام ما يفسر لك لماذا تجعل الإمارات إبعاد الإسلاميين عن الجيش، وعن السلطة، وعن السودان ذاته شرطًا أساسيًا في المفاوضات الآن.
…..
محفوظ،
الإبداع لذيذ،
ونيسين الكاتب التركي عنده قصة عن المخابرات في الدول الغشيمة وتعاملها مع الناس.
وفي القصة،
المناضل يزهج، فالمخابرات لا تكف عن تتبعه… وخروجه من السجن ليس حرية، و..
والرجل يقرر اعتزال الناس تمامًا، والرجل يقيم بيتًا في الخلاء، و.. بعد أيام يجد جارًا يقيم بيتًا في الجوار،
ويوم… وبيت آخر،
ثم بيوت،
ثم سوق… ثم… ثم…
والمناضل يجد أن الناس الذين يعتزلهم يلحقون به،
والرجل يقرر الابتعاد مجددًا إلى خلاء آخر،
وفي المساء يفاجأ بمن يزورونه يطلبون منه ألا يهاجر… ويلحون عليه إلحاحًا… وصاحب الكنتين يقول له إنه يعفو له عن ديونه، وبياع المياه يعرض مده بالماء مجانًا، والحلة كلها ترجوه ألا يرحل…
والمناضل يصر على الرحيل،
عندها يحدث شيء،
وأهل الحلة يقولون له:
اسمع… نحن لسنا سكانًا عاديين، وما جاء بنا للسكنى هنا هو أننا كلنا رجال مخابرات، وإن ما جاء بنا إلى هنا هو أننا نراقبك، وإنك إن رحلت حكمت علينا بأننا فشلنا في مهمتنا… يبقى، لا ترحل….
هذا يا هشام نموذج لما كان يجري بين المواطن والمخابرات أيام كانت المخابرات تغطي وجهها بإصبع واحد،
الآن المخابرات القرقاشية لا تكلف نفسها تغطية وجهها، وتعلن أنها تدعم الدعم السريع لأن السودان ملك للإمارات… بقروشها.
إسحق أحمد فضل الله
