الخرطوم: الرؤية نيوز
لماذا خرجت أو أخرجت المظاهرات عن سلميتها وأدت لإهدار وإسترخاص الدم السوداني وأصبحت تهدد الأوضاع في البلاد ؟ وهل لقرارات حمدوك الأخيرة علاقة بذلك ؟ أم كانت الشرطة مجرد كبش فداء لما حدث ..! ، من قتل وجرح المئات ومن دمر وأتلف المعدات والآليات والمتحركات والممتلكات والمنقولات العامة والخاصة ، علي كل نطالب بتحقيق شفاف وسريع وعادل لماذا وكيف حدث ما حدث ؟! .
لا أدري من المستفيد من تأليب الشارع وإثارة الفتنة وتأزيم الأوضاع في السودان ولماذا وما الهدف ولماذا البوليس ؟، وقد كشفت الشرطة في بيانها الأخير عقب مظاهرات الخميس 25 نوفمبر عن إصابة (32) شرطيا بينهم ضباط وثلاثة من المدنيين المتظاهرين فضلاً عن إتلاف جزئي لعدد من مركبات الشرطة وتهشيم واجهات الأقسام قالت الشرطة بسبب إعتداء عنيف غير مبرر وبأعداد كبيرة من قبل المتظاهرين بإستخدام قنابل المولوتوف الحارقة والحجارة وغيرها وأكدت الشرطة إنها قبضت على (15) من المعتدين وتم إتخاذ الإجراءات القانونية فى مواجهتهم بحضور ممثلين من النيابة العامة .
بينما نفت الشرطة بشدة من قبل وقالت إنها لم تستخدم الزخيرة الحية ضد المتظاهرين ، ولكنها لم تنف أو تؤكد إستخدامها قنابل الدخان والقنابل الصوتية بصورة مكثفة وبل مفرطة ، صداها هؤلاء الثوار بصورة مدهشة (هجمة عكسية)، أخرجت الأوضاع عن سلميتها ، ويبدو أن هؤلاء الثوار إكتسبوا خبرة ومهارات عالية للتعامل مع مثل هذه الحالات ، أربكت حسابات الشرطة وأحدثت خسائر كبيرة في صفوفها وبالتالي إنفت وصفها بالسلمية .
علي العموم لم تغلق السلطات هذه المرة الجسور مثلما كانت في سابقاتها ولم تغلق الشوارع الرئيسيه بل تركتها هكذا أمام حرية حركة وتنقل المواطنين بين (لدايات العاصمة الثلاثة) الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري ، غير أن المعلومات بذاتها قد تباينت مابين الشرطة ولجنة الأطباء المركزية بشأن ذات الأحداث والبيانات .
علي كل لقد تميزت ثورة ديسمبر دون عداها من ثورات الربيع العربي بالسلمية ومن ثم السلمية مقابل ترسانة النظام السابق وقواته المدججة بالسلاح ، وقد تغزل فيها الشعراء وتغني لها الفنانون بذلك وبالتالي وجدت تعاطفا علي كافة المستويات محليا وإقليميا ودوليا كما إنحازت لها القوات المسلحة ومن هنا جاءت الشراكة نموذجا سودانيا سودانيا خالصا ولم تخرج عن سلميتها رغم سقوط أرتالا من الثوار شهداء وعدد من الجرحي برصاص الغدر والخيانة لازالت التحريات مستمرة بشأنها ولم تقدم لجنة الأستاذ نبيل أديب تقريرها النهائي لتبدأ المحكمة جولاتها ومن ثم لتقول كلمتها .
مع المؤسف كشفت مقاطع الفيديو المصورة عن تخريب ممنهج وقع فيه الشباب فريسة لأجندة ماكرة إستخدمتهم لتنفيذها ، وبالتالي تحولت السلمية لمظاهرات تخريبية حطمت أعمدة الكهرباء وخربت الأسفلت بحرق الإطارات وغيرها وأحدثت ما أحدثت من إصابات ومن تلف طال حتي لمبات الإضاءة والأسلاك والإنترلوك والمنهولات تسببت في إصحاح البيئة وتلوثها وظهرت العديد من الحفر والأخاديد التي أحدث خللا في الطرقات لقد حل الخراب والدمار في كل وجه العاصمة مما زاد الحال سوء وتعقيدا .
مع الأسف غاب المشروع الوطني الجامع الموحد للأمة وسقطت أو أسقطت شعارات الوحدة والبناء والنهضة التي جاءت بها ثورة ديسمبر (سلمية سلمية ، كل البلد دارفور ، حنبنيهو ، الشير بجاي والقومة للسودان وغيرها) ، فالمدنية ليست مجرد تظاهرات إن سلمية أو تخريبية وليست إساءات .
المدنية ليست إنتهاك حقوق الآخرين وليست كراهية وإستعداء وإستحقار وإستفزاز الجيش كما يقولون (معليش ماعندنا جيش) والجيش ظل يقدم الشهيد تلو الآخر وليس آخرهم شهداء مشرع الفرسان وبركة نورين أمس بالفشقة الصغري الذين غدرت بهم مليشيات الامهرا الإثيوبية فحسب ، وليست المدنية إستهزاء بالشرطة (كنداكة جا بوليس جرا) وليست إستعداء الدعم السريع كما يفترون (جنجويد رباطة) وليست إستعداء بالأمن وشركاء السلام ، بل المدنية هي سلطة القانون ، هي حكومة كفاءات مستقلة تقود البلاد لمرحلة إنتقالية وصولا لإنتخابات حرة ونزيهة وشفافة يقول فيها الشعب كلمته لأجل سودان المستقبل ، وطن شامخ وطن عاتي ، تنفيذا لشعار الثورة (حرية ، سلام وعدالة) .
أنصح شباب الثورة ولجان المقاومة الذين قصدت منهم مكونات (قحت) أن يكونوا (حطب جهنم) وقودا لمآربهم ولتنفيذ أجنداتهم يلجأون إليهم عندما يفقدون مكتسباتهم ، بل أنصح وأحذر هؤلاء الشباب بشدة من إستقطابات وخبث القوي السياسية ، وعليهم أن يعوا دورهم الوطني المطلوب وإني لكم من الناصحين أجمعوا قواكم ونظموا صفوفكم متحررين من قبضة الأحزاب واتجهوا نزولا للقواعد وكونوا لكم مكونات تنظيمية شبابية قاعدية خاصة بكم واستعدوا للإنتخابات المقبلة وبالطبع لا ديمقراطية بدون تنظيمات سياسية وجميعها عبر الطرق السلمية .
الرادار .. الأحد 28 نوفمبر 2021 .
