الرؤية نيوز

قيادي بحركة جيش تحرير السودان : اقصاء العسكر غير ممكن .. الشارع يلفظ جميع من يتواجدون على الساحة السياسية ..التمسك باللاءات الثلاث يجعل الوصول لتوافق سياسي مستحيلا

0

قال عضو الأمانة السياسية بحركة جيش تحرير السودان، جناح مني آركو مناوي، آدم والي لـجريدة ”العرب” إن الشارع يلفظ جميع من يتواجدون على الساحة السياسية الآن من دون ظهير سياسي لن يتمكنوا من التفاوض لتحقيق الشعارات المرفوعة وتحويلها لمكسب، والقادة المحركون للمسيرات يفتقرون القدرات السياسية اللازمة لقيادة الدولة.

وأضاف أن القوى المهيمنة على تحركات الشارع تتجاهل حقيقة دامغة في تاريخ السودان الحديث، وهي أن وجود العسكريين في السلطة أمر لا مفر منه وهم جزء من الواقع السياسي، وإبعادهم لن يكون في صالح أحد مع حالة التشرذم الواضحة، ما يجعل العودة للمسار الديمقراطي وفقا لأسس الشراكة والتوافق الوطني السبيل الأنجح للخروج من المأزق الحالي.

وأكد أن طرح اللاءات الثلاث والتمسك بها يجعل مهمة الوصول إلى توافق سياسي مسألة مستحيلة، واستمرار المظاهرات إلى ما لا نهاية لن يكون في صالح الدولة، فهناك فئات تعتقد أن المسيرات تقود لأن يترك الجيش العاصمة، وأن ثمة أحزابا تبدو داعمة للحل السياسي بينما قيادات الصفين الثاني والثالث تقود المسيرات في الشارع.

ويقول متابعون إن المظاهرات تأتي بنتائجها المرجوة حال وجود توافق بين القوى المدنية حول أهدافها وتفاهمات حول طريقة إدارة المرحلة المقبلة إذا قرر قادة الجيش النأي عن المشهد السياسي.

ويضيف هؤلاء المتابعون أن الواقع الحالي يشير إلى أن إزاحة البرهان أو المجلس العسكري تقود للمزيد من الصراعات داخل القوى المدنية، وبينها وبين الحركات المسلحة، وأن الشراكة سوف تظل صعبة طالما بقيت الثقة مفقودة بين جميع الأطراف.

وتنظر حركات مسلحة وقوى مدنية وحزبية متعددة لا تنخرط في المظاهرات بريبة وقلق تجاه ما يحدث في الشارع، ولديها قناعة بوجود أطراف تعتقد أن هناك مصلحة في استمرار المظاهرات لأطول فترة ممكنة لتحقيق أهدافها في التقدم نحو الاستحواذ على السلطة وإقصاء التيارات الأخرى.

ويبدو ما يحدث الآن أشبه بردة على المكاسب التي تحققت في ثورة ديسمبر التي منحت المزيد من المكاسب للأقاليم والحركات المسلحة على مستوى السلطة والثروة بحكم اتفاق جوبا للسلام، وأن تصاعد نبرة المركز في مواجهة الهامش سوف تكون له آثار سلبية على تماسك البلاد وسط حالة الاحتقان السائدة.

وتظهر دلالات ذلك من خلال عدم قدرة غالبية الأحزاب والحركات المسلحة على التوافق حول مبادرة واحدة يمكن أن تسهم في تهدئة الشارع، إذ أن المبادرة التي طرحها حزب الأمة رأت فيها حركات مسلحة بخسا لحقها في السلطة ولم تراع ما جلبته من مكاسب على حساب قوى سياسية، في حين أن “الميثاق الموحد” الذي تدعمه الجبهة الثورية لا يلقى حضورا مماثلا في أجندة الأحزاب السياسية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!