الرؤية نيوز

د.الصادق البشير احمد: السُكات هَرَدْ لِهَاتنا

0

نقاط متقاربة

نقطة اولى

المعلومات النظرية التي لم ينقلها العمل من دائرة الذهن إلى واقع الحياة تشبه الطعام الذي لم يحوّله الهضم الكامل إلى حركة وحرارة وشعور. والدولة بالمفهوم العلمي وما هو متعارف عليه في العلوم الإنسانية هي ضرورة طبيعية لإدارة شؤون المجتمع من رعاية آمنة وتعزيز لنظام الحقوق وتوفير التعليم وسبل الحصول على العيش الكريم وتوفير الأمن اللازم للحياة الهادئة من الخوف والفزع والهلع. هضم الحياة إضافة إلى وظيفتها التخطيطية في تقوية الإقتصاد وسن القوانين المنظمة لحياة الناس في رعاية هوية الأمة والعمل على نهضتها بتفجير الطاقات والقدرات المتاحة، مثل هذه الجهود والنوايا في مخيلة كل من يتخيل او يرغب او يحلم بالحكم أي كان موجهه الفكري أو السياسي،عسكرياً كان أو مدنياً أو بينهما الأثنين فمنصة الحكم واحدة فالراعي في بهائمه يتحين غنى المراعي ليكتسب مالاً وسعة وغذاء وتسمين وبيع ومظهر ، وكذا اجتهاد الطالب والمزارع عليه أي بناء مؤسسي أو كيان سياسي ولكي يكون قادراً على العطاء يحتاج لدفع فكري يحقق المقصد ونهضوي يستوعب التحدي وشخوص مقتدرين وقادرين ومفكرين سيدنا موسى عليه السلام كان قوي البنية والفكرة معاً فهزم بقوة الله الطواغيت الفراعنة وعروشهم ، والحاجة تكبر لطرق صحيحة واحوج لعقول مفتوحة واكثر لأمآل متوقعة واعمق لروح حريصة لتحقيق المقصد للبلد فالحياة المعاصرة التي نعيشها لا تشكو من متوكلين لايعملون وإنما تشكو من عاملين لا يتوكلون. سئل الإمام الحسن بن محمد في عهده عن أحد زهاد عصره فقال لمحدثه لقد سالت عن رجل كأن الملائكة ادبته إن امر بشئ كان الزم الناس له ، وإن نهى عن شي كان اترك الناس له ، ما رأيت ظاهراً اشبه بباطن منه ولا باطناً اشبه بظاهر منه . الحكم الآتي مستقبلاً في ظرفنا الحرج والضابط القادم للحياة السياسية والإجتماعية والثقافية والدينية الواجب أن يسند الى مسانيد مشروعة ومهما مارست القوى السياسية على اختلاف امزجتها اساليب الضغط للتغيير أو تحقيق الأهداف الخاصة أو الإثنين معاً تظل مهمة تقديم الخدمة في الأمن والعيش الكريم اساس الحكم وهذا من أصول الدين، وهو العقيدة الغالبه لأهل السودان ففترة الإنتقال أو الإنتظار أو قل الصبر أو قل التحمل التي تقررها نخب السودان الحاكمة ورغم الصعوبة الظاهرة الا أن عليها رسم ملامح اخرى اما اللون فتغييره يتطلب تجريب مفاتيح عديدة واكثر من فكرة وهذه غير موجودة. في الجيل الشاخص لأن الطريق إلى الحقائق المجردة له تأثير في النفوس مدعمة بالشواهد والسوابق واقوال وتجارب الأمم وإهل الإختصاص والموثوقين ،الشعب السوداني في حاضره وبعد عدة تجارب المتوافق منها مع النظام والمعارض له والمفكر اصلا والذي يحاول التفكير بجد والذي يجلس في خانة التقييم للأنظمة واصحاب الأقلام والذين يقفون امام كاميرات الفضاءات ليس من الضروري أن يكونوا مصلحين جميعهم بل من الضروري أن يكونوا صادقين والصدق في التعامل مربوط بالله فالحكم له وحده وعلى الإنسان أن يجد ليُعرف وفي استطاعته أن يكون تواقاً إلى المعرفة وباحثاً عن الحقيقة فالمرحلة بقدر تعقيدها في مستوى السلطة وتلبية احتياجات الناس بحاجة الى وعي وادراك والوعي السياسي لتعاطي ادارة الشأن لا يتم بالتشفي والحبس دون حق وتكميم الافواه ..الحرية جديرة بحفظ سياجها.

نقطة ثانية:-

هذه محاولة بين يدي التاريخ المباشر وبين تعقيدات حياتية بشرية لكنها الحياة تخبرنا أن لكل داء سبباً ومسبب ويخبرنا علم النفس أن وقوع أي نفس بشرية تحت كثير من الضغوطات من شأنه أن يغير الطبائع ويبدل القلوب فالوظيفة السياسية مهمتها حراسة الدين الديانة الغالبة وسياسة الدنيا وهذه المعطيات قليلة الإيفاء في المشهد الشاخص اليوم ولمختلف الحقب في بلاد السودان وغيرها من البلدان التي شهدت حراك مماثل تحت رايات محددة ، اخرى سرقت اهدافها وغيرها تقاصرت مقاصدها الا أن شح وقل وبخل أمانة التكليف الظاهرة والباطنة، تؤخر الأمة وتقعد بها وتخلفها وتزيدها في النزاع والقتال والإفتراق وبالتالي تضمر عناصر تقدمها ونهضتها في الإتفاق وسد الثغرات والشورى بين الناس وحقائق التاريخ ماثلة والأعراف والعادات والتقاليد يجب احترامها في استنباط الأحكام ما لم تتعارض مع نص صريح البناء فيه شرعاً على جلب المنافع والبعد عما يكون طريقاً إلى المفاسد ، فكل وسيلة من وسائل العمل يجب أن ينظر إلى نتائجها فإن كانت مصلحة فالعمل بها مباح وإن كانت فاسدة فوجب منعها فالوساطات التي تزحم الخرطوم تكاد تبتسم امام الجلادين وتماثيل المال والذهب ان لم تقدر. منفعتها

نقطة ثالثة:-

لم يكن الوقت طبيعي الأحداث متجددة بين السكون الغاضب والحركة غير الهادفة وحياة الناس تتغير والذين يحكمون يتغيرون كل يوم وفي اي مستوي مثل المطالب وتنوعها وحاجة الأمة واساسيات السكان ، من امن وعيش وخوف وعدم اطمئنان للغد الوسط السياسي جميعه في ترقب لمآلات البداية الاتية شكلاً ومضمون وربما يقل الفزع والنداء رغم الكثرة التي نخشى أن تكون مثل غثاء السيل !! وثقة القاعدة الجماهيرية مهزوزة تجاه النخب الحديثة التي تتشكل والواجب أن تتوازن معاً في القيادة تعاملاً بالواقع مثالاً ظاهراً ثقة ابداع هذا من دون أن تنتقص من مذاهب التكوين والإنتماء والمشاركة وغيرها ، المهم أن يعيش اهل السودان في أمان وسلام وفهم يضمن لهم منهجاً صحيحاً وصريحاً ، صحيح تبدل الحال والمهام والوظائف والكيفية لكن لا شئ في هذه الملفات يتغير إن ارتفع الدولار أو قل صف الصراف أو انعدمت النقود أو قل الصف المسلم في العالم كله بسبب الموت هذا لا يهز الوضع امام الحياة الممكنة ديناً ودنيا والوفرة والتوفير والتسهيل أو الإشارة اليها وكثير من المعطيات الظاهرة للعيان والبائنة في النيات مع التقدير للعادة السودانية السياسية في حالات الفرح والحزن والفزع ، لا يعترض أهل السودان وما اعترضوا في شعاراتهم ومشاعلهم عشية الإستقلال على احكام علاقاتهم بدول المحيط أو الخليج ولا بسيادة البلد واظهار حكم القانون وهيبة النظام في دولة ذات سيادة وقرار لكنهم يختلفون في التوظيف الحاشد ذو الثقل من قليلي الهمة والكفاءة والوطنية وهذه من مظاهر ضمور الإنحدار إلى النهايات .الهاوية وسطور التاريخ حافلة بالسوابق والمشاهدات والتجارب، وهي امام منصة الإنتظار نوعاً وكم ، وكم من النضالات وكم من الجراح وكم من هم كرماء؟.

جملة النقاط

الراهن اليوم محتقن وفك الإحتقان يحتاج بدرجة قصوى لتشخيص دقيق وتمحيص ادّق وعين واذن مفتوحتين ، فإستال الستار على الإحتراب والتقاتل هو بحاجة الى ارتياح نفسي وقبول قلبي لمهام المرحلة في أن تنتقل امتنا الى وضع اكثر ارتياح في أمنها وعيشها برؤى اكثر علمية واقرب الى مشاعر الجماهير والشعوب والغوص في احتياجاتها ومعرفة نقاط الضعف والقوة ، على القيادة العليا رسم المسار الذي تمضي عليه الدولة ويبقى على هداه الوطن ، ليظل العدل سيد الموقف حتى نتجاوز ما وقع فيه الاخرون وهذه سنة حميدة ومتبعة وليست جديدة .

     ررونلتقي
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!