الرؤية نيوز

أحمد يوسف التاي يكتب: التخوين.. السلاح القذر

0

(1)
أكثر مما كان يحذر منه الراحل الإمام الصادق المهدي هو شيوع اسلوب ولغة التخوين لمقابلة حُجة الخصم السياسي…

المهدي عندما تصدى وقتها لهذا الأسلوب العاجز كانت الساحة قد شهدت بصورة واضحة دخول مفردات التخوين كعبارات (خونة، عملاء، مارقين)، وهي التي اسرف نظام الثلاثين من يونيو89 في استخدامها ضد خصومه السياسيين، ولم يكن يخلو خطاب من خطابات الرئيس المخلوع عمر البشير في منتصف التسعينات من تلك العبارات..

ولعل الشعب السوداني يذكر الخطابات الجماهيرية للبشير التي كانت تنتهي بعبارات: (لو كره الكافرون، ولو كره المارقون، ولو كره العملاء، ولو كره الخونة…الخ..
(2)
في التسعينات، كانت عبارات مثل شيوعي، احمر، ملحد هي أبرز العبارات الواردة في لغة التخوين، وكانت تلكم العبارات، تُوزع على كل من يخالفهم الرأي، وكانت كفيلة بإنهاء الحوار وإعلان الجهاد على الخصم السياسي ، أو ربما إهدار دمه وذلك عندما يعجز المحاور (اليميني) ، أو (المتسلق) عن مقارعة حجة الآخر (اليساري)، أو أي آخر بدت حجته أقوى..
(3)
بعد ثورة ديسمبر، وكثرة المتسلقين وراكبي موجة الثورة، كانت هناك حاجة ماسة لدى المتلونين، والانتهازيين، والمتسلقين لإثبات ولاءهم للثورة، فكان الإمعان في لغة التخوين لإثبات الثورية والنضال المزعوم، كما أن خطاب قوى الثورة في إطاره العام كان يحمل غُبناً، وجنوحاً نحو التشفي بسبب ما كان يعتمل بالنفس على مدى ثلاثة عقود كاملة من تعذيب وتنكيل وحرمان، مما غذى لغة التخوين حتى في مواجهة قوى ثورية لتصفية بعض الحسابات الصغيرة (الهايفة)..

وكانت عبارة (كوز) مثل الكرت الأحمر لإنهاء أي نقاش، ثم ظهرت عبارات مثل ( جماعة الهبوط الناعم، الجنجويكوز..

الخ..)

(4)

الشيوعيون والبعثيون كانوا أكثر القوى جنوحاً إلى استخدام لغة التخوين، و(كوزنة) كل من لاتروق فكرته مع افكارهم، هذه (الكوزنة) لحقت حتى الصادق المهدي الذي قضى عمره كله في مواحهة الأنظمة الدكتاتورية الشمولية بما فيها نظام المؤتمر الوطني..

(5)

خطورة التخوين اليوم أنه تخطى الخصومة الآيدلوجية وتجاوزها إلى طرق أبواب مكونات الثورة الحقيقية، وأشقاء النضال بهدف احتكار الثورة في شرذمة قليلة، اثبتت الأيام قلة حيلتها، وعجزها وضعف خبرتها…اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة: ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله،وثق انه يراك في كل حين..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!