هاجر سليمان تكتب: التسوية السياسية وحجز أصول (تاركو)
يوم امس الاول خرج وجدى من السجن ونقل البشير وعبد الرحيم للمشفى، وقبلها اخرجوا من المشفى واعيدوا الى السجن وكذلك قبض على وجدى وانتهكت حقوق الجميع، وكل ذلك والعسكر يمسكون باطراف الحلقة ويمارسون سياسة التضييق والتفريج والخنق تارة وتارة ارخاء الحبل، وهم انفسهم يتحركون داخل قيود فرضتها عليهم جهات خارجية، فيوقعون مع هذا ويرفضون مبادرة ذلك ويسمحون لهؤلاء بالخروج ويقمعون اولئك. وما بين هذا وذاك يظهر الضعف الواضح وقلة الحيلة للعسكر ومن شايعهم، فى حين تظهر العمالة والارتزاق لدى بعض الجهات التى تسعى لاستلام السلطة وتدعى كذباً ونفاقاً تبعيتها للشعب وتصدرها لقضايا الشهداء واسرهم، والشارع بريء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب، كما ان اسر الشهداء بريئون منهم كذلك.
العسكر وضعوا ايديهم مع ثلة لا تمثل الشعب ولا تمثل الثورة وسبق ان جربناهم واصبحوا بالنسبة لنا كمن يعيد ارتداء قميص متسخ، وتجريب المجرب يعنى ان العقل مخرب وخاوٍ.
الحرية والتغيير المجلس المركزى اصبحت مستهلكة وسبق ان جربناها، ولن تسكت صوت الشعب ولن تحقن الدماء، والتسوية المزعومة واتفاقها الاطارى الموقع بالامس لن تزيد الشارع الا اصراراً على الخروج وسيقاتل بضراوة، والاصوات التافهة التى هتفت تنادى بـ (مدنياااااااو) داخل القاعة لا تمثل الشعب ولا تمثل اسر الشهداء ولا اسر المفقودين، بل تمثل نفسها وتمثل مكاسبها الشخصية التى ستجنيها.
الغريبة ان كل الاحزاب ذات الثقل تبرأت من هذا التوقيع، والاغرب ان هنالك ممثلين لها قد وقعوا على هذا الاتفاق، وهذا يعنى احد امرين لا ثالث لهما، وهما اما ان الذين وقعوا انتحلوا صفة احزابهم او ان هذه الاحزاب تناور وتمارس النفاق والكذب والتدليس على الشعب، وتتعامل باسلوب الوجهين وجه مع البرهان ووجه مع الشعب واسر الشهداء، وهذا الاسلوب سيكلف هذه الاحزاب كثيراً وفى الحقيقة انه افقدها الشعب.
هذه التسوية المزعومة التى تمت برعاية رئيس بعثة يونيتامس فولكر بريتس لن تؤتى ثمارها المرجوة، وسيظل الشارع ملتهباً ولن تنطفئ شعلته والثورة مستمرة، واية تسوية مع اية مجموعة لا تمثل الشعب مرفوضة ولن تسير للامام ولن تفلح فى الاتيان بالفوائد المرجوة.
كنا نريدها مبادرة شعبية بايدٍ سودانية خالصة، ولكن العملاء والمأجورين الذين اعتادوا على الرضاعة من ثدى المستعمر لن يهدأ لهم بال ولن يغمض لهم جفن الا بتسوية تتم برعاية اسيادهم واولياء نعمتهم، وسعوا طيلة الفترة الماضية لتنفيذ اجندة امريكا والاتحاد الاوروبي واتباعهم، ثم انهم استجدوا عطف اسيادهم لتبنى وفاق بينهم وبين العسكر من خلال الضغط عليهم وتركيعهم وايصالهم الحد وارغامهم على التوقيع على تلك التسوية.
توقعت ان يبدأ الحديث اصحاب الشأن او حتى العملاء من بنى جلدتى، ولكن المصيبة ان من الذين ابتدروا الحديث كانوا اولئك المستعمرون الجدد اسياد السودان فولكر وغودفرى السفير الامريكى.
واتوقع فى الايام القادمة ثورة قوية تطيح بالعسكر والمدنيين العملاء وتحيلهم الى رفاقهم من قادة حكومة الانقاذ في السجون، وسيتولى الشرفاء قيادة البلاد، وسيكون هنالك مشهد جديد غير متوقع.
كسرة:
الغريبة ان المحكمة التجارية اصدرت امراً وقتياً بحجز اصول وممتلكات شركة تاركو للحلول المتكاملة التى تندرج تحتها شركات تاركو اير وتاركو للمناولة ومركز تاركو للصيانة، علماً بأن تلك الشركة المعنية كانت مثقلة بالديون، وتمت تصفيتها فى عام ٢٠١٩م عن طريق المحكمة، ووقتها تم بيع جميع اصولها لتسديد مديونياتها، وتمت تصفيتها بواسطة القضاء واصبحت غير موجودة، علماً بان تاركو للطيران المحدودة لم تقم على اي من اصول او ممتلكات الشركة المحلولة بموجب التصفية، وبيعت جميعها مسبقاً واصبحت الآن غير موجودة.