خلف الله أبومنذر يكتب:حمدوك عودة الروح . الأمل . الشمس والقمح
متابعة:الرؤية نيوز
عند زيارة الدكتور عبدالله حمدوك للولايات المتحدة الأمريكية في شهر ديسمبر من العام 2019 ، وعقب حواره مع أعضاء الكونغرس الأمريكي بضفتيه ورؤساء لجانه قال مراسل قناة الجزيرة القطرية ناصر الحسيني ، ظللت أغطى نشاطات الكونغرس للقناة لأكثر من عشر سنوات وطيلة هذه الفترة لم يحل مسؤول عربي ضيفا على الكونغرس وحظى من جميع الأعضاء بالثقة والتقدير والاحترام الذى حظى به حمدوك الذى خاطب الكونغرس ووجد آذان صاغية وتجاوب من الجميع ، وأضاف الحسيني لقد غير حمدوك الصورة النمطية العالقة في أذهان الأمريكيين عن المسؤول العربي ليعلن عن ظهور قائد عربي بصفات الصدق والوعى والثقة ، وفي لقاء مع نفر من أبناء السودان بالعاصمة الأمريكية قال الحسيني : ان حمدوك يستطيع ان ينجز الكثير للسودان اذا سلم من مؤامرات دول الجوار
المستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركل التي احتفت بدكتور حمدوك ايما احتفاء ولازمته طيلة فترة زيارته في سابقة لم تحدث مع المسؤولين الزائرين على الأقل في عهد ميركل ، قالت خلال المؤتمر الصحفي الذى جمعها بضيفها الدكتور عبدالله حمدك ، قالت : سعدت بلقاء رئيس الوزراء السوداني دكتور حمدوك وناقشنا العديد من القضايا في مختلف المجالات والتحديات التي تواجه السودان خلال الفترة الانتقالية وأثق انه يستطيع تجاوزها وأؤكد ان التعاون والشراكة بين بلدينا ستشهد تطورا في كل المجالات ، اننا نهتم بمستقبل السودان وعلى استعداد لتقديم الدعم في مجال الطاقة وتأسيس وتأهيل مراكز التدريب المهني ، وقد وافق البرلمان الألماني ( البوندستاغ ) على رفع الحظر التنموي عن السودان ما يعني المزيد من الدعم المالي والفني وقد خصصنا مبلغ 87 مليون يورو لصرفها فورا في مشاريع مختلفة تعود بالفائدة وتساعد في استقرار السودان .
عضو الكونغرس الأمريكي السابق جيم موران قال في حوار مع قناة الجزيرة القطرية : دكتور حمدوك من الشخصيات المعروفة التي تتمتع بسمعة طيبة وخبرات ثرة في مجاله ومشهود له بالتميز وأضاف التقيت دكتور حمدوك أكثر من مرة واستطيع القول انه يستطيع ان يحقق الكثير لبلاده ان وجد التعاون من الآخرين فهو مكسب للثورة ولشعب السودان.
هذا هو الدكتور حمدوك بعيون الغربيين الذين لا يجاملون ولا يداهنون فقد شهدوا له بالتميز والصدق والتواضع والقدرات والخبرات ، أما بعيون أبناء بلده ، فقد عرفوا حمدوك الوطني المتجرد المخلص الذى ظل يخاطبهم من القلب ليخاطب عقولهم بكل أدب وتواضع ، عرفوا حمدوك الخبير الذى نظر الأعمى الى قدراته واسمعت إنجازاته من به صمم ، عرفوا حمدوك الانسان المهذب المؤدب الذى أعاد السودان الى العالم الحر دولة تستحق الاحترام واستقبلها العالم بحفاوة واحترام ، عرفوا حمدوك الذى أنجز لبلاده ما لم ينجزه كل المسؤولين الذين تولوا المناصب لأكثر من ثلاثين عاما .
رغم ان حمدوك لم يجد العون من شركاء الحكم في المكون العسكري أو لجنة المخلوع الأمنية كما تمنى جيم موران بل وجد رواسي شامخات من المتاريس والعقبات والمعوقات التي ختمها قائد الجيش بمؤامرة الانقلاب العسكري على الحكومة المدنية التي يترأسها حمدوك ، رغم المؤامرات والكيد والاحن والمحن التي حاكها العسكريون بمساعدة ودعم ومباركة جهات خارجية عربية ، وداخلية من انصار النظام الفاسد البائد لتحيط بحمدوك وتصفده وتقعده وحكومته الا ان الرجل وفور توليه المسؤولية أمسك بملفي الاقتصاد والعلاقات الخارجية وانتعل الدماء والتحف السماء وضرب أكباد الرواحل وتنقل بين الفيافي والمنافي لينجز ما كلف به .
لم ينقض عام الا وقدم دكتور حمدوك إنجازاته الراسخة الباذخة التي عاهد وبشر الشعب بقدومها واستبشر بها أهل السودان ، تم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تلك القائمة التي كبلت البلاد وأرهقت العباد ، ثم كانت عودة العلاقات والتعاون مع الدول والمؤسسات المالية والمنظمات الإنسانية والخيرية العالمية وفي مقدمتها صندوق النقد والبنك الدوليين ونادى باريس لتبدأ رحلة اعفاء ديون السودان بإعفاء 15 مليار دولار من ديون تجاوزت ال 56 مليار دولار ليقترب السودان من مرحلة تسوية الديون الخارجية مما دفع البنك وصندوق النقد الدوليين ابلاغ مجلسيهما التنفيذيين ان التقييم الأولى يشير الى ان السودان على وشك تلبية متطلبات الاعفاء من الديون الخارجية في اطار مبادرة ( هيبك ) التي قصدها حمدوك مبكرا لإزاحة صخرة الديون الصماء عن صدر السودان.
بعد حقب عجاف لا تعي لا تنطق وبجهد ومثابرة واجتهاد من دكتور حمدوك انفتح السودان مرة أخرى على العالم في كل المجالات ورحب به العالم ، وبدأت المساعدات المالية والفنية والعينية تتدفق على السودان بمليارات الدولارات لتصل الى الاسر الفقيرة ( برنامج ثمرات ) ، وبدأت الشركات العالمية الكبرى وبتحفيز من دولها تتحرك نحو السودان وفي مقدمتها شركتا ( جنرال موتورز ) الأمريكية و( سيمنز ) الألمانية وغيرها من الشركات العاملة في مجال الصناعة والزراعة والبنية التحتية ( طرق وكباري ، كهرباء وماء ، سكك حديدية ، اتصالات ) والتي كان من المتوقع ان تفتح فرص العمل لألاف السودانيين وكلها بتمويل من جهات خارجية .
بدأ الاقتصاد السوداني رحلة التعافي بعد ان أعمل الدكتور حمدوك المباضع وبدأ في إزالة الأورام الخبيثة والقشور والدمامل والبثور التي خلفها النظام الفاسد ، وبدأ البنك المركزي وبفضل مجهودات واجتهادات في الملف الاقتصادي ولأول مرة بعد عشرات السنين ظلت خلالها الخزانة خاوية ، بدأ البنك يستقبل مليارات الدولارات من داخل وخارج السودان .
في الأخبار من المتوقع تشكيل حكومة الفترة الانتقالية في شهر مارس القادم من هذا العام وجاء اسم الدكتور عبدالله حمدوك من ضمن المرشحين لشغل منصب رئيس الوزراء وبلا شك عودة حمدوك تعني عودة الروح والأمل للسودان والسودانيين ، تعني عودة الشمس والقمح لأرض السودان.
في الأخبار والتسريبات ان دكتور حمدوك ناقش الأمر وفي قلبه حب السودان وانسانه ، وفي حلقه غصة ، وفي ذاكرته فواجع ومواجع دفعته أمام الوسطاء ليتحفظ كثيرا ويتردد كثيرا ويستفهم وتوقف عند الضمانات التي تباعد بينه ومؤامرات الكيزان وطموح حميدتي وأحلام البرهان .
السودان يحتاج لدكتور حمدوك في هذه المرحلة ان لم يكن في كل المراحل أولا : ليكمل ما بدأه من اشراقات وانجازات ، وثانيا لأنه يتمتع بثقة واحترام الدول والمؤسسات والمنظمات والبنوك العالمية التي يحتاجها السودان ليفجر طاقاته ويستثمر ثرواته ليودع غفوته وينهض من كبوته.
السودان يحتاج لدكتور حمدوك الذى خبرناه واختبرناه وكان عند حسن الظن وأهل للثقة بما قدمه من عمل وما حققه من إنجازات واشراقات ملموسة ومحسوسة للكل ، ولكن هل سيجد حمدوك الضمانات الكافية التي تعصمه من شرور الكيزان والبرهان وهل سيطمئن للعمل مع البرهان ؟
غيض