الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب| (انفكتوس).. دور مفصلي في اقتصاد السودان!

0

بالأمس طالعنا أحد الأخبار الحيوية؛ والمفرحة وهو حصول شركة (انفكتوس للاستثمار) وهي الشريك الرئيسي المسؤول عن عمليات الاستيراد لمجموعة دال الغذائية المملوكة لرجل الأعمال أسامة داؤود.. انفكتوس تسلمت من احدى المؤسسات البريطانية الرائدة في مجال الاستثمار الدولي والتنمية المالية مبلغ استثمارات بقيمة (50) مليون دولار؛ وذلك بغرض أن تتمكن (شركة دال) من توفير الأغذية الأساسية خلال فترات الاضطراب التي قد تصيب الأسواق العالمية.. وهل من فترات اضطراب يواجها العالم أكثر من الماثلة هذه الأيام؛ بسبب تزايد التغيرات المناخية وتوسع آثار الأزمة الأوكرانية اضافة للتحديات الكبيرة التي يواجهها السودان داخلياً؛ باستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي؛ الأمر الذي أفرز معضلات وأزمات في الساحة الاقتصادية لم يشهدها السودان من قبل؛ وقد ألقت حالة عدم الاستقرار بظلالها على كل قطاعات الاقتصاد؛ وكان تأثيرها على القطاع الخاص بصفة أكبر وأشد.. الأمر الذي دفع بالعديد من رجال الأعمال للهجرات خارج السودان والبحث عن فرص أمثل لاستثماراتهم.

في السودان يجب أن نشجع (القطاع الخاص)؛ ونمهد الطريق أمامه؛ وفي ظني أن شركة ومجموعة دال بكل أفرعها هي من الاستثمارات الرائدة؛ وقد حظيت بالتمويل البريطاني بسبب خبرتها الطويلة في توفير الأغذية؛ وغيرها من المجالات الأخرى.

لن يستطيع القطاع العام/أو الحكومي لوحده أن يكون المرتكز الأساسي للتنمية في المجتمعات؛ باعتبار أن للقطاع الخاص دور مماثل ومواز للدور الحكومي؛ وما أسعدني ايضاً في الخبر السابق؛ أن (شركة انفكتوس للاستثمار) الحاصلة على هذا التمويل لصالح مجموعة دال؛ هي ذات الشركة التي وقعت الى جانب وزارة المالية وشركة موانئ أبوظبي لانشاء ميناء ابو عمامة بشرق السودان.. وبالتأكيد أن شركة بهذه المواصفات؛ ويتركز نشاطها داخل السودان ستكون على دراية واسعة بكيفية التخطيط للمستقبل.

السودانيون بشكل عام؛ كثيرو الشكوك؛ في المستثمرين؛ وهناك رأي سالب (مسبق) ينهض في مجالس المجتمعات ضد المستثمرين سواء كانوا (محليين أو أجانب)؛ وهذا الاحساس المستوطن عندنا يعمق (نظرية المؤامرة)؛ وهو احساس أقعد بعدد مهول من المشروعات وأضر الى حد بعيد بالاقتصاد الوطني.. وكان سبباً مباشراً في هجرة كثير من (رؤوس الأموال) لخارج السودان؛ وفي ظني أن كل ذلك نتج لغياب الرؤية الوطنية في قضايا الاستثمار.. ما لا يختلف حوله اثنان ان (أي مستثمر) –وطني أو اجنبي- لم ينشئ مشروعه للفائدة العامة فقط؛ لكنه أيضاً يبحث عن كيفية تحقيق أرباحه وتنمية رأس ماله؛ ولن تجد في كل الدنيا أن المستثمر يقوم بضخ أمواله لتصبح جزءاً من (الحق العام) أو جزءاً من اموال الدولة المضيفة.. ولكن هناك اتفاقيات وعهود ومطلوبات؛ لتحقيق المصلحة (المشتركة) للمستثمر وللدولة المضيفة على قدم المساواة.

آن الأوان ان ينظر السودانيون للاستثمار (الأجنبي و الوطني) باعتباره المنقذ للحالة الماثلة التي يعاني منها الاقتصاد؛ ومعلوم بالضرورة ما للسودان من موارد كبيرة ونادرة؛ والعبرة في كيف يمكن استثمارها وتنميتها؟ واستخراج الكنوز المخبوءة فيها؛ ولن يتم ذلك الا بالرفض الكامل لنظرية المؤامرة.. وتقديم كل العون الاهلي والرسمي للمستثمر لازالة الصورة (السالبة والشائهة) حول قاضايا الاستثمار في السودان.

محتوى مدفوع

ارتفاع كبير في معدلات الإصابة بالسرطان في القضارف

ميناء أبو عمامة كمشروع سيكون عميق الأثر في تنمية شرق السودان؛ خاصة وان الميناء سيقوم بمواصفات دولية؛ وستصحبه العديد من المشروعات في البنيات التحتية والمشاريع الزراعية والطرق؛ والكاسب الأول من هذا المشروع هو انسان الشرق؛ بالاضافة للسودان الذي سيصبح بوابة لكل افريقيا المغلقة عن طريق هذا الميناء.. وستظل مسألة خلق (رأي سالب) حول المشروع واحدة من العقبات الكبيرة التي لن تواجه ابوعمامة وحده؛ انما واجهت كل الاستثمارات التي هاجرت من السودان؛ ويكفي الأمثلة الكثيرة التي ليس هذا مجال حصرها؛ حيث تئن ملفات وأدراج وزارات الصناعة والزراعة بمئات الملفات التي هرب أصحابها.

++++++++++++

صلاح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!