أختتمت اليوم (الأحد) بولاية شمال كردفان أعمال الورشة التدريبية لتدريب القيادات الدينية الفاعلة وذلك في اطار تنفيذ مشروع تسامح لتعزيز الحوار والسلام ومناهضة التطرف ونبذ خطاب الكراهية والتي إستمرت لمدة ثلاثة أيام بمباني التأهيل التربوي بالأبيض بمشاركة (100) دارس من محليات وطوائف الولاية المختلفة.
ونفذت الورشة منظمة الإعتدال للحوار وبناء السلام والتنمية ومناهضة التطرف بشراكة ذكية مع منظمة الفيت لتنمية المجتمع ورعاية كريمة من الإدارة العامة للشؤون الدينية بالولاية وناقشت الورشة (8) أوراق عمل متخصصة شارك في إعدادها وتقديمها علماء من خيرة الدعاة بالسودان.
رئيس منظمة الاعتدال للحوار وبناء السلام والتنمية نصرالدين مفرح أوضح أن الإعتدال منظمة طوعية سودانية مركزها بالخرطوم تهدف لبناء السلام الاجتماعي وتعزيز العيش المشترك ومناهضة خطاب التطرف والكراهية وتكافح الارهاب مشيدا بالجهود المقدرة التي بذلها المتطوعين من أبناء وبنات الشعب السوداني الذين استطاعوا تدريب (270) إمام وداعية في تسعة من ولايات السودان العام الماضي وتستهدف الآن تدريب (800) إمام في (8) ولايات بمعدل تدريب (100) إمام لكل ولاية وان شمال كردفان هي الولاية الثانية بعد الخرطوم يكتمل فيها التدريب وأن وجهتهم القادمة مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور.
وأوضح مفرح أن الهدف الاساسي من هذا التدريب رفع مقدرات الأئمة والدعاة لتعزيز بناء السلام الاجتماعي ومناهضة خطاب الكراهية ومنع التكفير مشيدا بمجتمع شمال كردفان الذي أحسن إستقبال وإستضافة الورشة.
عضو منظمة الاعتدال محمد عبدالرحمن أوضح أن المنظمة بدأت تنفيذ مشروعها الثاني بعنوان (تسامح) بولاية الخرطوم بتدريب (100) امام والآن اكتمل تدريب (100) إمام آخر بولاية شمال كردفان وشارك في تقديم الاوراق ثمانية من الدعاة والدكاترة المميزين الذين قدموا جملة من الاوراق التي تمثلت في ورقة (التعايش السلمي- مرتكزات الدولة المدنية- دور الدعاة في محاربة الغلو والتطرف- دور الدعاة في تعزيز معاني ثقافة الحوار- وورقة عن خطورة التكفير وأسبابه وعلاجه).
وأشار عبدالرحمن للإختيار النوعي للمشاركين في الورشة والذي أتاح الفرصة لمشاركة جميع فئات المجتمع والطوائف الدينية في الولاية مبينا أن المنظمة إستطاعت أن تجمع مدارس فكرية مختلفة من الدكاترة والدعاة لاعداد وتقديم الاوراق مشيدا بتماسك النسيج المجتمعي بولاية شمال كردفان.
واوضح محمد عبدالرحمن أن الورشة تخللتها زيارات للكنائس والمساجد والقوات النظامية والمدارس لتعزيز معاني التعايش السلمي وربط روح الاخاء بين ابناء الوطن الواحد معربا عن سعادته بنجاح الورشة، مبينا أن هنالك تسعة قوافل مماثلة تجوب ولايات السودان لنشر القيم الفاضلة وأن الشعب السوداني في اشد الحاجة لمثل هذه القوافل.
في السياق أوضح عضو مجمع الفقه الاسلامي المشارك في الورشة الدكتور محمد ابراهيم البله أن الورشة كانت مميزة من حيث إختيار المكان والعناصر المشاركة والذين اجتمعوا من محليات ومساجد وطوائف مختلفة الشئ الذي رسخ أهداف الدورة الرامية لمحاربة خطاب الكراهية بين كافة الجهات سوا كانت مناطقية أو طائفية أو حزبية أو جماعات ليتفق الجميع علي المشتركات ويعملوا لتحقيق الوحدة و الإستقرار والأمن والتنمية والنهضة مبينا أن الاوراق التي قدمت ناقشت الوسطية والاعتدال وحرمة الدماء والغلو ومكافحة خطاب الكراهية ونبذ العداوات والخصومات بين الناس.
مدير الشؤون الدينية بمحلية أم روابة نوال بخيت آدم أعربت عن سعادتها بالمشاركة في الورشة مؤكدة أن الورشة ناقشت العديد من القضايا التي تهم المجتمع خاصة في جانب الدعوة والقيم التي تأصل لمبدأ التعايش السلمي ومحاربة الغلو والتطرف بين الاديان ودعت الي ضرورة سيادة حكم القانون والعدالة ومحاربة الظواهر السالبة وحملت الداعية مسئولية نشر بث هذه القيم باعتباره الاقرب للمجتمع وتمنت ان تتوالي مثل هذه الدورات وأن تتنزل للمحليات.
من جانبه أوضح مدير الادارة العامة للشؤون الدينية بشمال كردفان حامد إدريس الطيب أن الورشة استهدفت الدعاة من الجنسين من كل محليات الولاية داعيا الي ضرورة إستمرار مثل هذه الورش حتي ترتقي الولاية بخطابها الديني.
