آدم أبوعاقلة يكتب..زيارة والي شمال كردفان لمستشفى الأبيض غير مرحب بها!!!؟
*♨️آدم أبوعاقلة يكتب..زيارة والي شمال كردفان الجديد لمستشفى الأبيض غير مرحب بها!!!؟*
*♦️هديل الزاجل*
طالعنا بأسف وحزن شديدين خبر إضراب أطباء ولاية شمال كردفان المفتوح من أجل الحوافز ومن كلمة مفتوح واضح أن الإضراب سياسي، لأنه في هذه الايام العصيبة لا يوجد أحد يفكر في إضراب بسبب تأخر الحافز، رغم إيماننا القاطع بشرعية الحقوق والمطالبة بها وفق الضوابط واللوائح القانونية.
والجدير بالذكر أن إضراب أطباء شمال كردفان بدأ من غير تدرج(مفتوح طوالي) ومعروف أن أي إضراب يبدأ بمذكرة للجهة المخدمة وإمهالها(24) ساعة وإذا لم تستجب يدخل العاملون في إضراب ممرحل لمدة (24-48-72) ساعة وبين كل مرحلة والأخرى يعود العاملون للعمل (24) ساعة ومن ثم يدخلوا في إضراب مفتوح.
ولكن الاجندة السياسية جعلت الاطباء يقفزون فوق هذا التدرج والإعلان مباشرة عن إضراب مفتوح بطريقة لم يراعي فيها أدنى ضوابط وأخلاقيات المهنة حيث ان الاطباء تركوا مرضاهم في العنابر والغرف دون مراعاة لظروفهم الصحية.
ويعلم الجميع أن هنالك فرق كبير بين الإضراب والغياب عن العمل، فالإضراب يعني أن العامل أو الموظف يتواجد في المؤسسة ولا يمارس العمل أما الغياب فهو التوقف عن العمل وعدم الحضور للمؤسسة وهذا يستحق المحاسبة من المؤسسة حسب اللوائح.
فكوادر المستشفى تغيبوا عن العمل بحجة الإضراب بل بعضهم أخذ مفاتيح المؤسسة معه، والبعض الآخر إنخرطوا في العمل مع مستوصفات ومستشفيات خاصة،
وبعضهم أصبح يعمل مع السياسين في مخيمات علاجية بالأحياء بأدوية ومحاليل الإمدادات الطبية التابعة لوزارة الصحة من أجل كسب حافز زهيد ونهاية الشهر يطالب بمرتبه كاملا من المستشفى والوزارة.
لذا نقول أن الإضراب ليس مناسبا من حيث الزمان والمكان .. ليس مناسبا في زمن هذه الحرب اللعينة التي إنتهكت الأعراض وشردت الأسر وإستباحت الحرمات وحبس فيها المواطنين بمنازلهم لأشهر من غير عمل والكل يعلم أن 90% من المواطنين يعملون بطريقة (رزق اليوم باليوم) والأطباء المهنيون أصحاب النخوة والأخلاق شعروا بمعاناة أهلهم وفتحوا عياداتهم ومستوصفاتهم بصورة مجانية لكل التخصصات وهنا لا بد من تحية مستحقة لمستوصف الدوحة التخصصي الذي هيأ الفرصة سانحة لأكثر من عشرة تخصصات لتعمل مجانا على مدار الساعة.
ولكن السياسيون أصحاب الأجندة الخاصة لم يعجبهم هذا الإيثار وحاولوا التأثير على كوادرهم بالمستشفيات الحكومية وتحريضهم على عرقلة العمل بمستشفى الأبيض التعليمي الذي إستطاع أن يعيد الخدمة باكثر من 80%من التخصصات المطلوبة وأصبح منافسا بل مهددا للمستوصفات والمستشفيات الخاصة والشبه خاصة والعيادات التي أنهكت المواطن برسومها المتزايدة والمتصاعدة والتي وصل فيها سعر الغرفة إلى 80الف جنيه لليوم الواحد بدلا عن 20الف قبل الحرب.
وأطباء شمال كردفان الذين حاولوا تعطيل العمل بالمستشفى لم يوفقوا أبدا من حيث المكان حيث انها كردفان أرض الخير والرجال والنخوة والقرآن ..وأكيد أن أصحاب فكرة الإضراب لا تربطهم علاقة بكردفان غير الاستثمار والكسب الرخيص في مرض وعناء المواطن الكردفاني.
ويعلم الجميع أن السيد مدير عام الصحة يعتبر رأس الرمح والمتسبب الاساسي في إشعال جذوة هذا الإضراب حيث أنه إجتمع مع نقابة الأطباء ووعدهم بالحلول التي لا يملكها..والسؤال هنا لماذا يجتمع المدير مع النقابة في ظل صدور قرار بحل الإتحادات والنقابات من الجهات العليا للدولة؟ فهل هذا يمثل تحدي للقرار وأهله أم أن المدير يجهل ذلك، وفي الحالتين تصبح مغادرة السيد المدير العام لموقعه ضرورة تمليها متطلبات المرحلة ويعلم الجميع كيف جاء السيد المدير لهذا الكرسي.
وحسب المعلومات المتوفرة أن السيد والي الولاية الجديد عبد الخالق عبد اللطيف سيزور المستشفى خلال الساعات القادمة لمعالجة قضية الإضراب، ونشكره على إهتمامه بالأمن والخدمات وزياراته المتكررة للمستشفى في فترة تكليفه القصيرة التي لم تتجاوز الأسبوعين ولكن يجب أن يعلم أن زياراته للمؤسسات من أجل الوقوف على جودة الخدمة وتذليل العقبات ومواساة ضحايا قصف المتمردين غير مرحب بها من أصحاب الأجندة السياسية الذين لا يريدون إستقرارا
للخدمات الأساسية وهذا الإضراب جزء من تدابيرهم، لذا نقول لك أن هنالك حلان لا ثالث لهما الأول دفع حوافز الاطباء من
غير لقاءات أو إجتماعات لقطع الطريق على الذين يسعون لتسيس الخدمات.
ثانيا: إصدار قرارت حاسمة بإغلاق كل المستشفيات والمستوصفات والعيادات الخاصة إلى حين تضع الحرب أوزارها.
أو بصورة مخففة ترك المؤسسات الخاصة تعمل مع إلزام جميع أطباءها بالولاية بالعمل ضمن كوادر المستشفى بحوافز رمزية تخفيفا لمعاناة المواطن المغلوب على أمره.
ونقول للأطباء علاقتكم بالمستشفى (عقد) إن لم يك مجدي لكم عليكم فسخه..ولكن لا يحق لكم الإضراب وتعطيل العمل لتمرير أجندة السياسيين والمستثمرين الذين يقتاتون من فوهة جراح المرضى والمستضعفيين.