والي القضارف يرتكب كارثة انسانية في عملية اخلاء اجبارية للنازحين من مدارس
قتل طفل على الأقل، الأربعاء وأصيب عدد من الأشخاص بمدينة القضارف شرقي السودان إثر إخلاء فريق أمني مشترك بالقوة المفرطة سكن طلابي يأوي عشرات الفارين من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم في العاصمة الخرطوم.
وتستضيف القضارف ما يزيد على 270 ألف شخص نزحوا اليها عقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، ويقيم النازحون في مراكز إيواء مؤقتة وسط ظروف إنسانية بالغة التعقيد.
وقال بيان أصدرته لجان مقاومة بلدية القضارف إن حكومة الولاية استخدمت القوة المفرطة بواسطة الامن لإخلاء النازحين من مناطق الحروب بمركز إيواء مدرسة القضارف الثانوية القديمة وداخليتي عمر عبد العزيز والرشيد ونتج عن هذا العنف حالات اختناقات وإصابات خطرة وقتلى وفقا للبيان.
وطالبت اللجان الحكومة المحلية بضبط النفس وإيقاف العنف فورا، وأكدت العمل مع النازحين من أجل رد كرامتهم ومحاسبة الذين يقفون خلف ما وصفوها بالأفعال الشنيعة.
وأفاد طبيب بمستشفى القضارف التعليمي “سودان تربيون” إن طفل رضيع توفي اختناقا بسبب الاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع.
ونقل شهود عيان لـ “سودان تربيون” أن أعداد كبيرة من النازحين الذين تم إخلائهم بالقوة نظموا احتجاجات منددة بتوجيهات والي القضارف محمد عبد الرحمن محجوب بإخلاء عدد من دور الإيواء بناء على طلب جامعة القضارف بغرض استئناف الدراسة.
وأفادوا أن الشرطة تعاملت معهم بعنف مفرط مطلقة عليهم كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع واعتدت على بعضهم بالهراوات ما أوقع جرحى وأصيب عدد من الأطفال بحالات اختناق.
وقال محمد هاشم وهو نازح يقيم في سكن عمر بن عبد العزيز الداخلي إن المقر يضم ما يزيد عن 750 شخص وصلوا من أحياء الخرطوم المختلفة منذ الأيام الأولى للحرب.
وأوضح لسودان تربيون ان الصندوق القومي لرعاية الطلاب أخطرهم قبل أسبوع بمغادرة الموقع.
وأضاف ” لم نتمكن من المغادرة لأن النازحين لا يملكون شيئاً بعد أن فقدوا كل مدخراتهم ولا يستطيعون إيجار منازل تأويهم بسبب الارتفاع الكبير في إيجار العقارات السكنية”.
وتابع “تفاجأنا بدخول الشرطة التي لم تراعي وجود الأطفال وكبار السن وأطلقت كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع واعتدت على النازحين بالضرب”.
وفي العاشر من أكتوبر الماضي أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي قرارا بفتح جميع الجامعات والكليات الخاصة في الولايات الآمنة، ووجد القرار حينها انتقادات واسعة من قبل جماعات احتجاجية ونقابات عمالية وطالبت بإلغائه.
الى ذلك قال تعميم أصدره المتحدث باسم القوى المدنية في شرق السودان صالح عمار أنهم يتابعون بأسى وقلق بالغ تطورات الاوضاع بمدينة القضارف ومانتج عنها من وفيات نتيجة استخدام العنف من قبل السلطة ضد النازحين.
وحمل ما وصفها بسلطة الأمر الواقع بقيادة عبد الفتاح البرهان ووالي القضارف محمد عبد الرحمن محجوب المسؤولية الكاملة عن الجريمة التي راح ضحيتها أطفال رضع واستهدفت نازحين كانوا يتوقعون مد يد العون لهم بدلا من قتلهم واخلائهم- طبقا للبيان.
المصدر: سودان تربيون