متي وكيف بدأت حرب السودان ومن هو المعتدي الاثيم؟
خطأ فادح ومربك ويترتب عليه قلب الحقائق يقع فيه الكثير من الناس العامة منهم والخاصة واعني المتخصصين حتي الذين يساندون الجيش ويقفون في صف الوطن ممن يظهرون علي الميديا والقنوات العالمية وبعض الذين يكتبون علي الوسائط عندما يؤرخون لبداية الحرب في السودان يذكرون انها كان يوم 15/ 4/ 2023م ويقصدون الاشتباك المحدود الذي وقع في المدينة الرياضية ومحيط ارض المعسكرات بسوبا وهذا خطأ والصحيح ان الحرب بدايتها كانت يوم 13 / 4 / 2023 م عندما قامت قيادة المتمردين والمليشيات بتحريك قوة قوامها 150 عربة قتالية بكامل عدتها وعتادها لاحتلال مطار مروي دون اذن او توجية من قيادة الجيش وهيئة العمليات صاحبة الاختصاص في ذلك وهو ترتيب وتنظيم عسكري تصحيه إشارة و(امر تحرك) لاي قوة مسلحة وعدم التقيد بالقانون العسكري الأوامر المستديمة واللوائح مرحبا يعتبر تمرد وعمل عدائي واعلان حرب من قبل المليشيا المتمردة ويفضح نيتها المسبقة بالحرب وإدخال البلاد في دوامة الدم والغريبة انها أصدرت بيان بذلك وان تحركها بعلم وتنسيق مع الجيش ولاحقا وتحديدا في مساء نفس اليوم سحبت المليشيا تصريحها هذا تذكرون بيان العميد نبيل عبدالله الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية الذي نفي فيه صدور اي تعليمات من قيادة الجيش وان هذا تحرك احادي وحذر من خطورته علي الأمن الوطني السوداني مطالبا المليشيا بالتراجع وتحكيم صوت العقل من أجل أمان السودان.
أضف الي ذلك شهادة مني اركو مناوي وجبريل ابراهيم مع عبدالرحيم دقلو في مساء يوم 14/ 5 فضلا عن حديث عثمان ميرغني ولقاءه بحميدتي الذي يكشف المخطط مسبقا مع الحليف السياسي قحت المركزي رفقاء عبد الرحيم دقلو في الحافلة كاصحاب الايكة يوم الظلة.
وكثير من القرائن الاخري الدالة علي سبق الاصرار والترصد مثل تحشييد المليشيا والتجنيد واعادة التمركز في العاصمة. كل هذه الأقوال والأفعال حدثت قبل يوم 15 فكيف تكون الحرب ان لم تكن كذلك.
ولعل كل المواثيف الدولية والبروتوكلات العسكرية تتفق علي ان تحريك قوة مسلحة واحتلال مطار وأسر جنود وضباط كما حدث مع الأخوة المصريين هو عدوان واعلان حرب كما أن القاموس السياسي والعسكري يتفق وهذا التعريف والعقلاء أيضا من أبناء الوطن المخلصين الذي لم تتلوث اياديهم مع المليشيا والمرتزقة يعون ويفهمون من المعتدي الذي بدأ الحرب ثم اعتدى علي بيوت المواطنين وسرق أموالهم وانتهك أعراضهم فالسلوك السابق واللاحق للمتمردين تتعدد الاعتداءات والمجرم واحد نفس الزول.
قصدت بهذا التوضيح وضع الأمور في نصابها الصحيح لما يترتب علي ذلك من أثر قانوني وسياسي وخلط وتزييف للحقائق يضعف من مشروعية معركة الوطن والكرامة التي تقودها القوات المسلحة كحق والحق الطبيعي والشرعي ينظمه القانون الدولي ولا يصنعه.
دمتم بخير
د الرشيد محمد ابراهيم استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالخرطوم.