رسالة أمريكية لـ«الدعم » بالسودان.. تحذير من تهديد خطير
مع فتح جبهة جديدة في حرب السودان المستمرة منذ ثمانية أشهر، باجتياح القتال مدينة ود مدني وسط البلاد، أطلقت الولايات المتحدة جرس إنذار وتحذير.
تحذير وجهته الولايات المتحدة السبت إلى قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن المواجهات الأخيرة بينها والجيش السوداني، باتت تشكل تهديدا خطيرا على المدنيين وجهود الإغاثة، وحضت المقاتلين على تجنيب منطقة تضم مراكز مساعدات وعشرات آلاف النازحين المعارك.
ولجأ زهاء نصف مليون نازح إلى ولاية الجزيرة منذ اندلاع النزاع العسكري بين الجيش وقوات الدعم منتصف أبريل/نيسان الماضي، أقام نحو 86 ألفا منهم في عاصمتها ود مدني، وفق أرقام الأمم المتحدة.
لكنّ القتال بين الطرفين الذي اجتاح المدينة الجمعة دفع بوكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى تعليق أعمال الإغاثة في الولاية «حتى إشعار آخر».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان: «أصبحت ود مدني ملاذا آمنا للمدنيين النازحين ومركزا مهما لجهود الإغاثة الإنسانية الدولية»، محذرًا من أن «التقدم المستمر لقوات الدعم السريع يهدد بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وتعطيل كبير لجهود المساعدات الإنسانية».
وأضاف ميلر: «نحض قوات الدعم السريع في السودان على وقف تقدمها في ولاية الجزيرة على الفور والامتناع عن مهاجمة ود مدني».
في السياق نفسه، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد: «أحث قوات الدعم السريع على الامتناع عن شن الهجمات، وأحث جميع الأطراف على حماية المدنيين بأي ثمن. ستتم محاسبة مرتكبي (أعمال) الإرهاب».
وقال شهود إن الجيش السوداني الذي يسيطر على المدينة منذ بداية الصراع شن ضربات جوية على قوات الدعم السريع شرقي المدينة، وهي عاصمة ولاية الجزيرة، في إطار محاولته صد الهجوم الذي بدأ يوم الجمعة.
وأضاف الشهود أن قوات الدعم السريع ردت بالمدفعية وشوهدت تعزيزات تابعة لها تتحرك في اتجاه القتال، فيما قال سكان إن مقاتلي قوات الدعم السريع شوهدوا أيضا في قرى شمالي وغربي المدينة خلال الأيام والأسابيع الماضية.
معاناة مستمرة
وأودت الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان بين الجيش وقوات الدعم السريع بأكثر من 12190 شخصا، وفق تقديرات منظمة «مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها» (أكليد).
وتسبب النزاع بنزوح أكثر من 5,4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1,3 مليون شخص فروا إلى دول مجاورة.
وأظهر تسجيل مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حشودا من الناس وهم يجمعون أمتعتهم ويغادرون ود مدني سيرا على الأقدام. وكان الكثيرون منهم قد لجأوا إلى المدينة هربا من العنف في العاصمة الخرطوم.
وقال أحمد صالح (45 عاما) لـ«رويترز»: «الحرب تبعتنا إلى مدني لذا أبحث عن حافلة حتى أتمكن أنا وعائلتي من الفرار»، مضيفًا: «نعيش في الجحيم ولا يوجد أحد لمساعدتنا»، مشيرا إلى أنه يعتزم التوجه جنوبا إلى ولاية سنار.