الرؤية نيوز

هل اجهضت، أم لا يزال إنقاذها ممكنا ؟ اليوم الذكرى الخامسة لثورة ديسمبر تتزامن مع الشهر التاسع لحرب ابريل

0

تقرير : عمر عبدالعزيز

تحل اليوم الثلاثاء التاسع عشر من ديسمبر الذكرى الخامسة لثورة ديسمبر، التي اسفرت عن سقوط الرئيس السابق عمر البشير في الحادي عشر من ابريل من العام الذي تلاه.

ولعل تاريخ التاسع عشر من سبتمبر كلحظة فارقة لانطلاق الثورة في عطبرة هو أمر مختلف عليه، حيث يرى البعض أن البداية كانت من الدمازين في الثالث عشر من ديسمبر ويقول آخرون إنها كانت قبل ذلك بأيام في مايرنو.

“فعل فارق”

وفي هذا الخصوص يقول المتحدث الرسمي باسم قوى الحرية والتغيير بالخارج، والقيادي بالتجمع الاتحادي، عمار حمودة في مقابلة مع راديو دبنقا يوم الاثنين إن الثورة فعل تراكمي “ولكن تنسب الثورات غلى فعل فارق، ولذلك أرى أن يوم التاسع عشر من ديسمبر بحرق دار المؤتمر الوطني (في عطبرة) كانت رسالة سياسية بامتياز وعنوان لطي صفحة وبداية صفحة جديدة”

ويتابع قائلا “ولذلك استحقت هذه اللحظة أن تتوج على أنها ثورة التاسع عشر من ديسمبر من دون إجحاف لبقية الأيام والشهداء والأماكن”.

وبصرف النظر عن الخلاف بشأن تاريخ انطلاق الثورة، فقد مرت اليوم خمس سنوات طويلة على السودانيين، شهدت أحداثا كبيرة ، لعل أبرزها إنقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر وحرب الخامس عشر من ابريل، فهل يمكن القول إن ثورة ديسمبر قد فشلت في تحقيق أهدافها حتى الآن؟

“نضال طويل”

وفي معرض إجابته على هذا السؤال، يصف حمودة ثورة ديسمبر بأنها “تجليات لنضال طويل جدا، ولذلك فإن الحكم عليها يعتمد على ما يترتب عليها من نظم دستورية جديدة ولو بعد حين”.

واضاف أن ثورة ديسمبر “تم اعتراضها بواسطة الجانب العسكري مما أدى إلى تجميد مسارها”.

واشار حمودة إلى أن الاعتراض تمثل في انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر عام الفين وعشرين، مشيرا إلى أنه، أي الانقلاب، أدخل البلاد والمؤسسة العسكرية في ورطة كبيرة.

لكن العديد من القوى المعارضة لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وخاصة الإسلاميين، يرون أنها تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن فشل ثورة ديسمبر.

“الفارق الضخم”

وبشان مسؤولية قوى الحرية والتغيير يقول حمودة في المقابلة مع دبنقا إن “قدر الحرية والتغيير أن تقود الثورة وأن تقود الانتقالية التي هي جزء من الدولة بعد الثورة”.

مضيفا أنه “بعد الثورات يجب أن يكون هناك بناء للدولة”.

واعتبر ان قوى الحرية والتغيير “تتحمل أنها لم تضيق الفارق الضخم بين التطلعات الكبيرة لثورة ديسمبر والواقع القبيح المرير”.

واعتبر أن هذه الفجوة الكبيرة “يجب أن تعقلن بحيث نقبل أن نتعامل مع الواقع وفي نفس الوقت نسعى إلى تطلعاتنا”.

واعتبر حمودة أن هذه هي المساحة “التي كان على قوى الحرية والتغيير أن تجسرها”.

“لا بد”

وكان العديد من أنصار التغيير الجذري، أو من صار يطلق عليهم وصف “الجذريين” في السودان قد القوا باللوم على قوى الحرية والتغيير في قبول الشراكة مع الجيش وتوقيع الوثيقة الدستورية.

وفي لقاء مباشر مع الكاتب والأكاديمي السوداني البارز الباقر العفيف يوم الأحد، على صفحة دبنقا في موقع يوتيوب، رأى أنه لم يكن هناك بد من الشراكة مع الجيش.

وحول شراكة قوى الحرية والتغيير مع العسكر عقب خلع البشير، قال حمودة إن من الأفضل “أن تكون لدينا مواثيق مكتوبة”، في إشارة إلى الوثيقة الدستورية التي وقعتها قوى الحرية مع الجيش والدعم السريع.

وتابع قائلا “هذه الثورة لم تنتصر لأن لها جيشا، الثورة انتصرت لأن لها، لكن الكيانات التي تمثل الدول لا تقوم إلا بقوة صلبة هي قوة عسكرية”.

واضاف حمودة إن هناك حاجة لهذا التكامل “إذا أردنا أن نؤسس لدولة”.

وتابع قائلا إن “تحييد السلاح والبعد عن السلاح هو ما انجح ثورة ديسمبر، لكن عندما نتحدث عن مهمة انتقال ومن ثم الذهاب إلى دولة ديموقراطية لا بد أن يكون هناك تعريف لوضع العسكر ومن الأفضل أن يكون مكتوبا”.

وخلص من ذلك إلى أن “هذه الشراكة (مع العسكر) هي نوع من أنواع تجسير الواقع للوصول إلى وضع طبيعي، بمعنى أن كل جهة تقوم بمهمتها الأساسية، العساكر عساكر والسياسيون سياسيون”.

“تحديات عظيمة”

وتتزامن الذكرى الخامسة لثورة ديسمبر مع اتساع نطاق الحرب وانتقالها إلى ولاية الجزيرة خلال الأيام الماضية، بعد أن ظلت إلى حد كبير بعيدة عن القتال بين الجيش والدعم السريع خلال الأشهر الثمانية الماضية.

وكانت قوى الحرية والتغيير وعدد من القوى السياسية الأخرى ومن منظمات المجتمع المدني اعلنت في اكتوبر الماضي عن تكوين تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بهدف انهاء الحرب وإعادة تأسيس الدولة السودانية.

ويرى حمودة في المقابلة مع راديو دبنقا أن هناك “تحديات عظيمة (أمام مسار ثورة ديسمبر) ستنشأ بعد نهاية الحرب”.

واعرب عن اعتقاده بأن من بين تلك التحديات ما وصفه بفض الارتباط بين الجهات السياسية والعسكرية.

وتابع قائلا إن البعض صاروا يشككون في قدرة الميدان السياسي على “تقديم الحلول السريعة”، مؤكدا على أن “الصبر على بناء المؤسسات السياسية هو الطريق الأمثل، لأن البدائل السريعة قد لا توصل إلى النتائج وقد تتركنا في منتصف الطريق”.

ويقول حمودة إنهم في قوى الحرية والتغيير يعدون الآن لتكوين ما وصفه بالتنسيقية المدنية الكبيرة “لقوى الثورة أو للقوى المدنية الراغبة في الانتقال الديموقراطي”.

يذكر أن السودان شهد خلال تاريخه الحديث ثورتين قبل ثورة ديسمبر، هما ثورة اكتوبر 1964 وابريل 1985 لكن كلاهما شهدت انقلابا عسكريا عليها بعد سنوات معدودة من قيامها.

وبينما يلقي السياسيون باللوم على العسكر ورغبتهم في السلطة مما يقطع الطريق أمام الثورات السودانية، يجادل العسكر بان كل أو غالبية الانقلابات العسكرية في السودان كانت تقف وراءها أحزاب سياسية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!