تحدث عن أسباب الاستقالة.. حوار ساخن مع فارس النور مستشار قائد الدعم السريع المستقيل
أثارت استقالة فارس النور –أحد أهم مستشاري قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وكبير مفاوضي وفد الدعم السريع إلى منبر جدة– أثارت ردود أفعال متباينة بشأن الدوافع الحقيقية وراء الاستقالة، فضلًا عن توقيتها وملابساتها. الحيثيات التي قدمها النور بين يدي منشوره على صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك” بخصوص “تفرغه التام لإيقاف الحرب بكل تجرد” وعلى نحو “مكثف وعاجل”، تستدعي أسئلة عجلى عما يمكن أن يفعله مستشار قائد الدعم السريع المستقيل خارج موقعه المؤثر في الدعم السريع – في قضية السلام على المستوى الإنساني والمستويات الأخرى، ولماذا الآن؟
اشتهر فارس النور قبيل انضمامه إلى “الدعم السريع” بنشاطه الإنساني في منظمة “مجددون”، ولا سيما بعد فوزه بجائزة “صناع الأمل” الإماراتية
جدد مستشار قائد قوات الدعم السريع المستقيل فارس النور، في حديثه إلى “الترا سودان” رواية قادة الدعم السريع بأن الحرب “اندلعت رغمًا عنهم”، قائلًا إن الدعم السريع “لم تشأ أن تخوض معارك قتالية ضد الجيش السوداني، وآثرت أن تغلّب خيار السلم رغم تفوقها الميداني الذي مضت إليه اضطرارًا”، بحسب تعبيره. وشدد فارس النور على أن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “لا يحمل أي نزوع سلطوي، وظل مؤمنًا بالأجندة الوطنية لثورة ديسمبر وإنجاز التغيير المنشود”، حد قوله.
وتخوض قوات الدعم السريع معارك ضارية ضد الجيش السوداني وسط البلاد وغربها وجنوبها، في ظل اتهامات رسمية محلية وعالمية بارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في مناطق سيطرتها، فضلًا عن انتهاكات خطيرة بحق المواطنين والأسرى.
وكانت قوات الدعم السريع قوات رديفة للجيش السوداني، وتعود أصولها إلى ما عرف خلال الحرب في دارفور منذ العام 2003 باسم “الجنجويد” وقوات حرس الحدود الضالعة في الإبادة الجماعية التي حدثت غربي البلاد في العقد الأول من الألفية.
واشتهر فارس النور قبيل انضمامه إلى “الدعم السريع” بنشاطه في العمل الإنساني ومنظمة “مجددون”، ولا سيما بعد فوزه بجائزة مسابقة “صناع الأمل” الإماراتية بقيمة مليون درهم إماراتي (نحو ربع مليون دولار أمريكي).
btvi=5&fsb=1&dtd=229
وأثار انضمام فارس النور إلى “الدعم السريع” عقب ثورة ديسمبر، الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والمدنية بالسودان، بالنظر إلى الانتهاكات والجرائم المرتبطة بهذه القوات، وكان آخرها وقتها مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، لا سيما مع نشاط فارس النور في ساحة الاعتصام عبر منظمة “مجددون” التي أسست في العام 2010.
أعلن فارس النور انضمامه إلى الدعم السريع في العام 2020 مستشارًا لنائب رئيس مجلس السيادة –وقتها– قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بـ”حميدتي”. وقال النور في تصريحات عقب تعيينه في المنصب: “أعلم أنني أضع كل تاريخي في مهب الحريق بتولي هذا المنصب، لكن سمعتي لا تمثل قطرة دم واحدة من دماء الشهداء الذين ماتوا من أجل دولة الحرية والعدالة والديمقراطية”.
btvi=4&fsb=1&dtd=190
فارس النور مستشار قائد الدعم السريعفارس النور لدى تلقيه جائزة “صناع الأمل” من الحكومة الإماراتية
مفاوضات جدة
وقاد مستشار “حميدتي” – فارس النور وفد الدعم السريع المفاوض في “منبر جدة” الذي تيسره المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، لكن استقالته مؤخرًا عقب هجمات قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة، أثارت الكثير من الاستفهامات وسط المتابعين.
وانهارت المفاوضات في جدة عدة مرات، وتبادل طرفا الصراع الاتهامات بعدم الإيفاء بالتزاماتهما في الاتفاقيات على أرض الواقع.
وذكر فارس النور في حديثه إلى “الترا سودان” أن وفدي الجيش والدعم السريع كانا قد توصلا إلى اتفاق بخصوص “القضايا الخلافية ووقف العدائيات وإخراس أصوات المدافع لمدة شهر قابل للتجديد، مع احتفاظ كل طرف بمواقعه التي حازها خلال المعارك”، مبينًا أن القضايا السياسية “ستترك للكيانات والأحزاب والتنظيمات السودانية لتقرر بشأنها عبر حوار لا يستثني سوى المؤتمر الوطني”، على أن يوقع الطرفان على “وقف دائم لإطلاق النار مع التوقيع على الاتفاق السياسي” – وفق قوله.
vi=1&fsb=1&dtd=82
وقال الناشط السابق في العمل الطوعي فارس النور لـ”الترا سودان” إن الدعم السريع “رغم تفوقه الميداني ظل يجنح إلى السلم ويسعى إليه”، مشيرًا إلى أن وفد الدعم السريع “ظل في جدة طيلة فترات التفاوض رغم مغادرة وفد الجيش أكثر من مرة”، ولافتًا إلى أن “قادة الدعم السريع أكدوا على ضرورة الصبر على السلام وترجيح الحلول التي تأتي بالتفاوض” – حسب زعمه، ملقيًا باللائمة في استمرار الحرب على ما وصفه بـ”تعدد مراكز القرار داخل مؤسسة الجيش”، وما أسماه “الجهة المضادة للانتقال المدني” التي قال إنها “تملك قدرة عالية على العبث بالتناقضات وتعطيل المسار السلمي”، وفق وصفه.
حديث فارس النور يأتي بالتزامن مع انتهاكات واسعة لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وسط البلاد، حيث وسّعت هذه القوات التي يصفها الجيش بـ”المليشيا المتمردة”، دائرة الحرب في السودان بالتوغل شرقًا وجنوبًا حتى حدود ولايات سنار والقضارف بمهاجمتها ولاية الجزيرة وحاضرتها “ود مدني” التي كانت تستضيف مسبقًا مئات الآلاف من النازحين الذين فر معظمهم من القتال في العاصمة الخرطوم.
دمج الدعم السريع
وبشأن القضية الرئيسة المتعلقة بإدماج قوات الدعم السريع في الجيش ضمن الاتفاق الإطاري، أوضح فارس النور لـ”الترا سودان” أن الحرب “أسست واقعًا جديدًا تجاوز أفق الاتفاق الإطاري”، مبينًا أن “قضية تأسيس جيش قومي مهني واحد من جميع التشكيلات العسكرية (الجيش – والدعم سريع – والحركات المسلحة) تجد حيزها من التوافق في ضوء الأوضاع الجديدة”، بحسب تعبيره.
وفشلت الأطراف السودانية قبل اندلاع الحرب بين العسكريين في التوقيع على اتفاق نهائي يفضي إلى إنهاء انقلاب 2021 الذي نفذه المكوِّن العسكري –الجيش والدعم السريع– على قوى الحرية والتغيير. وانهارت المحادثات التي كانت تيسرها الآلية الثلاثية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيغاد في السودان بسبب خلافات على مواقيت دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني.
انتهاكات الدعم السريع
وبشأن الانتهاكات الواسعة التي أضحت سمة ملازمة للمعارك الدائرة أكثر من كونها أثرًا جانبيًا لها، قال مستشار قائد الدعم السريع المستقيل فارس النور إن “أكثر ما شغله خلال الحرب هو تكلفتها الباهظة على المدنيين”، موضحًا أنه “ظل يعمل داخل الدعم السريع لتخفيف حدتها عبر كثير من التدابير والآليات ضمن التوجه العام لمؤسسة الدعم السريع” التي قال إنها “وقع على عاتقها عبء ثقيل جراء اتساع رقعة سيطرتها وتمددها الجغرافي، وهو أمر لم تقصده في بادئ الأمر ولم تتهيأ له، لكنها سعت في حدود طاقتها إلى أن تبذل فيه ما تستطيع من معالجات مع تردي البيئة الأمنية المصاحبة لحالة الحرب”. وزاد: “من أجل ذلك فإن الحل العملي والمباشر هو إيقاف الحرب”، قائلًا إنها “الإطار الذي يجعل الانتهاكات والسرقات والتعديات على الحقوق أمرًا ممكنًا”. وأشار إلى “منهج الدعم السريع في تغليب الخيار السلمي والحرص عليه رغم تفوقها”، قائلًا إن ذلك يُظهر إلى أي حد سعت إلى “تقديم حلول عملية لإنهاء الحرب والقضاء عليها قضاءً مبرمًا”، حد قوله.
وعلى الرغم من مزاعم قادة الدعم السريع بشأن عملها على إيقاف الانتهاكات المنسوبة إلى قواتها، إلا أن حدة الانتهاكات ورقعتها في تزايد مطرد منذ أكثر من ثمانية أشهر، إذ وثقت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الإنسانية تورط الدعم السريع والميليشيات التي تعمل تحت إمرتها في “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” وما يرقى إلى “الإبادة الجماعية”.
وأسفرت هجمات قوات الدعم السريع الأخيرة على مدن ولاية الجزيرة وقراها عن أعمال نهب واسعة النطاق، وعنف جنسي وجرائم قتل وتعذيب واختطاف بحق المدنيين، على غرار ما حدث في معظم المناطق التي نجحت هذه القوات في السيطرة عليها.
أسباب الاستقالة
وبشأن دوافع تقديمه لاستقالته الآن، وفي الرد على الحديث الدائر عن أن الاستقالة أتت بسبب خلافات داخل الدعم السريع بين ما يسميه مراقبون “التيار العسكري الصفري” الذي يمثله الفريق عبدالرحيم دقلو القائد الثاني للدعم السريع، وتيار التحول المدني الذي يمثله المستشارون والسياسيون بالدعم السريع – قال فارس النور إن “مؤسسة الدعم السريع ظلت متماسكة على مستوى الرؤيا واستبصار الأهداف”، وأنها “تصدر عن موقف واحد يقدّم أجندة التغيير التي حملتها ديسمبر”. وأضاف فارس أن عبدالرحيم دقلو هو “أحد أكثر الأصوات انحيازًا إلى التغيير منذ إسقاط البشير”، وأنه ظل ضد انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، مدللًا على ذلك بأنه هو الذي أخرج رئيس الوزراء حينها عبدالله حمدوك من معتقله، وأسهم في عودته ضمن الاتفاق الشهير مع البرهان – حسب قوله.
وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو قد أعلن عن تأييده لإجراءات البرهان الانقلابية التي حل بها الحكومة الانتقالية وجمد بعض بنود الوثيقة الدستورية. وقال دقلو في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 إن القرارات “جاءت لتصحيح مسار ثورة الشعب والمحافظة على أمن البلاد واستقرارها ووحدة شعبنا وأرضنا”.
ومن جانبه، زعم فارس النور في حديثه إلى “الترا سودان” أن أهم مفارقة ظل يمثلها قادة الدعم السريع هي “ترجيح أجندة التغيير الثوري على النزوع السلطوي واستحواذ القوة والنفوذ”، قائلًا إن “مسار الانتقال يشهد على التزامها بأجندة الثورة”. وزاد بالقول: “كما أكدت الحرب الدائرة منذ الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 على حرص ذات القادة على السلام رغم تفوقها الميداني والعسكري الواضح”، بحسب ما قال.
وقال مستشار “حميدتي” المستقيل والناشط المجتمعي السابق فارس النور لـ”الترا سودان” إن التفوق الميداني والعسكري لقوات الدعم السريع على الجيش السوداني “لا يمكن أن تخفيه بروباغندا تهويل آثار الحرب والإبقاء على منطقها في الوقت نفسه”.
اختفاء حميدتي
وعن غياب الجنرال “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع عن المشهد، قال فارس النور لـ”الترا سودان” إن دقلو “ظل حاضرًا وشاهدًا وقائدًا للمسار العسكري، وموجهًا للمسار المدني”، ضمن ما أسماه “المنهج المؤسسي القائم على التداول والحوار”، مشيرًا إلى أن ما بدا كاختفاء لحميدتي مرتبط في الأساس بتدابير الحماية وبذل أقصى احترازات الوقاية من استهدافه المباشر.
واختفى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن الأنظار أشهرًا عديدة بعد اندلاع الحرب، مكتفيًا بالتسجيلات الصوتية دون الظهور مباشرةً، مما أثار العديد من الاستفهامات، فيما أرجع البعض اختفاءه إلى مقتله أو إصابته إصابة خطيرة. وظهر حميدتي لاحقًا في مقاطع مصورة من مواقع مجهولة.
ولم يظهر محمد حمدان دقلو في مكان عام أو موضع معروف منذ أشهر عديدة، وما يزال البعض مصرًا على مقتله أو إصابته إصابة مؤثرة في المعارك، مرجعين المقاطع النادرة التي ظهر فيها إلى “الذكاء الاصطناعي”، خصوصًا مع الظهور المتكرر لشقيقه القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبدالرحيم حمدان دقلو.
تأثير المحاور والإسلاميين
وبشأن تأثير المحاور الإقليمية على المشهد السوداني، يقول فارس النور إنه “لا أثر يذكر لنفوذ الخارج على الداخل على مستوى الحرب” ولا في إطار دفع عملية السلام إلا في حدود ما أسماها “الأدوات الدبلوماسية” وتقديم سبل الدعم اللازم، مشيرًا إلى “حرص العالم والإقليم على السلام”، ونافيًا الأحاديث والتقارير بشأن تحريك قوى إقليمية بعينها للحرب بسبب أطماع اقتصادية ورغبة في السطو على الموارد والمقدرات، واصفًا ذلك بأنه “أمر لا ينهض على ساق لأن الحرب الدائرة هي بنت التناقض الداخلي والإخفاق المستمر في تحويل الأزمة إلى فرصة”، بحسب ما قال.
وكانت تقارير إعلامية ورسمية قد كشفت عن دعم سخي تتلقاه قوات الدعم السريع من دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ أزاحت العديد من التقارير والتحقيقات النقاب عن عمليات تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة على الحدود السودانية التشادية لتزويد هذه القوات بالسلاح والمعدات، فيما رصدت منصة استخبارات المصادر المفتوحة (إيكاد) أسلحة إسرائيلية تستخدمها الدعم السريع التي يربط قادتها علاقات قوية بدولة الاحتلال.
واتهم فارس النور في حديثه إلى “الترا سودان” فئات من الإسلاميين بأن “لديهم أجندة معيقة للانتقال وأشواق لاستعادة الحكم”، أو في أدنى المراتب “عودة تأثيرهم ونفوذهم من جديد”. ومضى بالقول: “التخفي وراء الأجندة الوطنية وحماية الجيش لا يمكنها أن تغطي على الرهانات التنظيمية الضيقة التي تعتمدها فئات من الإسلاميين” قال إنهم “تورطوا في إشعال الحرب الدائرة دون أن يحققوا أجندتهم ومصالحهم الضيقة”.
وتتهم قوات الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير وغيرها من الجهات الفاعلة في المشهد السياسي السوداني، نظام عمر البشير والحركة الإسلامية السودانية باستخدام القوات المسلحة لإشعال الحرب في البلاد للعودة إلى سدة الحكم، لكن القوات المسلحة تقول إنها مؤسسة وطنية تضطلع بدورها الدستوري وفق القانون في الدفاع عن بقاء الدولة السودانية التي قال رئيس مجلس السيادة قائد الجيش إن قوات الدعم السريع تحاول ابتلاعها. وتشدد رواية القوات المسلحة السودانية على أن قوات الدعم السريع هي التي بدأت الحرب بمحاصرة مطار مروي والقيادة العامة للقوات المسلحة واجتياح العديد من المواقع الحيوية والمرافق العامة ومنازل المواطنين.
وفي مختتم حديثه الخاص لـ”الترا سودان” تحدث فارس النور بأسى عن مآل الأوضاع في السودان جراء الحرب، قائلًا إنها “تمثل دائمًا أسوأ خيار لفرض الأجندة والشروط”، وموضحًا أن ما دفعه إلى الاستقالة هو رغبته في الاضطلاع بدور “يستدعي التجرد التام والتحلل من الارتباط المؤسسي المعبر عن قطاعات مهما بدت عريضة فهي محدودة”، قائلًا إنه ظل ضمن نشاطه في العمل العام “يترسم خطى النفع العمومي ويمضي بقناعاته مهما بدت مجانفة لبعض الناس”، ولافتًا إلى أنه ظل “يغلّب الهدي النبوي الذي مثل تجليه بصورة مشرقة من خلال نموذجه الواقعي الملتحم بالقضايا كمفتاح للخير مغلاق للشر”. وقال فارس النور إن السودان الآن “يجتاز طورًا بالغ الخطورة يكون معه أو لا يكون فعلًا لا قولًا”. وزاد: “هذا تحدٍ حقيقي استدعى أن أقدم استقالتي دون تأثير من أحد، ومن أجل إيقاف تحول الحرب إلى صراع صفري بين المكونات الاجتماعية، والانحدار إلى أسوأ أشكال الاحتراب الأهلي وحرب الكل ضد الكل، والذهاب إلى وضع تأسيسي يخرج السودان بموجبه من مسار الإعاقة والإخفاق والفشل إلى رحاب التنمية والعدالة والحكم المدني الديمقراطي” – حسب تعبيره.
حديث الناشط المجتمعي ومستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو – فارس النور، يأتي وسط دعوات لتسليح الأهالي في أقاليم الشرق والشمال، وذلك عقب هجوم قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة المتاخمة لهذه المواقع. وهي الدعوات التي تجد رفضًا وسط بعض المتابعين، نظرًا إلى الهشاشة الشديدة التي تمر بها البلاد، وإمكانية تحول الحرب إلى حرب قبلية بين المواطنين وشتى أنواع الميليشيات.
وتلوح مجموعات من المدنيين والشخصيات السياسية باقتحام الحاميات العسكرية في الولايات الآمنة للحصول على السلاح للدفاع عن أنفسهم أمام تمدد قوات الدعم السريع، خصوصًا في ظل الانتهاكات الخطيرة التي يقوم بها منسوبوها من نهب وقتل وتعذيب واغتصاب.