عواقب تعرض الأطفال للتسمم بالمعادن الثقيلة
تشير الدكتورة سفيتلانا دجوما أخصائية طب الأطفال إلى أن هناك أكثر من 40 نوعا من المعادن الثقيلة في الطبيعة بعضها يتميز بسمية عالية. وتكشف عواقب تسمم الأطفال بها.
ووفقا لها، المعادن الأكثر سمية هي الزرنيخ والزئبق والكادميوم والرصاص. هذه العناصر موجودة في الطبيعة، وتتشكل أيضا نتيجة للنشاط البشري، ما يشكل تهديدا لجسم الطفل الضعيف.
وتقول: “الزرنيخ والزئبق متقدمان من حيث التأثيرات السامة على الجسم. ويوجد العنصر الأول في عوادم السيارات، والانبعاثات الصادرة عن المصانع الكيميائية، وكذلك في مياه البحر، حيث يمكن للطفل أثناء الاستحمام، أن يتلقى جرعة كبيرة من الزرنيخ، ويعاني من التسمم الشديد. يتراكم هذا المعدن السام تدريجيا في أمعاء وكبد وكلى الطفل وكذلك في الجلد والشعر، ما يؤدي إلى تطور أمراض خطيرة مثل الاعتلال العصبي (الاضطرابات النفسية والعاطفية)، والقصور الكلوي، وانخفاض حدة السمع واضطرابات النطق وغير ذلك”.
أما بالنسبة للزئبق، فتشير إلى أن جميع أشكاله سامة وخاصة ميثيل الزئبق الذي يوجد بنسبة عالية في الأسماك والمأكولات البحرية. يتراكم ميثيل الزئبق – سم عصبي خطير، عند تناول هذه الأطعمة بصورة منتظمة في الكبد والكلى والدماغ مسببا اضطراب الجهاز العصبي ونوبات تشنج متكررة وأحيانا هشاشة العظام.
وتشير الطبيبة إلى أن الكادميوم يلحق أضرارا جسيمة في الصحة. والمثير في الأمر أن الأغذية هي مصدره الرئيسي- الكزبرة والبقدونس والكرفس والبقوليات والملفوف والبطاطس. أي يمكن أن يحصل الطفل عند تناوله هذه الأطعمة بصورة دورية على الفيتامينات المفيدة لجسمه ومعها تسمم بالكادميوم، ما يؤدي إلى اضطراب عمل أعضاء جسمه الحيوية بما فيها الدماغ والكلى، كما يعاني الأطفال من زيادة التعب وفقر الدم.
وتعتبر غازات عوادم السيارات المصدر الرئيسي للرصاص، حيث يؤدي التعرض المستمر لها في مرحلة الطفولة إلى عواقب وخيمة- اضطراب عملية تركيب الدم وعملية التمثيل الغذائي وكذلك القلب والأوعية الدموية.
وتقول: “تزداد سمية الرصاص عند نقص الكالسيوم والحديد في الجسم. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحل الرصاص محل الكالسيوم في المفاصل، ما يسبب أمراض الجهاز العضلي الهيكلي عند الأطفال”.
وتحذر الطبيبة الآباء من الخلط بين أعراض تسمم الأطفال بالمعادن الثقيلة والتعب والإجهاد أو أمراض مزمنة كما يحصل دائما. لذلك لتشخيص السبب يجب إجراء اختبارات مخبرية.