♦️شمال كردفان..حرب وحصار وقصص نجاح بعثة حج العام الهجري1445
♨️رئيس اللجنة العليا للحج يفند العقبات والمشاكل التي صاحبت اكمال إجراءات حجاج الولاية
♨️أبوالبشر: أحدثنا إختراق في العلاقات مع إدارة الارشاد بالحرم وابتكرنا طرق غير مسبوقة للترويح عن الحجاج
♨️جاد السيد: عناية الله وعزيمة الحجاج وصبرهم وتعاون الجميع مكن من اداء الركن الخامس لحجاج الولاية
✍️تقرير/آدم ابوعاقلة
الأصل في الحج المشقة لما يصاحبه من سفر وترحال ومفارقة للديار والعشيرة والاصحاب وما يتطلبه من انفاق واداء مناسك، لذا جاء مقترنا بالاستطاعة المالية والبدنية.
▪️تذليل العقبات:
ولكن السلطات التنفيذية والادارات المتخصصة واللجان المكلفة تحاول تذليل هذه المشقة وتخفيفها ولكنها بالطبع لن نستطيع ازالتها بالكامل.
▪️أصحاب العزائم والهمم:
ظروف الحرب في السودان زادت (الطين بلة) وأصبح الحج بعيد المنال وحصريا على اصحاب العزائم والهمم فضلا عن التوفيق والتسخير من رب العزة جل جلاله.
▪️مشاق الحج والحرب:
فالحرب في السودان ضاعفت المشاق والعقبات التي من بينها ارتفاع التكاليف وانتشار قطاع الطرق من المتفلتين والمتمردين الذين يفتقرون للوازع الديني والاخلاقي حيث انهم لا يوقرون كبيرا ولا يحترمون صغيرا همهم وهدفهم الاول والاخير السلب والنهب والحصول على المال والمقتنيات باي صورة من الصور وهذا الجانب شكل ضغطا نفسيا على الحجاج.
▪️الحج المبرور:
في ولايتنا الحبيبة شمال كردفان ومدينتها العروس (الابيض)ظلت المليشيات المتمردة تحيط بها وتحاصرها من كل الجهات وتمنع اهلها الماء والكهرباء والاتصالات والسلع الاستراتيجية حتى ظن الكثيرون من أهل المدينة ان الحجاج سيتخلفون عن اداء الركن الخامس المحبب لأنفسهم وقلوبهم ، ولكن عزيمة الحجاج وادارة قطاع الحج والعمرة الذي وفق والي الولاية عبد الخالق عبد اللطيف في اختيار قياداته من اصحاب الخبرات والعلاقات الواسعة كان مذللا لكل العقبات فاستطاعوا بدورهم اختيار البعثة واكمال اجراءاتها واعدادها وقيادتها باقتدار متجاوزين مضبات وارتكازات المليشيات ذهابا وايابا حتى ادوا المناسك كاملة غير منقوصة، لينالوا بذلك شرف الحج المبرور الذي ليس له جزاءا عند الله الا الجنة.
▪️ورشة التقييم:
بعد الاستجمام والراحة قامت ادارة الحج بتنظيم ورشة لتقييم وتقويم اعمال الحج خاطب جلستها الافتتاحية بقاعة المشير سوار الذهب بالابيض والي الولاية راعي الحج بالولاية عبدالخالق عبداللطيف وامين عام الحكومةالدكتور الامين الشايب محمد رئيس اللجنة العليا للحج بالولاية وأمين أمانة الحج والعمرة النور أحمد جاد السيد ومسؤول الارشاد بولايات كردفان الكبرى عبدالرحيم أحمد أبوالبشر وشرفها بالحضور أعضاء مجلس حكومة الولاية وأعضاء لجنة أمن الولاية وقيادات قطاع الحج والعمرة والامراء والحجاج وأسرهم الكريمة.
▪️فيلم وثائقي:
وتخلل هذه الجلسة فيلم وثائقي جسد الجهد الذي بذل لانجاح موسم الحج بالولاية ابتداءا من إجراءات التسجيل والتدريب النظري والعملي وحركة السير من الولاية الي ميناء سواكن ومنه عبر الطيران والبحر الى ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية فضلا عن ترتيبات السكن والاطعام في مكة المكرمة والمدينة المنورة والتفويج والترحيل الداخلي لاداء الصلوات والمناسك فكان فيلما وثائقيا شاملا ومفصلا نقل ارواح وقلوب الحضور الي تلك البقاع الطاهرة اعده الامير الخبير الاعلامي الزميل الجيلي بشير الناير وقدمه المفوه الزميل الدكتور الصادق البشير أحمد وختمت الجلسة الافتتاحية بتكريم راعي الحج والي الولاية من قبل اللجنة العليا للحج وذلك لجهوده الكبيرة في انجاح الحج كما تم تكريم مدير جهاز المخابرات العامل بالولاية ومدير الجوازات بالولاية ووزارة الصحة وبنك الخرطوم وافضل الامراء الى جانب تكريم الامير الاعلامي الشامل الجيلي بشير الناير لدورهم الفاعل في انجاح اعمال حج العام الهجري 1445.
▪️تعاون وتجاوب:
في السياق ومن خلال تداولات الورشة اشار الحاج حبيب علي محمد بابكر لسهولة اجراءات الحج بالولاية مبينا انه جاء متاخرا للتقديم ولكن اجراءاته سارت بصورة سلسة وانه وجد تعاون وتجاوب من سلطات الجوازات والكشف الطبي والبنك حيث انه استطاع اكمال كل اجرائته في يوم واحد فقط وأشاد حبيب بالفيلم الوثائقي الذي قال انه لم يترك (شاردة ولا واردة) ونقل وقائع البعثة بشفافية ومهنية عالية وكشف بابكر أن هنالك بعض الهنات التي صاحبت الاداء والتي غطت عليها البعثة بالتعاون والعمل الجماعي.
▪️فقه الحج:
ومن خلال مداخلات الورشة أكدت الحاجة البروفيسور عائشة فضل الله خليل أن عملية التدريب على المناسك كانت جيدة مشيرة لأهمية زيادة عدد المرشدات والدعاة لتعزيز الجوانب الفقهية خاصة للنساء وأوضحت أن هنالك معاناة واجهت الحجاج في سواكن عند العودة مطالبة بضرورة معالجة مسبباتها لضمان عدم تكرارها في البعثات القادمة.
▪️المطوف السعودي:
أشاد الحاج حسين شيخ الدين بالترتيب الجيد في جانب الاطعام بالاراضي المقدسة والذي جاء على الذوق السوداني لكنه لفت النظر لأهمية كتابة اسم الأمير والولاية على صندوق الإطعام لمزيد من الشفافية والمساواة، كما اشار لضرورة مراجعة الطريقة الجديدة للمطوف السعودي في ترحيل الحجاج للمشاعر والتي تسببت في تأخير الحجاج في مشعري منى وعرفات.
▪️مراعاة التكلفة:
من جانبها تحدثت الحاجة منال أحمد عثمان عن أهمية مراعاة التكلفة عند التعاقد حتى لا يضطر الحاج لدفع مبالغ اضافية، كما اشارت لأهمية المساواة بين الحجاج في ترحيل العفش وكذلك مراعاة تقسيم كبار السن عند بناء الافواج.
▪️تصريحات محدودة:
وفي تصريحات محدودة ل(الرؤية نيوز) أوضح مسؤول الارشاد بولايات كردفان الكبري عبد الرحيم أبو البشر أن الإجراءات والأعمال التي سبقت تفويج الحجاج إلي الاراضي المقدسة كانت جيدة خاصة في جانب الارشاد والتدريب النظري والعملي والذي بدوره سهل مهمة اداء المناسك للحجاج الي جانب دور وفد المقدمة الذي رتب وجهز مواقع السكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجوانب الاطعام والترحيل مؤكدا ان الأمراء وقيادات البعثه سخروا كافة جهودهم وعلاقاتهم لتسهيل عملية الخروج من مدينة الأبيض المحاصرة من كل الإتجاهات والجوانب من قبل الميليشيات المتمردة وأشاد عبدالرحيم بصورة خاصة بدور القوات النظامية بالولاية في تأمين الحجاج حتي وصولهم الى تخوم ولاية النيل الابيض كما اشاد بدور قائد متحرك الصياد بمدينة تندلتي الذي سخر عربة (دوشكا) لمرافقة الحجاج حتي مدينة الدويم.
▪️مهبط الوحي:
واوضح أبو البشر أن البعثة استفادت من ابناء الولاية بالحرم الشريف لتقديم محاضرات ارشادية كما اشاد بأبناء الولاية بالمملكة لتكفلهم ودعواتهم للحجاج لزيارة بعض المواقع الاثرية التي من بينها مهبط الوحي (غار حراء) (وغار ثور) ومحطة المسكوتة (وهي راعية الغنم التي دلت علي مكان سيدنا أبوبكر) كما تشرف الحجاج بدعوة رعاة السودان بالحرم الذين نظموا دعوة صاحبها ترويح بالمديح من ابناء الهبروا كما نظم أصاحب الماشية رحلة ترفيهيه لحجاج الولاية.
▪️اختراق في الحرم:
وأكد عبدالرحيم أن الترتيب بالمدينة المنورة كان جيدا حيث تمكن الجميع من الدخول إلي الروضة الشريفة والدعاء وكشف أبوالبشر أن العقبة الوحيدة التي واجهت الحجاج كانت عند العودة لسواكن واشاد مسؤول الارشاد بدور قيادة البعثة في تنظيم جلسة مع نائب مدير الارشاد بالحرم النبوي الذي اثني علي حجاج السودان واكد انهم لم يوقفوا الدعاء لأهل السودان وانهم معهم قلبا وغالبا وتكفل بقيام دورة بالحرم لأهل كردفان لعدد (30) دارسا من ولايات كردفان الكبري.
▪️سد الفرقة:
من جانبه كشف أمين أمانة الحج بالولاية النور جاد السيد أن هنالك بعض الصعوبات والعقبات التي صاحبت اداء المناسك والتي من بينها ان التفويج لجبل عرفات كان صبيحة يوم عرفة وذلك بسبب الاجراءات الجديدة للمطوف السعودي وتسبب ذلك في تأخير الحجاج عند مشعر الوقوف بعرفة وأشار النور للحدث الذي هز العالم أجمع وهو وفاة اكثر من (300)حاج في يوم عرفة مؤكدا أن حجاج شمال كردفان كانوا في حفظ الله ورعايته لم يفقدوا احدا في هذا الحادث المرعب وذلك بفضل الله وتعاون وخبرات الأمراء الذين عملوا بنظام سد الفرقة.
▪️بشائر النصر:
وأشار جاد السيد لأبتهال الحجاج ودعواتهم للولاية والسودان بالخروج من كبوة الحرب وتحقيق الاستقرار والامن بإنتصارات ساحقة من القوات المسلحة مبينا أن بشريات النصر لاحت بالانتصارات الأخيرة التي حققتها القوات المسلحة والنظامية الأخرى والمستنفرين، وفتح المدارس واستقرارها وعودة التيار الكهربائي، شاكرا جهود اعضاء اللجنة العليا للحج كما شكر بصورة خاصة ادارة الجوازات ووزارة الصحة مشيدا بصبر الحجاج وتحملهم للمشاق والضغط النفسي الذي صاحب اداء الفريضة الخامسة.
▪️المفاجأة..مذكرة:
وفي الجلسة الختامية فاجأ ممثل الوالي رئيس اللجنة العليا للحج الدكتور الامين الشايب الحضور بمذكرة من والي الولاية والتي قال أنها وصلته سرا من أحد حجاج الولاية وكلفه الوالي بأن يقرأها على الحضور قبل الشروع في مخاطبة الجلسة الختامية حيث هنأ الحاج صاحب المذكرة الذي فضل عدم ذكر اسمه الجميع بنجاح موسم الحج للعام الهجري 1445ه مشيدا بجهود وخبرات واخلاص قيادات البعثة واللجنة العليا الذين قال أنهم تفانوا وضحوا من أجل أن يؤدي حجاج الولاية الركن الخامس رغم الحرب ومحاصرة واجتياح المليشيات المتمردة لعدد من مدن الولاية، وطالب صاحب المذكرة بضرورة تكريم قيادات البعثة واعتمادهم كخبراء للمشاركة في كل البعثات القادمة.
▪️عقبات وصعوبات:
وأثني رئيس اللجنة العليا للحج بالولاية على كل الذين ساهموا غي انجاح موسم الحج لهذا العام شاكرا اعضاء اللجنة الذين عملوا في ظروف وصفها بالصعبة كما شكر ادارة الجوازات والمخابرات والبنوك والاوقاف والصحة مشيدا بعزيمة الحجاج واشار شايب لبعض العقبات التي صاحبت اجراءات الحجاج التي تم تجاوزها بتعاون الجهات المسؤولة والتي ذكر منها أن بعض الحجاج ليس لهم جوازات الي جانب صعوبة التحويلات المالية ووعورة الطرق بسبب محاصرة الميليشيات لمدينة الأبيض.
▪️التوصيات:
من اهم التوصيات التي خرجت بها الورشة..زيادة الجرعات الارشادية خاصة للنساء، مراعات اختيار اقمشة الزي خاصة للنساء، كتابة اسم الولاية على الزي بعدة لغات، مراجعة قرار المطوف السعودي، توفير السكن بالقرب من الحرم لتسهيل عملية أداء الصلوات.
