الرؤية نيوز

دعوة بايدن: هل تمثل تحذيراً أخيراً للأطراف المتنازعة في السودان؟

0

في سياق الأزمة المستمرة في السودان، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى سحب قواتهم من مدينة الفاشر وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وكذلك العودة إلى المفاوضات لوقف النزاع.
أجرى راديو دبنقا استفتاءً على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر يوم الأربعاء، بهدف تقييم آراء الجمهور حول دعوة الرئيس الأمريكي.

نتائج الاستفتاء
أظهرت نتائج الاستفتاء على فيسبوك دعمًا كبيرًا لدعوة بايدن، حيث وافق 72% من المشاركين، بينما رفضها 22%، في حين امتنع 6% عن تقديم رأي واضح.
حقق المنشور شهرة واسعة، حيث بلغ عدد مشاهداته 11,147 وحقق 1,106 تفاعلاً، متضمنًا 346 إعجابًا و99 تعليقًا و3 مشاركات.
على منصة إكس (تويتر سابقًا): كانت النتائج مشابهة لتلك التي في فيسبوك، حيث أيد 71.4% من المشاركين الدعوة، بينما عارضها 26.2%، وامتنع 2.4% عن التصويت.
في الجهة المقابلة، كان هناك توافق تام بين المشاركين في منبر الرأي، حيث أبدوا موافقة كاملة بنسبة 100% على الدعوة دون أي معارضة.

التأييد والانسحاب والمفاوضات
في التعليقات على فيسبوك، أكد معظم المشاركين دعمهم لفكرة انسحاب قوات الدعم السريع من الفاشر وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
ومع ذلك، عبّرت نسبة أقل عن قلقها بشأن نوايا التدخل الأمريكي، واعتبرت أن السودان ليس من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
أكد حسن الطيب الطيب أن القوات المسلحة هي الهيئة الوطنية المسؤولة عن الحفاظ على الأمن، ورأى أن انسحاب الدعم السريع من الفاشر يعد خطوة مهمة نحو استقرار الأوضاع وأمان المواطنين.
أعربت ناهد ضرار البشير عن تأييدها للدعوة، مشددة على أهمية انسحاب الدعم السريع ليس فقط من الفاشر، بل أيضًا من مدن أخرى مثل الخرطوم ومدني وسنجة والدندر. في المقابل، أعلنت معلقة باسم ليك علي رفضها، مطالبة بانسحاب الجيش والحركات المسلحة فقط من الفاشر مع الحفاظ على قوات الدعم السريع.

الشكوك حول التدخل الأمريكي:
عبّر بعض المشاركين عن شكوكهم في نوايا واشنطن، مشيرين إلى أن السودان ليس من ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
قال غسان محمد الحسن: “أعتقد أن الولايات المتحدة لا تبدي جدية في إنهاء الحرب، إذ إن السودان ليس ضمن أولويات سياستها الخارجية.”

أهمية المفاوضات:
يتفق الكثير من المحللين على أن الطريق الوحيد لإنهاء النزاع هو الحل السلمي الذي يعتمد على المفاوضات.
يؤكد هؤلاء أن الحل العسكري لن يحقق أي انتصار حقيقي، وأن استمرار الحرب سيؤدي إلى مزيد من المعاناة والخسائر، خاصةً للمدنيين الذين يتحملون العبء الأكبر من النزاع. كما أشار حماد الفاضل قائلاً: “الحل الوحيد هو الحوار، لأن استمرار الحرب لن يسفر عن انتصار عسكري لأي طرف.” وقد اتفق في هذا الرأي.
أكد جمال أحمد الشيخ ودالمك على أهمية إيقاف الحرب والجلوس للتفاوض، مشيرًا إلى أن الحلول العسكرية لا تثمر. وأضاف الزين يوسف أن المواطن البسيط هو الخاسر الوحيد في هذه الأحداث.

حماية المدنيين
شدد مشاركون آخرون في تعليقاتهم على أهمية توفير أماكن آمنة للمدنيين بعيدًا عن مناطق النزاع. وأشار عمار كجبير إلى ضرورة مغادرة المدنيين الذين لا علاقة لهم بالحرب لمدينة الفاشر، وإنشاء مكان خاص لدعمهم. بينما يُفترض أن يستمر الجيش وقوات الدعم السريع في معركتهم حتى يتم هزيمة أحدهما، معتبرًا أن الجيش يقاتل من أجل إعادة الإسلاميين إلى الحكم.

الرسائل الصوتية
في مداخلات صوتية، أعرب بعض المشاركين عن انتقاداتهم للتدخل الأمريكي. أحد المعلقين الذي فضل عدم الكشف عن اسمه اعتبر أن واشنطن تتبع “لعبة القط والفأر” في السودان، مشيرًا إلى أن تدخلها مرتبط بمصالحها التي تهددها روسيا أو الصين وليس بدافع إنساني أو سياسي حقيقي. ووصف بايدن بأنه ضعيف، وأنه لن يتمكن من اتخاذ خطوات فعالة لحل الأزمة. ومع ذلك، عبّر عضو في مجموعة “لا للحرب” عن تفاؤله، معتبرًا دعوة بايدن بمثابة إنذار أخير لطرفي النزاع، حيث رجح أن الولايات المتحدة قد تتخذ إجراءات صارمة إذا لم يتم الالتزام بهذه الدعوة.
وأكد أن الدعوة صدرت مباشرة من الرئيس وليس من خلال مبعوثه الخاص أو وزير خارجيته، مما يمنحها دلالة أكبر وقد تحمل تهديدًا للطرفين في النزاع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!