الرؤية نيوز

محمد عبد الماجد يكتب: عسكرة (المدينة) ومدنية (العسكر)

0

(1)
بعد اتفاقية سلام جوبا – انتقلت الحروب من الغابات إلى المدن – أصبحنا نشاهد الحرب في الخرطوم وفي الأبيض وفي الجنينة وفي عطبرة.
الأمن والاستقرار أصبحا عبارة عن (فاصل) ونواصل في الفوضى والخراب والدمار.
اتفاقية السلام نقلت الحرب التي كانت بين العسكر من الهامش لتصبح بين العسكر والمدنيين في المركز.
عندما نتحدث عن انتقال الفوضى إلى المركز لا نعني بذلك عدم أهمية الهامش أو الاهتمام  به .. ولكن نقصد أن نقول إن أية دولة في العالم إذا حدث لها تصدع في (المركز) فلن تصمد كثيراً.
ما يحدث في المركز الآن يحدث أضعافه في الهامش .. لو كان الهامش الآن يعيش في أمان لرضينا أن ندفع فواتير ذلك من أمننا وسلامنا الاجتماعي.
في ليبيا وفي سوريا والعراق وفي اليمن هناك فوضى عارمة وتفلتات أمنية وضرب نار دائم .. مع ذلك عواصم تلك الدول ومع السيولة الأمنية التي تعاني منها تعيش في أمن واستقرار وهدوء.
العسكر لم يكتفوا بجيوش الحركات والقوات النظامية – أنتجوا لنا قوة عسكرية جديدة باسم (تمازج).
وكأن البلد ينقصها هذا.
في وجود أكثر من (5) جيوش في ولاية الخرطوم – تعيش العاصمة القومية في تفلتات أمنية وتعاني من الفوضى وينتشر فيها النهب والسلب.
هذا فشل يحسب على (العسكر) ويسألون عنه.
(2)
قرأت في صفحة (لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد) على (الفيس بوك) عن أكثر من (20) موقعاً في ولاية الخرطوم تعاني من التفلتات الأمنية والتصدع السلمي.
هل تتخيلون أن مراكز ومواقع في قلب الخرطوم – مثل هذه المواقع للمثال فقط وليس للحصر تقع تحت سيطرة قوات السلب والنهب.
وعلى عينك يا شرطي.
شارع الردمية داخل وخارج من كوبري المنشية.. الجريف شرق حتى قرب أم دوم جنوباً إلى حلة كوكو شمالاً بمحازاة النيل .. تبدأ السرقات فيه منذ الثالثة عصراً.
المنطقة الصناعية أمدرمان.
حي العرب شمال.
الثورات 26 ،27 ، 41، 48، 69، 96 ،42 ،62 وصينية الحلفاية و شارع أربطة وشارع القيامة.
شارع القصر من فندق ريجنسي حتى كلية الطب.
الساحة الخضراء وبالأخص شارع مستشفى الساحة.
شارع النيل أمدرمان.
الفتيحاب الشقلة آخر محطة شارع داخلية الجامع.
ماذا يفعل (العسكر) في الحكومة الانتقالية؟ – لقد احتشد مجلس السيادة بالرتب والقيادات العسكرية أين هم من هذا الذي تعيش فيه العاصمة؟
أين قوات وجيوش الحركات المسلحة؟ .. أم أنهم أضحوا جزءاً أصيلاً من هذه الفوضى؟
كنا نكتب عن الخرطوم ونقول إنها تعيش في ظلام دامس بسبب قطوعات الكهرباء ..الآن نكتشف أن قطوعات الكهرباء مقارنة مع التفلتات الأمنية التي تعاني منها العاصمة القومية (رحمة).
(3)
الأحداث التي شهدتها منطقة سوبا أمس وتبادل إطلاق النيران بين أفراد يتبعون لقوات (تمازج) والقوات المشتركة يمكن أن تتكرر في كل يوم – ويمكن أن تحدث في أية منطقة.
كمية السلاح الموجود في ولاية الخرطوم لا يوجد حتى في أفغانستان.
(طالبان) أحدثوا في العالم الكثير من الخراب والدمار والفوضى .. وجعلوا العالم كله تحت رحمة أسلحتهم… كيف هو الحال في الخرطوم التي يوجد فيها أكثر من (5) جيوش لا يجمع بينهم شيء غير (السلاح).
(5) جيوش جاءت للخرطوم بثقافات مختلفة وتحمل مرارات متعددة ومشكّلة هي من قبائل متناحرة – تقودها قيادات لها مطامع شخصية وسياسية يستغل فيها مثل أولئك الأبرياء الذين يدفعون الثمن دائماً بسبب أطماع قياداتهم.
الآن ما هو الفرق بين الخرطوم وجوبا؟
الخرطوم وكابول؟
العسكر دخلوا في اختصاصات المدنيين وتركوا المهام التي عينوا من أجلها وتدربوا عليها.
لقد تمت عسكرة (المدينة) في الوقت الذي أصبح فيه العسكر (مدنيين) يتدخلون في انتخابات المريخ ويقنعون أحد المرشحين لرئاسة المريخ بالانسحاب من أجل مرشح آخر.
هل هذا هو دور (العسكر)؟
من الطبيعي أن يحدث ذلك إذا كان العسكر يرتبون لما يمكن أن يحدث في الانتخابات القادمة بعد انتهاء أمد الحكومة الانتقالية.
(4)
بغم /
إذا لم تضرب السلطة والشرطة بيد من حديد المتجاوزين للقانون ولم توقف مثل هذه التفلتات ..سوف نتحدث عن (السودان) في القريب العاجل على اعتباره كان (دولة) في التاريخ القريب.
التساهل مع النظام البائد والتسامح مع رموزه.. يدفعهم للمزيد من الفوضى والتفلتات الأمنية.
اضربوا بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا البلد واستقراره.
نريد أن نرى الدولة وهيبتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!