نجوا بأعجوبة!.. 90 سودانيًا يعودون من الموت في لحظة فارقة
متابعة:الرؤية نيوز
في حادثة مروّعة كادت أن تتحول إلى مأساة إنسانية، تمكنت فرق إنقاذ سودانية من إنقاذ 90 شخصًا سودانيًا، بينهم نساء وأطفال، بعد أن تقطعت بهم السبل في عمق الصحراء الواقعة على الحدود بين ليبيا وتشاد، حيث واجهوا خطر الموت عطشًا بعد أن ضلوا طريقهم في ظروف صحراوية قاسية.
تفاصيل الحادثة: العالقون واجهوا الموت المحقق بسبب العطش والتوهان
وبحسب المعلومات الأولية التي تم تداولها، فإن المجموعة كانت في طريقها للعبور عبر الحدود في رحلة شاقة وغير نظامية، لكن المركبة التي كانت تقلهم تعطلت وسط الصحراء القاحلة، في منطقة نائية تخلو من أي مظاهر للحياة.
ولم تكن بحوزتهم كميات كافية من الماء أو الطعام، مما أدى إلى حالة إنذار قصوى بين الناجين، وسط درجات حرارة مرتفعة تصل إلى مستويات قاتلة خلال النهار.
تدخل عاجل من فرق الإنقاذ.. وتحركات تنسيقية مكثفة
تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى الموقع بعد تلقي بلاغات استغاثة عاجلة من أهالي بعض المفقودين، إضافة إلى تقارير واردة من شهود محليين. وجرى التنسيق بين الجهات الأمنية والإنسانية في السودان، وتم إرسال قوة مشتركة مدعومة بسيارات دفع رباعي وطائرات استطلاع.
وبعد جهود استمرت ساعات طويلة، تم تحديد موقع المجموعة وإنقاذ أفرادها جميعًا أحياء، رغم تدهور حالة بعضهم الصحية بسبب العطش والإرهاق الشديد، حيث جرى نقلهم فورًا إلى مراكز طبية لتلقي الإسعافات اللازمة.
شهادات مروعة من الناجين.. “كنا على وشك دفن بعضنا”
روى عدد من الناجين تفاصيل لحظات الرعب في الصحراء، مشيرين إلى أنهم قضوا أكثر من 48 ساعة دون ماء كافٍ، وقال أحدهم: “كنا نظن أن الموت قادم لا محالة، وبدأنا بالفعل نحفر حفرة لدفن أول الضحايا”.
فيما قالت إحدى النساء: “أطفالنا كانوا يصرخون من العطش، ولم نعد نملك أي شيء.. ظننا أن هذه نهايتنا”.
الهجرة غير النظامية مجددًا في دائرة الضوء
الحادثة أعادت من جديد ملف الهجرة غير الشرعية إلى الواجهة، إذ يحاول العديد من السودانيين، تحت ضغط الظروف الاقتصادية والأمنية، عبور الصحراء للوصول إلى دول شمال أفريقيا أو أوروبا، عبر طرق شديدة الخطورة يديرها مهربو البشر.
وحذرت منظمات إنسانية محلية ودولية من تفاقم هذه الظاهرة، مشددة على أن الآلاف من السودانيين، بينهم نساء وأطفال، يخوضون هذه الرحلات المحفوفة بالموت يوميًا، في ظل غياب الرقابة وسيطرة شبكات التهريب.
دعوات لتشديد الرقابة وإنشاء مراكز مراقبة وإنذار مبكر
دعت جهات حقوقية وسلطات محلية إلى تفعيل نظم الإنذار المبكر في المناطق الحدودية، وإنشاء مراكز مراقبة وإنقاذ مزودة بوسائل اتصال واستطلاع، للحد من تكرار مثل هذه الحوادث.
كما طالبت الجهات المعنية بضرورة ملاحقة شبكات التهريب التي تستغل معاناة السودانيين في هذه المناطق، وتوفير بدائل آمنة وقانونية للهجرة أو العمل.