الرؤية نيوز

صرخة استغاثة إلى البرهان.. أين أبناؤنا؟

0 195


في صرخة إنسانية تلامس جراح الحرب وآلام الانتظار، وجّه أهالي الأسرى في السودان نداءً عاجلًا إلى الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني، مطالبين بتدخّله الفوري للكشف عن مصير أبنائهم المختفين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، والتي مرّ عليها أكثر من عامين.

مئات الأسرى في قبضة الدعم السريع
وأفادت تقارير ميدانية أن قوات الدعم السريع تحتجز مئات الأسرى من المدنيين والعسكريين، تم نقلهم إلى مناطق عدة أبرزها مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، وسط تكتم شديد وغموض تام بشأن أعدادهم الحقيقية أو أوضاعهم الصحية والنفسية.

ورغم مضي أكثر من عامين على اندلاع الصراع، لم تصدر أي جهة رسمية أو دولية بيانًا دقيقًا بشأن أعداد الأسرى أو أماكن احتجازهم، وهو ما فاقم من حالة القلق والاضطراب لدى أسر الضحايا.

الألم المستمر بلا إجابة
وفي بيان تلقته (نبض السودان)، قال أهالي الأسرى:
“مضى وقتٌ طويل منذ أن بدأت الحرب، ومنذ ذلك الحين ونحن نعيش في قلق دائم وترقب مؤلم لمعرفة أوضاع أسرانا، دون أي معلومات مؤكدة عن حالتهم الصحية أو ظروف احتجازهم.”

نداء مفتوح لكل من يملك التأثير
وطالب البيان كل من لديه قدرة على الوصول إلى قوات الدعم السريع أو التأثير عليها، بأن يسارع إلى نقل صوت الأسرى وطمأنة ذويهم، والسعي لإتاحة وصول الجهات المختصة لمراكز الاحتجاز، وتقديم الرعاية الصحية والقانونية لهم، تماشيًا مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان.

الأسرى ليسوا رهائن للصراع
وأكد أهالي الأسرى أن قضيتهم إنسانية بالدرجة الأولى، وليست قضية سياسية أو عسكرية. وقالوا:
“أبناؤنا بشر لهم حقوق، ولنا كأسر حقٌ في معرفة أماكن احتجازهم وظروفهم، وتوفير العلاج والرعاية اللازمة لهم، وطمأنة أمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم الذين غلب عليهم الانتظار واعتصرهم الحزن.”

مناشدة إلى البرهان وكل من يملك قرارًا
وجّه البيان نداءه بشكل مباشر إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مطالبًا بتحمّل المسؤولية السياسية والإنسانية، والعمل الجاد على كشف مصير الأسرى، والضغط بكل الوسائل لإطلاق سراحهم أو على الأقل معرفة أماكن تواجدهم، إنقاذًا للأمل الذي بدأ يتآكل في نفوس ذويهم.

ملف مهمل في قلب المعركة
وصف مراقبون ملف الأسرى في السودان بأنه أحد أكثر الملفات إهمالًا في هذه الحرب الطويلة، رغم أنه في معظم النزاعات المسلحة حول العالم، تكون قضية الأسرى من أولى البنود التي يتم التعامل معها عبر منظمات إنسانية دولية مثل الصليب الأحمر.

لكن في الحرب السودانية، لم تُجرِ الأطراف أي عملية تبادل أسرى رسمية، ولم تُنشر بيانات دقيقة بشأن الحصر أو أماكن الاعتقال، على الرغم من توقيع أكثر من هدنة خلال الأشهر الأولى من الحرب.

غياب التنسيق رغم توقيع الهدن
ووفقًا لمصادر حقوقية، فإن معظم الأسرى تم اختطافهم من منازلهم أو أُسروا في مقار عملهم خلال الساعات الأولى لاشتعال الحرب، لكن غياب آلية تنسيق واضحة بين الجيش السوداني والدعم السريع، وغياب دور فعال للأمم المتحدة، تسبب في استمرار هذه المأساة بصمت قاتل.

نبض السودان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.