واشنطن تشكر مصر..تحرك دبلوماسي مُكثف بشأن السودان
متابعة:الرؤية نيوز
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عن لقائه مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في لقاء وصفه بـ”المثمر”، تناول أبرز ملفات السلام والأمن الإقليميين، وعلى رأسها جهود مصر في الوساطة بقطاع غزة، ودورها الداعم لإنهاء النزاع في السودان.
وجاءت التصريحات عبر الصفحة الرسمية للسفارة الأمريكية لدى السودان، في إطار تأكيد علني على التنسيق المتزايد بين واشنطن والقاهرة في ملفات الشرق الأوسط والقرن الإفريقي.
إشادة أمريكية بالدور المصري في غزة
روبيو ثمّن بشدة الدور المصري المحوري في تهدئة الأوضاع بقطاع غزة، مؤكداً أن مصر تواصل القيام بمساعٍ دبلوماسية فعالة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وهو ما أسهم في تخفيف التصعيد، وإنقاذ أرواح المدنيين، ودفع عجلة المفاوضات غير المباشرة.
كما أشار إلى أن الإدارة الأمريكية ترى في القاهرة شريكاً أساسياً في استقرار المنطقة، لما تتمتع به من نفوذ سياسي وخبرة في التعامل مع الأطراف المعقدة.
السودان في صدارة المباحثات
فيما يتعلق بالسودان، أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن تقديره للجهود المصرية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السودانية، ودعمها لمسارات وقف إطلاق النار والمفاوضات بين الأطراف المتحاربة، مؤكداً أن القاهرة كانت من أوائل الدول التي بادرت إلى استضافة لقاءات تمهيدية ومحاولة توحيد الجهود الدولية.
وأضاف أن مصر، بحكم جغرافيتها وتأثيرها التاريخي، تمثل صوتاً مؤثراً في دفع أطراف النزاع السوداني نحو الحلول السلمية، لا سيما في ظل تعثر عدد من المبادرات الدولية والإقليمية الأخرى.
تنسيق سياسي ودبلوماسي يتصاعد
اللقاء بين روبيو وعبد العاطي يعكس مرحلة جديدة من تعزيز التعاون السياسي بين واشنطن والقاهرة، في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات متلاحقة، بدءاً من الحرب في غزة، ومروراً بالتوترات في البحر الأحمر، ووصولاً إلى النزاعات الداخلية في السودان وإثيوبيا.
ويبدو أن واشنطن تراهن على مصر كعنصر توازن في الإقليم، خاصة في ظل تراجع دور بعض القوى التقليدية في المنطقة، والتغيرات في المشهد الجيوسياسي العالمي.
قراءة تحليلية: مصر في موقع القيادة الدبلوماسية
من الواضح أن مصر استطاعت خلال الأشهر الأخيرة أن تعيد تموضعها كفاعل دبلوماسي رئيسي في ملفات المنطقة، مدعومة بشبكة علاقاتها التاريخية، وقدرتها على الوصول إلى الأطراف المتنازعة، ومكانتها الدولية.
وتحظى القاهرة حالياً بدعم غربي ملحوظ لمبادراتها، وسط غياب حلول عملية من بعض المنصات الأخرى، مثل “إيغاد” أو الاتحاد الإفريقي، مما يمنحها فرصة استراتيجية لإعادة صياغة التوازنات الإقليمية.