الرؤية نيوز

محمد أبوزيد كروم: عندما يتطاول مناوي على الدولة وعلى الجميع!!

0 30

متابعة:الرؤية نيوز
إذا أردت أن تعرف كيف ضعفت وهزلت الدولة السودانية ومؤسساتها، فانظر فقط إلى مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، وهو يتمادى في الإساءة إلى الجميع. وإذا سألت نفسك: لماذا يفعل مناوي ذلك؟ فستكون الإجابة أنه لم يجد من يردعه أو يضعه عند حده، فتمادى في غيّه، لأنه لا يرى أمامه من يستحق الاحترام. ويا للأسف على دولةٍ أصبحت مقهورة، كسيحة، يستخف بها من يسوى ومن لا يسوى في هذا العهد.
مناوي، الذي اختار الحياد لما يقارب العام، بينما الدولة تواجه أخطر تحدٍ وجودي في تاريخها على يد مليشيا الدعم السريع ومن يقف خلفها، لم يُحرّكه عبث الجنجويد في دارفور، ولا جريمة قتل والي غرب دارفور، خميس أبكر، والتمثيل بجثته. وظلّ صامتًا حتى فرّ إلى بورتسودان، ثم أعلن قتاله مع الجيش بعد مرور عام على اندلاع الحرب. فمن هو مناوي حتى يتطاول اليوم على السودانيين بهذا الشكل لولا هوان الدولة ؟!
مناوي، الذي لا يحترم أحدًا، واصل استفزازه للدولة، فرفض حل الحكومة، ورفض تشكيل حكومة الدكتور كامل إدريس كما كان متفقاً عليه ، وانتزع ما أراد من مناصب وسلطة بالضغط والابتزاز، وهاجم الدولة علنًا، وفرض وزيرًا عليه ملاحظات أمنية معروفة. كما حاول منع خروج قواته من الخرطوم بعد قرار الجيش، ثم بلع تهديده بعد أن أخرج الجيش القوات جميعها وغادرت العاصمة، واظنه لم يحتمل هذا!
لم يكتف مناوي بذلك، بل واصل إطلاق التصريحات المستفزة، واتهم الدولة بالاكتفاء بتحرير الخرطوم والوسط فقط، وأن لا أحد حريص على القتال في دارفور، ولم يحترم الجيش وهو الجيش الذي يقاتل ببسالة في الفرقة السادسة ويؤمّن الفاشر رغم الظروف الصعبة وغياب الدعم اللوجستي الكافي في ظروف معقدة جداً.
وفي الوقت الذي يجلس فيه مناوي في بورتسودان، مستمتعًا بالمكيفات والكهرباء، في المدينة المظلمة في عز الصيف، كان أبطال الجيش وجهاز المخابرات وقوات درع السودان يقدمون أرواحهم في معارك أم صميمة وأم سيالة بكردفان، في طريقهم لتحرير دارفور. ومناوي لا يكتفي بالصراخ، بل زاد على ذلك بالهجوم على أهل الشمال “الحيطة القصيرة”، في نظر مناوي وكثيرون من أمثاله للوصول للمكاسب والسلطة،
في آخر تصريحاته، قال مناوي إن أهل الشمال والوسط النيلي “استفادوا من الظروف و النيل، وتعلموا ودخلوا الكليات العسكرية، وتمتعوا بالامتيازات”! وكأنّه يعترض حتى على النيل الذي رزق الله به أهل الشمال! فسبحان الله، فجريمة أهل الشمال في نظر مناوي أن لهم نيل، وأنهم تعلموا!!
يا مناوي، أهل الشمال والوسط الآن يقاتلون بالآلاف، متطوعين مع الجيش دون مقابل، وارجع إلى معارك كردفان الأخيرة، وأنظر إلى أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين، ومن هم في الصفوف الأمامية. وهؤلاء هم من حرروا الخرطوم ومدني وسنجة مع الجيش ، حتى فرّ التمرد إلى تخوم كردفان ودارفور. أما “القوات المشتركة”، فلن نقول فيها كلمة فقد أدت دورها، وقاتلت مع الجيش كما ينبغي، وهذا واجبها الوطني.
لكن ما يفعله مناوي الآن يهدد بخلق فتنة لا تُحمد عقباها، ويبدد الجهود العسكرية في كردفان ودارفور ويفشل الخطط ، ويشوّش على خطط الجيش في إدارة المعركة المعقدة. فإلى متى ستصمت الدولة على مناوي ؟! ألم تتعظ بعد من تجربة حميدتي وأخيه عبد الرحيم؟
على القيادة أن تقوم بواجبها، وأن تترك التراخي والتبلّد، فخلفها ملايين الشباب المستعدين للدفاع عن الوطن دون انتظار مناصب أو وزارات. وعلى مناوي أن يعود إلى رشده، أو يتحمّل تبعات أفعاله. فقد ولى زمن الابتزاز، وولى زمن التلاعب بخطاب “الهامش والمركز”، هذا الخطاب الذي استغله مناوي ومن معه ليحكموا بلا أي معايير أخرى ، ثم لا يصمتون ولا يحمدون الله، بل يسيئوا للآخرين دون سبب.
إن مستقبل الحكم في السودان بعد هذه الحرب سيكون فقط عبر جيش وطني موحد، دون أي قوة خارجه إلا قوة متمردة يقاتلها الجيش، وعبر صندوق الانتخابات، لا عبر السلاح. فإما أن يكون السلاح بيد الجيش وحده، أو بيد الجميع، فهل علم مناوي..

محمد أبوزيد كروم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.