تطورات في الافراج عن اللواء البراء
في تطور مثير للجدل، أفاد القيادي في تشكيل “البراء بن مالك”، مهند إبراهيم، عبر صفحته على موقع فيسبوك، أن قائد الفيلق المصباح أبو زيد طلحة تم اقتياده من المستشفى إلى جهة غير معلومة، وذلك بعد شطب البلاغات الموجهة ضده. هذه الخطوة جاءت بعد إعلان المصباح، في بيان صدر بتاريخ الأحد 10 أغسطس 2025، أن السلطات المصرية أفرجت عنه عقب فترة اعتقال قصيرة وصفها بأنها إجراء روتيني تتخذه أي دولة للتحقق من بعض الوقائع، متهمًا جهات وصفها بـ”أعداء السودان” بالوقوف وراء البلاغات التي أدت إلى توقيفه.
وفي سياق متصل، قال عضو تشكيل “البراء بن مالك”، أويس غانم، إن الخلافات بين أجهزة الأمن المصرية عطلت الإفراج النهائي عن المصباح، مشيرًا إلى انقطاع الاتصالات معه خلال الساعات الأخيرة. وأضاف أن قوات الدعم السريع بدأت في بيع العمارات والمنازل بالعاصمة الخرطوم، مطالبًا والي الخرطوم بإصدار مرسوم عاجل يوقف بيع العقارات التابعة لقوات حميدتي، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا لحقوق الشهداء وتفريطًا في دمائهم.
وفي خطاب ألقاه أمام مجموعة الإسناد المدني في الخرطوم يوم الاثنين 11 أغسطس، أكد أويس أن المصباح كان على تواصل مستمر مع قيادات القوات المسلحة للاطمئنان على صحته وأسرته، مشيرًا إلى أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء كامل إدريس يتحملان مسؤولية أي تطورات تمس المصباح. وأوضح أن الاتصالات معه كانت قائمة حتى صباح الاثنين قبل أن تنقطع بشكل مفاجئ.
غانم وصف المصباح بأنه من أكثر أعضاء تشكيل “البراء بن مالك” اتزانًا، مشيرًا إلى دوره البارز منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، حيث كان من أوائل من خرجوا لدعوة المواطنين لإنقاذ المستشفيات، كما شارك في معارك متعددة في كردفان ودارفور وتلودي. وأضاف أن الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع فرض على عناصر التشكيل تلبية نداء الجهاد، معتبرًا أن القتال أصبح فرض عين على كل من يستطيع حمل السلاح، طالما أن رئيس مجلس السيادة دعا إلى ذلك.
وأشار إلى أن تشكيل “البراء بن مالك” منقسم حاليًا إلى مجموعتين، الأولى تمثل الإسناد المدني في الخرطوم، والثانية تتواجد في كردفان وتستعد للتوغل نحو دارفور لملاحقة قوات الدعم السريع. وطالب أويس بتحقيق العدالة لجميع السودانيين، مؤكدًا أن مطلبهم الأساسي هو الحرية والسلام والعدالة بشكل ملموس، منتقدًا ما وصفه بممارسات بيع ممتلكات الدعم السريع في ولاية الخرطوم بشكل علني.
كما شدد على ضرورة تدخل والي الخرطوم لوقف هذه العمليات، محذرًا من أن استمرارها يمثل إهانة لتضحيات الشهداء. وأشار إلى أن الوضع الأمني في الخرطوم غير مستقر، مؤكدًا أن انتشار هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن في السابق كان يردع مظاهر السرقة والنهب، وهو ما لم يعد قائمًا في ظل الظروف الحالية.
المصباح أبو زيد، الذي يُعد من أبرز قادة الميليشيات العسكرية المتحالفة مع الجيش السوداني منذ اندلاع الحرب، يقود تشكيل “البراء بن مالك”، الذي يعتبره مراقبون امتدادًا عسكريًا للحركة الإسلامية في السودان، وواجهة تنظيمية لتنظيم الإخوان المسلمين في المشهد العسكري. وقد وُجهت إلى هذا التشكيل اتهامات بلعب دور محوري في تأجيج الصراع المسلح، من خلال دعم العمليات العسكرية التي نفذها الجيش ضد قوات الدعم السريع، وسط تقارير عن تورط عناصره في عمليات تعبئة أيديولوجية وتجنيد على أساس ديني.
وكانت السلطات الأمنية المصرية قد اعتقلت المصباح في الخامس من أغسطس الجاري من مقر إقامته المؤقت بمدينة الإسكندرية، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السودانية، خاصة في ظل علاقاته الوثيقة بقيادات المجلس السيادي. وفي بيانه، توجه المصباح بالشكر إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان على متابعته الشخصية لقضيته، كما شكر الفريق أول ياسر العطا، والفريق أول ميرغني إدريس، والفريق صبير مدير هيئة الاستخبارات، إلى جانب عدد من قيادات جهاز المخابرات العامة الذين أبدوا اهتمامًا بالغًا بوضعه الصحي والإنساني.