الرؤية نيوز

حصار الفاشر يدخل يومه الـ500: أطفال المدينة يواجهون المجاعة والمرض وسط غياب المساعدات

0 19

متابعة:الرؤية نيوز
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة تحذيراً شديد اللهجة بشأن الوضع الإنساني المتدهور في مدينة الفاشر بشمال دارفور، التي تعيش تحت حصار مطبق منذ أكثر من خمسمئة يوم، مؤكدة أن الأطفال هناك يواجهون ظروفاً كارثية تتسم بالجوع والمرض والعنف، وسط غياب شبه كامل للخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية. وفي بيان صدر الخميس، وصفت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، ما يجري في الفاشر بأنه مأساة إنسانية صادمة، مشيرة إلى أن عشرات الآلاف من الأطفال يتعرضون للجوع الحاد، في ظل منع دخول الغذاء والدواء منذ أكثر من ستة عشر شهراً، في انتهاك واضح لحقوقهم الأساسية.
ووفقاً لتقديرات المنظمة، فقد نزح ما لا يقل عن ستمئة ألف شخص من المدينة والمخيمات المحيطة بها خلال الأشهر الماضية، نصفهم من الأطفال، بينما لا يزال نحو مئتين وستين ألف مدني، بينهم مئة وثلاثون ألف طفل، محاصرين داخل الفاشر في ظروف توصف باليائسة. ومنذ أبريل 2024، وثّقت تقارير الأمم المتحدة أكثر من ألف ومئة انتهاك جسيم بحق الأطفال في المدينة، شملت مقتل وإصابة أكثر من ألف طفل، إلى جانب حالات اغتصـ ـاب واختطاف وتجنيد قسري من قبل جماعات مسلحة. كما أوردت تقارير حديثة مقتل سبعة أطفال في هجوم استهدف مخيم أبو شوك للنازحين الواقع على أطراف المدينة.
الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع أدى إلى قطع كامل لخطوط الإمداد، ما أجبر المستشفيات والفرق الطبية على تعليق خدماتها بعد نفاد الأدوية وأغذية الأطفال العلاجية، تاركاً نحو ستة آلاف طفل يعانون من سوء تغذية حاد دون أي إمكانية للعلاج. كما تعرضت المرافق الصحية والتعليمية لهجمات متكررة، طالت خمسة وثلاثين مستشفى وست مدارس، من بينها المستشفى السعودي التعليمي للولادة والأطفال، الذي تعرض للقصف أكثر من عشر مرات.
وتشير بيانات اليونيسف إلى أن معدلات سوء التغذية في المدينة تتفاقم بوتيرة غير مسبوقة، حيث تم علاج أكثر من عشرة آلاف طفل منذ بداية عام 2025، وهو ضعف العدد المسجل في العام السابق، بينما سجلت بلدة ميليت القريبة معدل سوء تغذية بلغ 34.2 في المئة بين النازحين. وتضاعفت الأزمة مع تفشي وباء الكوليرا، الذي يُعد الأسوأ في السودان منذ عقود، إذ تم تسجيل أكثر من ستة وتسعين ألف حالة مشتبه بها منذ يوليو 2024، بينها ألفين وأربعمئة وفاة على مستوى البلاد، منها خمسة آلاف إصابة و98 وفاة في دارفور وحدها.
ويواجه الأطفال المنهكون من الجوع في مخيمات طويلة وزمزم وفي مدينة الفاشر نفسها خطراً متزايداً من الأمراض المنقولة عبر المياه، في ظل غياب أي تدخلات صحية فعالة. وجددت اليونيسف دعوتها للحكومة السودانية وكافة الأطراف المعنية إلى ضرورة تمكين الوصول الإنساني الفوري والآمن، وإقرار هدنة إنسانية مستدامة تسمح بإدخال الغذاء والدواء والمياه النظيفة، إلى جانب حماية المدنيين والمرافق الحيوية وفقاً لما تنص عليه القوانين الدولية.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، تحولت دارفور إلى واحدة من أكثر الجبهات دموية، فيما تواجه مدينة الفاشر وضعاً بالغ التعقيد باعتبارها آخر عاصمة ولائية لا تزال تحت سيطرة الجيش، وسط حصار خانق من قوات الدعم السريع، ما فاقم من معاناة مئات الآلاف من المدنيين العالقين داخل المدينة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.