الجيش السوداني يعقد أول اجتماع لهيئة القيادة منذ اندلاع النزاع
في تطور هو الأول من نوعه منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان، ترأس الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، اجتماعاً موسعاً لهيئة قيادة الجيش بكامل عضويتها، وذلك بعد سلسلة من التعديلات الهيكلية التي أجراها الأسبوع الماضي وشملت تغييرات واسعة في المناصب القيادية داخل المؤسسة العسكرية.
وبحسب ما أفاد به إعلام مجلس السيادة الانتقالي يوم الأربعاء الموافق 27 أغسطس 2025، فإن هذا الاجتماع يُعد الأول من نوعه منذ اندلاع المواجهات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، حيث ناقش المجتمعون عدداً من الملفات المرتبطة بالأداء العسكري والعمليات الجارية في مختلف مناطق البلاد، وسط ترجيحات من محللين عسكريين بأن الاجتماع تناول بشكل خاص الوضع الأمني في مدينة الفاشر والعمليات العسكرية في إقليم كردفان.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب، التي أعادت رسم خارطة السيطرة العسكرية داخل البلاد، مع انتقال مركز القتال إلى إقليم دارفور، في الوقت الذي عزز فيه الجيش من وجوده في العاصمة الخرطوم. هذا التقدم الميداني دفع الحكومة الانتقالية بقيادة كامل إدريس إلى محاولة إعادة الخدمات الأساسية، بالتزامن مع عودة ما يقارب مليون مواطن إلى منازلهم، وفقاً لتقديرات منظمة الهجرة الدولية، غير أن ضعف التمويل وغياب الخطط الحكومية الواضحة لا يزالان يشكلان عائقاً أمام جهود إعادة الإعمار.
في المقابل، تتفاقم الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تشهد اشتباكات مستمرة، لا سيما في دارفور وكردفان، وهما منطقتان تعادلان في مساحتهما بلدين داخل الاتحاد الأوروبي. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن نحو خمسة ملايين شخص في هذين الإقليمين لا يحصلون على الغذاء بشكل منتظم، في ظل غياب الممرات الآمنة لنقل المساعدات الإنسانية، ما يدفع السكان إلى النزوح باستخدام وسائل بدائية مثل الدواب وعربات الكارو والشاحنات، باتجاه دول الجوار وعلى رأسها تشاد وجنوب السودان.
وكان البرهان قد أجرى الأسبوع الماضي تعديلات واسعة داخل هيئة أركان القوات المسلحة، شملت إعفاءات وترقيات وتعيينات جديدة، اعتُبرت الأوسع منذ بدء الحرب. وشملت القرارات الإبقاء على الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين الحسن رئيساً لهيئة الأركان لدورة جديدة، وهو المنصب الذي يشغله منذ عام 2019، إلى جانب تعيين الفريق الركن مجدي إبراهيم عثمان خليل نائباً لرئيس هيئة الأركان للإمداد، والفريق مهندس د. ركن خالد عابدين محمد أحمد الشامي نائباً لرئيس هيئة الأركان للتدريب، والفريق الركن عبد الخير عبد الله ناصر درجام نائباً لرئيس هيئة الأركان للإدارة.
كما تم تعيين الفريق الركن محمد علي أحمد صبير رئيساً لهيئة الاستخبارات العسكرية، والفريق الركن مالك الطيب خوجلي النيل نائباً لرئيس هيئة الأركان للعمليات، فيما تولى اللواء معتصم عباس التوم أحمد منصب المفتش العام للقوات المسلحة بعد ترقيته إلى رتبة فريق، خلفاً للفريق مبارك كوتي كمتور الذي أُسر في اليوم الأول للحرب على يد قوات الدعم السريع.
وعلى مستوى الوحدات العسكرية، شملت التعيينات الجديدة الفريق طيار علي عجبنا حمودة محمد قائداً للقوات الجوية، والفريق طبيب زكريا إبراهيم محمد أحمد مديراً للإدارة العامة للخدمات الطبية، واللواء مهندس عمر سر الختم حسن نصر قائداً لقوات الدفاع الجوي، في إطار إعادة هيكلة شاملة تهدف إلى تعزيز كفاءة المؤسسة العسكرية في ظل التحديات الميدانية المتواصلة.