عقار: السودان يقترب من نهاية الحرب ولن تنتهي بالتفاوض
في تصريح سياسي بارز أدلى به نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار آير يوم الأربعاء، أكد أن السودان يقترب من إنهاء الحرب التي اندلعت في البلاد، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة جديدة نحو التنمية وإعادة تأسيس الدولة السودانية على أسس وطنية متينة. وشدد عقار على أن إنهاء النزاع سيتم بالأسلوب ذاته الذي بدأ به، مؤكداً قدرة الحكومة على حسم المعركة وإنهاء حالة الاحتراب التي أرهقت البلاد.
وفي سياق حديثه، وجّه عقار انتقادات حادة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، مؤكداً أن إنهاء الحرب لن يتم عبر طاولة المفاوضات، لأن الشعب السوداني يرفض استمرار وجود هذه القوات التي وصفها بأنها كانت سبباً مباشراً في تدمير البنية التحتية والمؤسسات العامة، وألحقت أضراراً جسيمة بالمدنيين في مختلف أنحاء البلاد. وأوضح أن موقف الحكومة السودانية يتماشى مع إرادة الشعب، التي ترفض أي مساومة أو تسوية سياسية مع قوات الدعم السريع، مشيراً إلى أن هذه القوات لم يعد لها مكان في الحياة السياسية أو التنفيذية، وأن هذا القرار يعكس تطلعات السودانيين نحو بناء دولة خالية من المليشيات.
جاءت تصريحات عقار خلال لقاء جمعه بعدد من القيادات السياسية والدينية في مدينة كوستي، عاصمة ولاية النيل الأبيض، حيث تناول في حديثه الأوضاع الراهنة في البلاد، مؤكداً أن الحرب تجاوزت كل المعايير المتعارف عليها في قواعد الاشتباك، وأن ما ارتكبته قوات الدعم السريع من انتهاكات وأعمال تخريبية لا يمكن القبول بها أو التغاضي عنها.
وفي إطار حديثه عن المرحلة المقبلة، أشار عقار إلى أن الحكومة السودانية تسعى إلى إعادة بناء الإنسان السوداني وترسيخ مفاهيم القومية والوطنية، مؤكداً أن التنمية المتوازنة تمثل السبيل الوحيد لوقف الحروب وتحقيق الاستقرار. وكشف عن تشكيل لجنة عليا مختصة بإعادة إعمار وتنمية البلاد، موضحاً أن عودة المواطنين إلى مناطقهم تتطلب أولاً توفير الأمن والخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه، مشيراً إلى أن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة لضمان توفر هذه الخدمات في جميع الولايات.
كما أكد أن تحقيق الاستقرار لن يكون ممكناً دون إجراء مصالحات وطنية شاملة، تقوم على مبدأ التراضي بين مكونات المجتمع السوداني، إلى جانب ضرورة جمع السلاح المنتشر خارج إطار الدولة، ومكافحة الخطاب العنصري والقبلي الذي ساهم في تأجيج الصراعات الداخلية.
وخلال زيارته إلى ولاية النيل الأبيض، قام نائب رئيس مجلس السيادة بجولة ميدانية شملت عدداً من مشروعات التنمية والخدمات في مناطق متفرقة من الولاية، حيث اطلع على سير العمل في تلك المشاريع، في إطار جهود الحكومة لتعزيز التنمية المحلية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.