تحركات إسلامية في السودان لإعفاء كامل إدريس من منصبه والبديل معلن
متابعة:الرؤية نيوز
أفاد مصدر سياسي مطلع في تصريحات خاصة لجريدة “إدراك” أن قيادات بارزة في التيار الإسلامي بدأت تحركات منظمة تهدف إلى إقصاء رئيس الوزراء كامل إدريس من منصبه، في خطوة تعكس تصاعد التوترات داخل المشهد السياسي السوداني. وأوضح المصدر أن هذه التحركات تأتي في وقت حساس، حيث يسعى الإسلاميون إلى تعزيز نفوذهم بعد أن تمكنوا من إحكام قبضتهم الأمنية والعسكرية على مفاصل الدولة خلال الأشهر الماضية. ويشير مراقبون إلى أن هذه التطورات قد تعيد رسم ملامح السلطة التنفيذية في البلاد، وسط حالة من الغموض بشأن مستقبل الحكومة القائمة في بورتسودان.
قيادات بارزة
وبحسب ما كشفه مصدر من قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية – فإن أبرز الشخصيات الإسلامية التي تقود هذه المساعي لإبعاد إدريس تشمل علي كرتي، ومدير جهاز الأمن الأسبق صلاح عبدالله قوش، إلى جانب أسامة عبدالله. وتؤكد هذه الأسماء ثقل التحالف الذي يقف وراء التحركات، بالنظر إلى مواقعهم السابقة في أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية. ويشير المصدر إلى أن هذه القيادات ترى في استمرار إدريس عقبة أمام إعادة ترتيب السلطة بما يتماشى مع مصالحها السياسية والتنظيمية. وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الجدل حول دور الإسلاميين في المرحلة الانتقالية وتنامي نفوذهم داخل مؤسسات الحكم.
خلفيات السيطرة
المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته أكد أن هذه الخطوة تأتي بعد أن تمكن الإسلاميون من استعادة مواقع مؤثرة داخل الدولة، حيث أحكموا قبضتهم على الأجهزة الأمنية والعسكرية، ما منحهم القدرة على التأثير المباشر في القرارات السياسية. ويضيف أن هذا التمكين أوجد بيئة مواتية للتحرك نحو إزاحة إدريس من المشهد التنفيذي، باعتباره شخصية لا تنسجم مع خططهم لإعادة صياغة موازين السلطة. ويشير مراقبون إلى أن هذه السيطرة الأمنية والعسكرية قد تمنح الإسلاميين اليد العليا في فرض بدائلهم السياسية، بما في ذلك اختيار رئيس وزراء جديد يتماشى مع توجهاتهم.
بديل محتمل
ولفت المصدر إلى أن الدبلوماسي الإسلامي دفع الله الحاج علي عثمان بات الأقرب لتولي منصب رئيس الوزراء خلفاً لكامل إدريس في حكومة بورتسودان. ويُنظر إلى الحاج علي باعتباره شخصية ذات خبرة واسعة في العمل الدبلوماسي والسياسي، ما يجعله خياراً مطروحاً بقوة في هذه المرحلة. ويؤكد المصدر أن اسمه يتم تداوله داخل الدوائر الإسلامية باعتباره المرشح الأوفر حظاً لقيادة الحكومة المقبلة، في حال نجحت التحركات الجارية في إقصاء إدريس. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التكهنات بشأن طبيعة التغييرات المرتقبة في هرم السلطة التنفيذية.
سيرة دبلوماسية
يُذكر أن دفع الله الحاج علي شغل مناصب دبلوماسية رفيعة، حيث عمل سفيراً للسودان في عدة دول من بينها فرنسا وباكستان والسعودية، كما مثّل البلاد في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي. وفي أبريل 2025، تم تعيينه وزيراً لشؤون مجلس الوزراء، إلى جانب تكليفه بمهام رئيس الوزراء، ما عزز حضوره في المشهد السياسي السوداني. وتُبرز هذه السيرة الطويلة خبرته في العمل الخارجي والداخلي على حد سواء، وهو ما يجعله مرشحاً بارزاً لتولي منصب رئاسة الوزراء في حال مضت التحركات السياسية الحالية نحو إقصاء كامل إدريس. وتؤكد هذه الخلفية أن المرحلة المقبلة قد تشهد إعادة تشكيل واسعة في تركيبة السلطة التنفيذية.