السيناريوهات المتوقعة من إجتماعات واشنطن..هل ستقبل الحكومة بهدنة إنسانية؟
متابعة:الرؤية نيوز
كتب مكاوي الملك.. اطمئنوا.. السودان تجاوز أخطر مرحلة الحمدلله قائلا.. ابشروا السودان بشعبه وجيشه في الأرض ملايين الصامدين في الارض والالاف القوات في الميدان.. والسودان.
وقع شراكات استراتيجية حقيقية مع قوى كبرى وإقليمية بمليارات الدولارات ، قد تجاوز أخطر منعطف للمعركة..ما يجري في واشنطن ليس تفاوضاً… بل بداية النهاية لمشروع المليشيا
مقدمة:
كل كلمة في هذا التحليل احفظوا وبيننا الايام وكل معلومة موثقة من مصادر عالمية موثوقة (Le Monde، AFP، The New Arab، Getty، العربي الجديد وغيرها). هذا المقال ليس مجرد رأي..بل خلاصة متابعة دقيقة للأحداث ، وتحليل شامل للسياسات الأمريكية والإماراتية والإقليمية تجاه السودان..مدعومة بأدلة ميدانية وتقارير غربية رصينة
في الأيام القليلة الماضية وحتى اليوم استخدمت الإمارات ومليشياتها آخر أوراقها الميدانية والسياسية: إدخال مسيّرات ومنصّات متطورة للميدان ..ضرب مدن ومنشآت سودانية بالمسيرات..ومحاولة لضغط الحكومة وخلق ضجيج إعلامي بالتوازي مع دفع مليشياتها إلى واشنطن تحت لافتة “محادثات إنسانية”.
لكن خلف الضجيج الإعلامي..هناك مشهد أعمق وأخطر يتكوّن: صراع على شكل السودان الجديد وموقعه في معادلة الإقليم
المشهد العام
الولايات المتحدة ومعها ما يُعرف بـ«الرباعية» (واشنطن — الرياض — القاهرة — أبوظبي) تسعى لعقد جولة جديدة من المباحثات تحت شعار «هدنة إنسانية لثلاثة أشهر»لكن خلف هذا الشعار مناورة واضحة: واشنطن تحاول إعادة إنتاج سيناريو جدة الفاشل عبر لقاءات غير مباشرة تتيح لها الادعاء بأنها «تدير المسار الإنساني» بينما تغطي فشلها السياسي والعسكري.
التقارير الغربية نفسها اليوم تكشف أن مباحثات واشنطن تُدار في كثير من جوانبها دون إشراف رسمي وأن الرباعية تمارس ضغوطاً لتمرير هدنة شاملة..لكن واشنطن نسيت أمراً بسيطاً: السودان تغيّر — وميزان القوى الميداني والسياسي انقلب لصالح الدولة
الدور الإماراتي في الميدان
التحقيقات الغربية الأخيرة بتاريخ اليوم (من Le Monde الفرنسية) كشفت بوضوح أن الطائرات المسيّرة التي استهدفت الخرطوم خلال الأيام الماضية انطلقت من مطار نيالا الذي تحوّل إلى قاعدة للمليشيا بدعم إماراتي مباشر..وأن ميناء بوصاصو في الصومال أصبح المحطة اللوجستية الرئيسية لشحن السلاح للمليشيا.
بل وذكرت التقارير أن رحلات الشحن العسكرية من طراز Ilyushin Il-76 تصل بانتظام من أبوظبي إلى بوصاصو ثم إلى دارفور — في انتهاك صريح لحظر السلاح المفروض على السودان منذ عام 2004
هذه الحقائق لم تعد سراً..وأصبح الجميع — من باريس إلى واشنطن — يعلم أن الإمارات الممول الأول للحرب ضد الشعب السوداني..بينما تحاول التغطية على ذلك عبر “مسار إنساني” زائف
السؤال الاهم هل ستقبل الحكومة بهدنة إنسانية؟؟
نعم من المتوقع ان تقبل منا اشرنا سابقا في عدة منشورات لكن الهدنة الانسانية ستكون وفق شروطها الوطنية فقط
وثانياً الهدنة التي قد تُقبل ستكون محدودة ومقنّنة لإدخال المساعدات للمدن المحاصرة عبر مؤسسات الدولة وبإشرافها الكامل — لا عبر وسطاء أجانب أو ممرات تمنح المليشيا فرصة لإعادة التموضع أو التسلح فأي هدنة بلا ضوابط تعني عملياً إنقاذ المليشيا من السقوط في النهود والفاشر..وهو ما لن تسمح به القيادة السودانية
السيناريوهات المحتملة:
السيناريو الأول (الراجح):
هدنة إنسانية قصيرة الأمد تُدار بالكامل من الحكومة لإظهار المرونة أمام الضغط الدولي..مع استمرار العمليات العسكرية في المحاور الرئيسية
هذا السيناريو يمنح الدولة مكاسب سياسية دون أن يعرقل الحسم العسكري
السيناريو الثاني:
فشل المباحثات نتيجة إصرار واشنطن على إشراك المليشيا كطرف سياسي..وهو ما سترفضه القيادة السودانية بشكل قاطع
في هذه الحالة..سترد الدولة بتصعيد ميداني واسع لإرسال رسالة واضحة: الحسم من الميدان لا من الفنادق
السيناريو الثالث (المناورة الأمريكية):
أن تحاول واشنطن تمرير “وقف شامل لإطلاق النار” تحت غطاء إنساني..لتجميد المعركة لصالح المليشيا
لكن هذه الخطة مكشوفة تماماً..والدولة لن تنخدع بها
الخلاصة :
النفي الرسمي لأي “مفاوضات سياسية” مقصود ومدروس
هو ليس تراجعاً بل جزء من تكتيك سيادي ذكي يهدف إلى:
طمأنة الداخل بعدم وجود أي تنازل أو شرعية للمليشيا
وإرسال رسالة للخارج بأن السودان مستعد للتعاون الإنساني دون خضوع سياسي
السودان اليوم لا يُفاوض من موقع ضعف..بل من موقع قوة ميدانية وسياسية متماسكة واوراق ضغط.
الجيش يفرض معادلة جديدة..والميدان يتحدث بصوت أعلى من أي قاعة تفاوض
ومن يملك الأرض والشعب والشراكات الاستراتيجية … يملك القرار والسيادة
