كريستيانو رونالدو يحدد موعد اعتزاله وتوديع الملاعب
في لحظة مفصلية من مسيرته الرياضية، أعلن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 ستكون المحطة الأخيرة له كلاعب محترف، واضعاً بذلك نهاية مؤكدة لحقبة استثنائية امتدت لأكثر من ربع قرن في الملاعب العالمية.
خلال مشاركته عبر اتصال مرئي في منتدى تورايز العالمي المنعقد في الرياض، كشف كريستيانو رونالدو، المتوج بجائزة الكرة الذهبية خمس مرات، أن نهائيات كأس العالم المقبلة، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ستكون بلا شك آخر ظهور له في البطولة الدولية. وأوضح مهاجم نادي النصر السعودي أن تقدمه في العمر يدفعه نحو الاعتزال، مشيراً إلى أن كلمة “قريباً” التي أثارت الجدل مؤخراً تعني “بعد عام أو عامين على الأكثر”. وأضاف أن مشاركته السادسة في المونديال ستكون بمثابة الفصل الأخير في مسيرته، مؤكداً أن العد التنازلي قد بدأ فعليا
رونالدو، البالغ من العمر أربعين عاماً، تحدث بصراحة عن شعوره بالزمن في هذه المرحلة من حياته المهنية، قائلاً إن اللاعب عندما يبلغ سناً معيناً يبدأ في احتساب الأشهر بدلاً من السنوات. وأكد أنه لا يزال يستمتع بما يقدمه داخل الملعب، سواء مع المنتخب البرتغالي أو نادي النصر، لكنه يدرك أن النهاية تقترب. وأضاف مبتسماً أن البعض فهم تصريحاته السابقة بشكل خاطئ، موضحاً أنه لم يقصد الاعتزال بعد عشر سنوات، بل خلال فترة قصيرة لا تتجاوز العامين. هذه التصريحات جاءت في سياق حديثه عن التوازن بين الأداء الفني والواقع الزمني الذي يفرضه التقدم في العمر.
منذ انطلاق مسيرته مع سبورتنغ لشبونة عام 2002، نجح كريستيانو رونالدو في تسجيل أكثر من 950 هدفاً مع الأندية والمنتخب الوطني، ليصبح أحد أبرز الهدافين في تاريخ كرة القدم. وكان قد جدّد عقده مع نادي النصر السعودي في يونيو الماضي حتى عام 2027، مشيراً إلى أن هدفه الأخير يتمثل في المشاركة في كأس العالم 2026. وأكد أن بلوغه سن 41 في تلك البطولة يجعلها المحطة الأخيرة في مشواره، مضيفاً أنه قدّم كل ما لديه للعبة على مدار 25 عاماً، وحقق أرقاماً قياسية في مختلف المحافل، ويشعر بالفخر لما أنجزه حتى الآن.
في حديثه عن ابنه كريستيانو جونيور، الذي يمثل منتخب البرتغال تحت 16 عاماً، شدد رونالدو على أن سعادة ابنه هي الأولوية القصوى بالنسبة له، وليس مقارنته بإنجازاته الشخصية. وأوضح أن الطبيعة البشرية تميل إلى المنافسة، لكنه يتمنى أن يكون أولاده أفضل منه، مؤكداً أنه لن يشعر بالغيرة من نجاحهم. وأضاف أن المهم هو أن يعيش ابنه بحرية دون ضغط اسم والده، لأن ذلك يشكل عبئاً كبيراً. وأشار إلى أن جونيور ينتمي إلى جيل مختلف في التفكير والأسلوب، وأن دوره كأب يتمثل في تقديم الدعم الكامل له في أي مسار يختاره.
بهذا التصريح، يكون كريستيانو رونالدو قد أنهى الجدل الذي دار حول موعد اعتزاله، مؤكداً أن كأس العالم 2026 ستكون نهاية مسيرته الاحترافية. ويغلق بذلك صفحة من صفحات كرة القدم الحديثة، التي شهدت تألقه في الملاعب الأوروبية والعالمية، وتسجيله لأرقام قياسية لا تُنسى. هذا الإعلان يضع حداً لتكهنات استمرت لأشهر، ويمنح الجماهير فرصة الاستعداد لتوديع أحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة، الذي ترك بصمة لا تُمحى في كل فريق ارتدى قميصه، وكل بطولة شارك فيها.
