عثمان ميرغني يكتب : من أجل الوطن.. لا تقليلاً لأحد
متابعة الرؤية نيوز
ما أكتبه هنا، أو في وسائط التواصل الاجتماعي، رأي أجتهد في تحري الصدق، أن يكون من أجل إصلاح الحال الوطني.. ونصائح أبنيها على تقديرات مخلصة لتسهم في نفع السودان والسودانيين. والقاعدة المعروفة تنص على: “رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”.. لكن بكل أسف، ربما فهم البعض أن ما أكتبه هو محاولة للتقليل من شأن الآخرين.
كتبت أمس بعنوان “ماذا يريد البرهان”.. عن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وفي اليوم السابق له مباشرة كتبت عن زيارته إلى أنقرة بعنوان “زيارة البرهان إلى تركيا”.. ويبدو أن النقد في الحالتين أعطى انطباعاً لبعض القراء أنها حملة تستهدف التقليل من هيبة المنصب الأول في البلاد.. وهذا لم يكن وارداً في تفكيري بقدر ما كنت أرى أن دورنا في تقديم الرأي والمشورة والنصح يستلزم أن نخاطب مراكز القرار المؤثرة.. وعلى رأسها رئاسة مجلس السيادة ورئاسة الوزراء.
مهمتنا في الصحافة أن نجتهد في التعبير عن صوت الشعب بأقصى ما هو متاح لنا.. وليس في أيدينا سوى القلم فيما نكتبه بصورة راتبة، أو عبر المايكروفون والكاميرا عندما نطل على المشاهدين من القنوات الفضائية والإذاعية.
التعبير عن الرأي الحر ليس سهلاً.. فيه أوجاع كثيرة ظللنا ندفعها عبر عقود من العمل الصحفي، متاحة للناظرين بلمسة “كيبورد” بالبحث في منصات الإنترنت.. أذكر أن مبعوثاً دولياً رفيع المستوى جاءني في زيارة في مكتبي بصحيفة “التيار” وقال لي: (لقد حاولت أن أجمع قدراً من المعلومات عنك قبل لقائك، فكتبت اسمك في غوغل ففوجئت بكثرة أخبار الاعتقالات والسجون والاعتداء عليكم في مكتبكم والإيقافات المتكررة لصحيفتكم..).
الأمر نفسه سمعته من مساعد وزير الخزانة الأمريكي عند لقائي به خلال زيارته للخرطوم.
كتابة الرأي الحر الصادق ليست هواية ولا عملاً بلا ضريبة، ظللت أدفعها عن رضى في منحنيات كثيرة لا أحتاج إلى سردها هنا.
من السهولة كتابة الرأي الذي لا يضر ولا ينفع.. كتابة من أجل الكتابة.. وحجز لمساحات صحفية وإعلامية بلا جدوى تنفع الوطن والشعب.. ومثل هذا الرأي لا يجلب عنتاً ولا كدراً.. لكنه في النهاية ربما لا يتوخى الصراحة والحقيقة.
رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان هو رأس الدولة، نحترمه ونجله، وعندما ننتقده إنما لحرصنا أن يستقيم أمر بلادنا وشعبنا.. وليس غير ذلك أطلاقاً.
وينطبق الأمر نفسه على الدكتور كامل إدريس رئيس مجلس الوزراء.. الذي انتقدته كثيراً بحسابات المصلحة العامة ذاتها.. فهو الموقع التنفيذي الأول، وحرصنا على نجاحه في مهامه ليس لأجله شخصياً بل لأجل السودان وأهله الذين ينتظرون على أحر من الجمر أن يتبدل حالهم إلى الأفضل.
التيار
