الرؤية نيوز

د.عثمان برسي يكتب:السقوط الحر للجنيه السوداني اللوبي المالي وفئران المصارف كيف يتحكمون بنظامنا السياسي؟

0


يعتبر منشور بنك السودان الأخير بمثابة تحرير شهادة الوفاة للجنيه السوداني نهائياً وسقوط كامل الاقتصاد بكل قطاعاته في وحل إفلاس الدولة.
إكتمل تعويم الجنيه رسمياً قبل عام في 2021 حيث ارتكبت السلطات النقدية مجزرة للجنيه عندما قامت بتخفيضه لتبلغ قيمة الدولار 375 ج.. وقبلها كان يساوي 55ج.. (تم تقطيع جنيه واحد إلى سبع قطع ) التخفيض في عملتنا كان 700%….
أما المنشور الأخير الذي صدر أمس من بنك السودان فهو يعني أن الجنيه السوداني ومن وراءه الإقتصاد قد دخل مرحلة السقوط الحر والذي لن تجدي معه أي سياسة أخرى للإصلاح، حيث بعد الآن نتاج لهذه السياسة سيسيطر غول السوق بالإضافة إلى عصابات المافيا المالية والتي تتمتع بدعم تقليدي هائل من فئران المصارف وسيغطي السماسرة على ماتبقى من صفقات خارجية.
الآن دخل الإقتصاد بسقوط الجنيه نتاج سياسة التعويم في صدمة مذدوجة الأولى إنه بدأ يشكل مايعرف بجزر أمبراطوريات المال المغلقة ضمن النادي المالي الشديد الثراء وفق معادلة جديدة ريعية مختلفة عن سابق الزمن في السودان، والإختلاف في كونها تراكم رأسمال ضخم مسيطر نتيجة لتحسين الريوع بالتصنيع المحلي المختار بعناية يحيطها البحر تقرأ عند مدخلها يافطة (ممنوع الإقتراب والتصوير ) أو تصنيعا في دول الإقليم المجاور التي تتمتع فيها أموال الخام بحظوة كبيرة من قبل حكومات الإقليم المتورطين سياسياً في صناعة الفترة الإنتقالية، فأخطر الكوارث التي تواجه السودانيين اليوم هو الدركسون الإقتصادي الذي يوجه قاطرة عجلات الإنتقال السياسي لوجهة هي بالضرورة مختلفة تماماً عن الوجهة المقصودة للسواد الأعظم. .
أما الصدمة الثانية فهي التي تحشر السواد الأعظم حشرا في صناديق قمامة اللوبي المالي الذي سيتفضل على الشعب بما تبقى من آثار وليمته ليسد رمقه ….
سيكون سقوط الجنيه نعمة على السادة الجدد الذين سرقوا الكرسي السياسي ثلاثة مرات تضاعفت ثرواتهم خلالها أيضا ثلاثة مرات …فالمستفيد الأول من سقوط الجنيه هو سماسرة الصفقات الخارجية الذين يعرضون الأرض وأصول مشاريعنا بمقابل بخس يساوي قيمة الجنيه الذي أصبح وزن الريشة قيمة. .يدفعون ما خف وزنه لما غلا ثمنه من موارد صفراء تسر الناظرين وبيضاء معدنية وثروات سوداء. … تسيل على لعابها حفلات السماسرة الماجنة وليالي المضاربين الحمراء ….للتو ستنتقل نخبنا ذات الحظوة للعيش في مجمعات الفلل التي ستستورد حتى طرقها من السوق العالمي وتحفها من جمال أسواق آسيا والكاريبي. .. وستحاط بإسلاك شائكة واسوار عالية ذات أنوار تضئ لأميال تحرسها الجنود #
بينما آثار سقوط عملتنا ستظهر كاشفة عن نفسها في الاكواخ وسقط المتاع والاكتظاظ البشري من كل الأصناف في مجمعات جديدة للجوء يحيطها البؤس داخل العواصم وخارجها وستصبح الخرطوم جزر نخبوية من الغنى في محيط متخلف وفقير من الشعب. …
السقوط الحر لعملتنا يخبرك الكثير عن المافيات الأكاديمية الرابضة في أعلى مؤسستين للدولة هما بنك السودان ووزارة المالية في تحالفها القمئ مع المافيات المالية ذات السطوة في أسواق السمسرة الإقليمية والعالمية. …..الآن اكتملت صناعة الوحش البيولوجي في معامل اللوبي المالي /الأكاديمي والذي س يلتهم ماتبقى من جلد وعظم #…
عندها سيتشكل النظام السياسي ويلبسه الشعب كما السوار في المعصم #..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!