ماذا تعني تربية الأطفال بالحب؟ وكيف يتعزز التفاؤل لديهم؟
عندما يواجه طفلك موقفا صعبا أو محبطا، حاول تحديد الجوانب الإيجابية لذلك الحدث، واحرص أيضا على عدم التقليل من أهمية الجوانب السلبية. فعلى سبيل المثال، إذا كان الطفل محبطا بسبب إلغاء حصته الرياضية نظرا لهطول المطر، يمكنك إخباره أنك تتفهم مشاعره ثم تدعوه للاستفادة من سوء الطقس للذهاب إلى السينما أو اللعب داخل المنزل.
ويشير تقرير نشرته مجلة “آتر بارون” (etreparents) الفرنسية إلى أن الأطفال المتفائلين يميلون إلى أن يكونوا أكثر قدرة على تقدير مكتسباتهم ومهاراتهم، لذلك يكونون أكثر سعادة في حياتهم.
ويساهم التفاؤل بشكل عام في العيش بأمان واطمئنان، ويجعلنا أكثر مرونة في مواجهة التحديات. والتفاؤل ليس مهارة فطرية، وإنما مهارة مكتسبة يمكن تعلمها في أي وقت في الحياة. وفترة الطفولة هي أفضل مرحلة لتعزيز التفاؤل لدى أطفالك، ومن خلال ذلك تدفعهم لأن يشعروا بالسعادة أكثر.
ما التفاؤل ولماذا هو مهم؟
يعني التفاؤل اتخاذ موقف إيجابي تجاه الحياة، وهو يتعلق بالقدرة على إدراك الجانب المشرق من الأمور دون تجاهل جانبها السلبي. ويرتبط هذا المفهوم بالاعتراف بقدرات الفرد وثقته بنفسه.
وتشير دراسات مختلفة إلى ارتباط التفاؤل بانخفاض معدلات المرض والاكتئاب والانتحار، وكذلك ارتفاع نسب النجاح الأكاديمي وتحسّن جودة الحياة.
مفاتيح تعزيز التفاؤل عند الأطفال
إذا أردنا تربية أطفال متفائلين، فإن أول ما نحتاج إلى التأكد منه هو أن نكون قدوةً لهم. من الضروري اتخاذ موقف إيجابي تجاه الحياة وبذل جهد لمواجهة المواقف اليومية الصعبة بثبات وهدوء. فلا جدوى لتلقين أطفالك فضائل التفاؤل ما لم تظهره أنت في سلوكك أمامهم.
ماذا تعني تربية الطفل بالحب؟
وقالت مجلة “مادريس أوي” (madreshoy) الإسبانية إنه يجب على الوالدين إظهار الحب للطفل، وهو أمر لا يأخذه الكثير من الآباء بعين الاعتبار في تنشئة أطفالهم. وجل ما يعرفه الكثير من الآباء هو الأمر والنهي وتربية الأطفال على قيم وقواعد يفرضونها عليهم، ولكن ما يهم حقا هو التواصل العاطفي مع الأطفال.
وإظهار الوالدين حبهما للطفل أثناء تربيته يعني إدراك حقيقة أنه يحتاج -مثل أي شخص آخر- إلى الحماية والدعم والنصح. وأضافت المجلة أن الامتنان عنصر مهم في تشكيل شخصية الطفل.
وقالت إنه يجب تعليم الأطفال أن يكونوا ممتنين لكل شيء من حولهم، وأن يشعروا بالتعاطف مع الناس. فالتعبير عن الامتنان وسيلة لإظهار حبنا وتعزيز الجانب الإنساني لدينا، وإيجاد قيم إيجابية.
وخلصت المجلة إلى أن التربية بالحب تمثل جزءا مهما من القدرة على تقديم الأفضل لأطفالنا، فلا يمكنهم الشعور بالحب إلا إذا كانوا يعيشونه بالفعل، وبذلك سيتمكنون من نقل ذلك لأطفالهم بالمستقبل.
هذا ما يجب أن تعلمه لطفلك
وقالت الكاتبة خينسيس روميرو، في تقرير نشرته مجلة “إيريس ماما” (eresmama) الإسبانية، إن بعض الآباء يضعون توقعات لأطفالهم قد تعيق نموهم الفكري ونضجهم، وتمنعهم من اكتشاف ذواتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
وعادة ما تشير الأمهات والآباء إلى أن النجاح هو السبيل الوحيد للشعور بالسعادة، في حين أن ربط السعادة بالنجاح يعطي الطفل منظورا محدودا عن الحياة ويمكن أن يتسبب له في الإحباط أو الحزن أو الخوف من الفشل.
فشجع طفلك على الاستمتاع والاستكشاف واللعب مع الأطفال الآخرين، وبهذه الطريقة سيطور المهارات والقدرات الاجتماعية اللازمة لينمّي ثقته بنفسه دون خوف من الفشل. وعلمه حقوقه وواجباته، وذكّره أنه يستحق نفس الاحترام مثل الآخرين.
قبل أن تجعلهم الأفضل يجب أن يكونوا سعداء
وتضيف الكاتبة “قبل أن تجعلهم الأفضل، يجب أن يكون أطفالك سعداء. ويكون ذلك بإظهار المحبة لهم والثقة فيهم. ومن الضروري تشجيعهم على استكشاف العالم بلا حدود”.
وتؤكد أنه “من المهم أن تذكّر طفلك أنك تحبه ولا يهم إذا كان يحب شيئا مختلفا عنك. لا بد أن تحترمه وتدعمه في اختياراته، إذا كان ذلك يجعله سعيدا. بين له أنه مهما ارتكب من أخطاء ستكون دائما إلى جانبه، ولا شيء سيغير مشاعرك تجاهه”.
المصدر : مواقع إلكترونية