الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: فنيات الاطاري في إنتاج (الخلافات)!

0

ثم ماذا بعد أن رفضت قوى الحرية والتغيير (قحت) الإتفاق الإطاري مجدداً؟ وتأكيدها (أن الإلتحاق بالإتفاق الإطاري يكون عبر الورش التي ستقام خلال الأيام القادمة)؟.. هذا ما ورد بالنص في خبر أوردته صحيفة (مورنينق نيوز الألكترونية).. وأشارت (قحت)- في الخبر- إلى أنه في حال رغبة (تحالف الكتلة الديمقراطية) في الإلتحاق بالإتفاق الإطاري، فيتعين عليها أن تشارك من خلال تلك الورش.
هذا عين ما أشرنا إليه في كتابات سابقة، وتأكيدنا المستمر وبالنصوص الصريحة أن قوى التغيير / المجلس المركزي هي مجموعة (إقصائية) لا تريد أن يشاركها أحد في هذا الإتفاق.. ويدلل على ذلك (الإصرار) العجيب منها على عدم (فتح الإتفاق) من جديد، وذكرت هذه المجموعة تأكيدها كذلك بأكثر من طريقة وبأكثر من كيفية، على ألسنة قياديين بارزين فيها.
الحرية والتغيير تريد أن (تفتح) الإتفاق على طريقتها الخاصة.. تفتحه لإنضمام الآخرين وقبوله بشكله الراهن، دون السماح لأية جهة كانت أن تشرع في تعديله أو مناقشته.. لأن الإتفاق ضمن لمجموعة المركزي (الإنفراد) الكامل بالسلطة، فهم لا يريدون أن يشاركهم أحد لعلمهم الكامل أن الإتفاق منحهم (أكثر) من ما يستحقون.
مجموعة صغيرة مكونة من ثلاث أحزاب فقط، تجد بين يديها (فجأة) مثل هذا الإتفاق من غير الرجوع للأكثرية، فمن البديهي جداً أن تحارب هذه الأقلية بقية المجموعات وبديهي جداً أن ترفض منح الآخرين حقوقهم.. لأن هذا (المنح) يمنع عنهم العطاء (غير المسبوق) الذي حققوه عن طريق الإتفاق الإطاري.
في كل يوم، بل في كل ساعة.. تتسارع الأحداث بسبب (الإتفاق الإطاري)، الذي أسهم حتى الآن في إنشقاقات عديدة داخل الأحزاب نفسها، وقيام تيارات جديدة في هذه الأحزاب.. وكما قال ظريف المدينة إن (الإطاري) إذا ترك بهذه الشاكلة سيقوم (بفرتكة) الأحزاب وتشظيها، وهي أصلاً قد عانت من الإنقسام في فترات سابقة.
أيضاً الخلافات داخل مجموعة الموقعين ستزيد من أوراها (الآراء المتباينة) والمتناقضة.. وسوء الفهم .. الذي ظهر في إختلاف المواقف، فنجد بعض الموقعين يؤكد (فتح الإتفاق)، وبعضهم يؤكد أنه (مغلق) أمام كل الراغبين إلا عن طريق الورش التي سيعقدونها، وبالقطع هي ورش غير ملزمة لإضافة أية تعديلات علي الإتفاق.
(خبر مونينق نيوز) تحدث أيضاً عن (خلاف جيد) وحاد بين الحرية والتغيير (الموقعة على الإتفاق) والكتلة الديمقراطية التي يتزعمها نجل الميرغني، وتضم عدداً من الأحزاب والحركات المؤثرة في الساحة.. وبحسب مصادر الصحيفة (إن مني أركو مناوي أكد للبرهان إن تحالف الكتلة الديمقراطية سيقدم وثيقة وإتفاق جديد للمواطنين وتمسك مناوي برأيه).. وأضافت الصحيفة أن ذلك كان عبر إجتماع تفاكري لتقريب وجهات النظر جمع بين تحالف الكتلة الديمقراطية والحرية والتغيير، بدعوة من البرهان.
بهذه الأحداث التي تتجدد في رأس كل ساعة.. يسهل على المراقب أن يتنبأ بمستقبل الإتفاق الإطاري، الذي أصبح كل (دقيقة) يفقد أراض جديدة، ويكسب مخالفين جدد.. الأمر الذي سيصعب جداً مرحلته الثانية، التي ينتظرها السودانيون لتضع حداً للفراغ الدستوري الكبير والإنهيار المستمر في الجانب الإقتصادي ومعاناة المواطنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!