الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب…لا يا ودالميرغني.. ما هكذا تورد الإبل!

0

طالعت في الأيام الماضية، تصريحاً للسيد ابراهيم الميرغني المسؤول السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي– جناح محمد الحسن الميرغني ( ومعلوم أنه الجناح الذي فقد تأثيره بقرار مولانا الميرغني الايام الفائتة بفصل ابنه من الحزب الأصل).. تصريحات السيد ابراهيم نجل النطاسي المعروف احمد الميرغني، تناولت (الاتفاق الاطاري) ونعتته بأنه لا يقبل (أي حذف– أو إضافة)، وان أطرافه محددة مسبقاً.. في ابشع تكريس للاستبداد والديكتاتورية المدنية.

كانت ستكون مقبولة الى حد هذه التصريحات التي صدرت عن (ودالميرغني).. إذا كانت صادرة من القيادات اليسارية (المتطرفة) التي تنتمي لأحزاب لا تعرف الديمقراطية، بل مارست الديكتاتورية (المستبدة) في ابشع صورها– مثل نموذج البعث العربي في العراق أو سوريا– أو التجربة الشيوعية التي مارسها الشيوعيون في يوليو ١٩٧١ .. بمعنى أن التصريح المنسوب لودالميرغني، كان سيكون أقل تأثيراً إذا خرج من (وجدي صالح– أو غيره من عتاة البعثيين).. وكانت ستكون أقل ضجة إذا وردت من جهابذة الحزب الشيوعي.. فكليهما أصحاب مدارس فكرية (مستبدة)، وتجارب سلطوية (باطشة) لا تؤمن بالديمقراطية.

أما أن يأتي هذا التصريح (الصادم) من الاتحاديين، فهذا في حد ذاته غير مقبول، ويأتي مناقضاً لمواقف الحزب ورؤاه الضاربة في العمق الديمقراطي، والمنهج الوسطي، فالتصريح يعني أن جناح الحسن الميرغني أو المحسوب على الاتحاديين أصبح متماهياً، مع نهج اليسار الاستئصالي.. وإلا فما معنى: (أن الاتفاق لا يقبل حذفاً ولا اضافة، وأطرافه محددة).. حيث لا معنى لهذا الكلام غير أن تكون الأغلبية تابعة للاقلية، في ابلغ نموذج لانتهاك الحقوق الأساسية للمواطنين اوالسياسيين.. علماً بأنها حقوق أساسية يحفظها اي دستور، مثلما تعترف بها الأعراف والمواثيق الدولية.. وهذا الغلو، يعتبر أكبر مناقض للأسس الديمقراطية المعروفة.

الى ماذا يرمي، (ود الميرغني) بهذا الموقف؟.. هل يسعى لكسب فائدة سياسية تحققها له مجموعة (المجلس المركزي) ، إذا قدر لها السادة على الجميع، حال تنفيذ الاتفاق الاطاري؟.. ام ان لود الميرغني طموح آخر؟ لكن واقع الحال يشير وفق معطياته، أنه البحث عن دور لما بعد الاتفاق الاطاري، لتجني من ورائه مجموعة الحسن الميرغني (مكاسب) في اقتسام كيكة السلطة.

الم يكتف (ود الميرغني) من تمثيله لدور التابع الذليل بعد؟ ام أنه أعتقد أن السودانيين قد نسوا وجوده ضمن طاقم وزراء النظام القديم، واكتسابهم لمواقعهم ومقاعدهم فيه، بعد اتفاق، وتبعية وتنازلات، هي ليست بعيدة عن فهم العامة، فما بال (ودالميرغني) بفهم النخب؟ ام لا زال يراهن على (ذاكرة سمكية) تركها السودانيون بفعل الوعي المستمر، وتحطيم أصنام الانتهازية.

لا أظن أن امثال (ودالميرغني) ستكون لهم ادوار مستقبلية، في ظل الوعي المستمر لدى عامة السودانيين، الذين ما عادت تنطلي عليهم (المواقف الباهتة) لبعض السياسيين، ولن يحقق (ود الميرغني) أهدافه بهذه الطريقة (الانتهازية) التي جعلته يغير مكانه –بسرعة البرق– لينحاز الى جانب الحسن.. أيضاً بحثاً عن السلطة والكرسي، لكني واثق أن مثل هذه الضروب من (الانتهازية والأنانية) ستركل متبنيها الى مزبلة التاريخ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!