الرؤية نيوز

خارج الإطار | ما وراء أزمة شرق السودان!

0

أعلن مجلس نظارات البجا أنهم لن يقبلوا بأي حال من الأحوال بوصاية الاتفاق الاطاري، وأنهم إذا حدث ذلك فإنهم سيغلقون الإقليم.. هذا المشهد المتكرر في انسياب مياه السياسة في شرق السودان، ظللنا نشاهده نسخة (طبق الأصل) من جهات عديدة قبلية وسياسية، وما أوامر (ترك)، أو دعوات (نظارات البجا) أو فيديوهات (شيبة ضرار)، الا تكرار لذات المشهد.. ومعلوم أن إغلاق الشرق يعني اغلاق الميناء وإغلاق الطريق وموت البلاد سريرياً.

لم يكن الاطاري وحده، الذي دفع مجلس نظارات البجا، وشيبة والآخرين لاتخاذ هذا الموقف، أو التلويح به، فالمواقف السياسية المماثلة كثيرة.. من قبل فعلها ترك واغلق البلاد، وكان ذلك أكبر دافع للبرهان لحل حكومة حمدوك، وما قام به ترك كان سببه (مسار الشرق) وليس الاطاري.. ذات السيناريو هدد به أنصار (ايلا) بعد عودته عندما قوبل بالاستقبال الحاشد الذي افزع خصومه، وما استقبال ايلا الا لأنه اول حاكم للاقليم بسط فيه مقومات التنمية ومد فيه سواعد البناء فظهرت بورتسودان شبيهة بأرقى المدن الساحلية وقتئذ، لم يكن ايلا يملك (عصا موسى) لكنه مؤمن بأن لانسان شرق السودان (قضية)، وستظل متقدة، وهي التنمية والبناء وتوفير الخدمات.

أهميةالمنطقةلدولالجوار،تأتيلأنها (عمق استراتيجي) هائل في سواحل البحر الاحمر، وهو أفضل البوابات على افريقيا المغلقة تجاه السودان، ولا أظن أن هناك مخرجاً آمناً لقضية الشرق سوى تطوير الموانئ، وانشاء أخرى مرتبطة بالأرض وبالاقليم.

إن منطقة (ابوعمامة) الواقعة على بعد ٢٠٠ كيلومتر شمال ساحل بورتسودان، هي أرض خلاء لا حياة فيها، وهي أول المناطق التي تنتظر التعمير، وبحسب دراسات قديمة إنها أحد أميز المقترحات لقيام ميناء بمواصفات دولية، وهي منطقة ضمن عشر مناطق، لاقامة موانئ في شرق السودان.. مقترح ميناء ابوعمامة فرح به البشاريون ورحبوا به، لأنه داعم للتنمية هناك، ويكفي أنه سينعش اقتصاديات تلك المناطق (المنسية)، عن طريق قيام الخدمات ومد الطرق (طريق ابوحمد/ ابوعمامة)، بالإضافة لمشروع زراعي الكبير مصاحب.. وهي النقاط التي تضمنتها مذكرة التفاهم الموقعة بين حكومة السودان– والشركة المنفذة.. ويتوقع أن يقدم أبوعمامة الكثير لشرق السودان، وقطعاً أن يعتبر محفزاً قوياً لهيئة الموانئ السودانية للسعي الجاد في تطوير ميناء بورتسودان، وتأهيل ميناء سواكن، وإعادة تشغيل مينا هيدوب، وغيرها من الموانئ الجاهزة والمهملة.

قضية شرق السودان ليست الاطاري، ولا مسار الشرق، ولا منبر منفصل كما تقول روايات السياسيين، صحيح أن السياسة هي أس (الازمات) لان البعض اتخذها مطية لتحقيق المرامي والمكاسب، لكن يبقى قول خبراء الاقتصاد هو (الفيصل)، فالاقليم يحتاج للتنمية المستدامة التي لا تفرق بين قبيلة وجهة، والتنمية ليست لافتات (سياسية)، إنما هي مشروعات على الارض، لتغير وجهها الكالح، التنمية هي مشروعات (المياه والكهرباء)، تينك المشكلتين اللتين ارقتا كل الحكومات المتعاقبة في شرق السودان، وكانت سبباً في تخلف المنطقة، إذ كيف يصير الحال ومنذ استقلال السودان لا توجد في بورتسودان، ولا محطة واحدة للتحلية، إضافة إلى (الفشل) المستمر في مد خط من مياه النيل للاقليم، ذلك الامل الذي تحطم على صخور الواقع السياسي الخلافية.

آن الأوان أن يُنظر إلى الشرق من زاوية إدارة عجلة النماء، نماء الانسان، والطبيعة والمشاريع، لتعم الفائدة كل ربوع السودان، وينتعش الاقتصاد القومي.. فهل ذلك حلم بعيد المنال؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!