الرؤية نيوز

بخاري بشير يكتب: دموع أهل (لقاوة)!

0

لم يكن يتخيل، أحد منهم أن يقيم وأسرته داخل مباني الميناء البري بمدينة كادوقلي، بعد أن كانوا يعيشون حياتهم عادية يمارسون فيها زراعتهم ويسوسون مواشيهم، هؤلاء هم 5509 أفراد من أبناء لقاوة يمثلون 1193 أسرة، فيهم الشباب والشياب، والنساء والاطفال.. تركوا مواطن صباهم في لقاوة بعد أن داهمتهم آلة الحرب اللعينة، في أحداث لقاوة الأخيرة.. فقدوا اعزاء في تلك الحرب وواروهم الثرى، لكنهم لم يتوقفوا عند محطة الحزن وجاءوا يبحثون عن الأمن، قبل الغذاء في مدينة كادوقلي، التي قدمت لهم ما استطاعت، ولمسنا جهد مسؤولة العمل التطوعي الأستاذة راوية كمال، التي أطلق عليها ممثل النازحين صفة (أمنا الرؤوم).
قدمت الولاية ما استطاعته لهؤلاء الذين فقدوا المأوى، ودفء العشيرة، لكن لا زالت احتياجاتهم كبيرة، ونحن رأيناهم في تلك الاوضاع، استطاع ممثلهم أن يلقي كلمة، شاملة جمعت فأوعت، وهو يخاطب جمع أهله وحكومة الولاية بمناسبة الزيارة التي سجلها إليهم في مأواهم بالميناء البري، وبضع خيام متناثرة، قال ممثل النازحين إن أهل كادوقلي لم يبخلوا عليهم بشيء، وهم قد أعانوهم عندما عز النصير، ورفع جملة من المطالب، أمام السيد عضو مجلس السيادة رئيس اللجنة العليا للطوارئ الفريق اول شمس الدين كباشي، المشرف على الولاية الذي يزور الولاية هذه الايام، في رحلة الايام الخمسة، والولاية تغلي في مرجل القضايا والملفات الساخنة..
مطالب أهل لقاوة، وجدت اهتماماً كبيراً من الفريق أول كباشي، الذي رأى بام عينيه أوضاع الطفولة البائسة، وهموم الكبار الثقيلة ورأى معاناة النساء المندلقة على طرقات المعسكر، أعلن كباشي تبرعه لاهل لقاوة. وحلحلة كافة مشاكلهم، والتي لم تكن كبيرة، وقد سبقه في الاستجابة لها الاستاذ موسى جبر والي الولاية، الذي قدم تجربة ثرية في إدارة الولاية المليئة بالألغام، وذلك جهد يشكر عليه فهو اداري ذو تاريخ وتجربة.. أكبر مطلبين -في تقديري- طالب بهما ممثل نازحي لقاوة أمام وفد كباشي، هما : طالب في الاولى بالعمل بسرعة لعودتهم الى موطنهم لقاوة، مذكراً الجميع بآبيات امير الشعراء احمد شوقي (وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق – وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق)، وكان مطلبهم الثاني مناداتهم بتبعية لقاوة التي تنتمي جغرافياً لولاية غرب كردفان، طالبوا بتبعيتها لجنوب كردفان.. وجاءت إفادات كباشي شافية لجراح هؤلاء البسطاء، إلا أنه رد على مطلبهم الثاني بأن هذا ليس موقعه، وهناك مؤتمر الولايات والحكم الاتحادي.. اما ما دون ذلك المطلب فقد تمت الاستجابة الفورية لكل احتياجاتهم.
آلة الحرب التي حصدت الأبرياء، والتفلتات والأحداث المتسارعة، التي جرت في جنوب كردفان، وفي غيرها من ولايات السودان، برزت في السنوات الماضية، وتزايدت بشكل مريع في مناطق عديدة في السودان، لظهور خطاب الكراهية، واستعلاء اللغة القبلية والاثنية، وكما قال الفريق أول كباشي، في لقائه مع قيادات الإدارة الأهلية بالولاية، إن زيارتنا للولاية تأتي في المرتبة الأولى كزيارة امنية، لإحداث فرق بين ما هو كائن وبين المطلوب كأشواق للمواطنين.. نموذج نازحي لقاوة، هو النموذج الحي لاستقواء آلة الحرب، وهو الأمر الذي اختارت فيه القيادة في الخرطوم أقوى عناصرها، وأمضاها شكيمة الفريق أول كباشي لعلاج هذه الملفات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!